زنازين متوحشة

 


أساليب تعذيب تستند إلى مخزون هائل من العنف ومشاعر الكراهية والبغض وسوء الطوية لا يمكن أن يمارسها من لا يزال يتمتع بأدنى وازع من دين أو ذرة من إنسانية ، الشيطانية بكلما تعنيه من شر مستطير شرط أساس من شروط هذا التوحش الذي يدفع  الإنسان للفتك بأخيه الإنسان وهو في لحظة ضعف لا يملك حول ولا قوة تدرأ عنه سياط جلاديه وسالخي جلده، هكذا دائما يخلق المجرمون الذين أخذوا شكلا من أشكال التنظيمات الساعية للسلطة مسوخا ينفذون نزوعهم الوحشي والبربري على أكمل وجه، إنهم يشعرون برغبة جامحة لابتكار طريقة في التعذيب لم يسبقهم إليها أنسن ولا جان، مدفوعون بشعور قهري لإتقان طقس الجريمة على أكمل وجه ، تأملوا جيدا كيف يعرضون معتقليهم في اللحظات التي تلفظ فيها الضحية أنفاسها الأخيرة ليتباهون بالجحيم الذي قُدَتْ منه أفكارهم ومساعيهم فيرعبون خصومهم ويستمر مشوار الألم الكبير.


صور المختطف الدكتور منير الشرقي الذي جرى تداولها على نطاق واسع في وسائل التواصل الاجتماعي ووسائل إعلام أخرى كانت آخر جريمة خرج بها عارضو أساليب التوحش ومذهبه “الحصري عليهم” وهي ولا شك لن تكون الأخيرة حيث يشار الى أن رصد حقوقي كشف أن حالات الوفاة تحت التعذيب في سجون مليشيات الحوثي تجاوزت الـ (120) حالة، علاوة على الحالات الحديثة غير المقيدة بالتقارير وتلك التي لم تصل للمنظمات ووسائل الإعلام ، هذا فضلا عن المئات إن لم يكن الآلاف ممن لا يزالون يرزحون تحت وطأة العذاب المهين وهو ما ينذر بعروض جديدة لتراجيديا المعتقلين في سجون جماعة الإرهاب الحوثية.


 لقد ألقت دورية حوثية في أحد شوارع مدينة ذمار المختطف الشرقي  وهو في حالة مزرية وتبدو على جسده آثار تعذيب متوحش أكد بما لا يدع مجالا للشك أن جماعة تمارس هذا النوع من الإجرام لا بد لها أن تستأصل من عن آخرها من حياة اليمنيين، كان موقف الشرقي المناوئ للانقلاب وإسهامه في ثورة الشعب كأحد شبابها وناشطيها كافٍ في نظرها لممارسة كل هذا الإجرام بحقه دون رحمة أو تقدير لمستوى الخطيئة من وجهة نظرهم وما تستحقه من عقوبة، ظلمٌ وجهلٌ ومخافةٌ وإمامُ، وازادوا عليهن سلخ الجلود وسمل العيون، فعلا لقد كانت تلك الصور التي انتشرت صدمة مروعة زلزلت الوجدان اليمني ولن تغيب عن ذاكرت الشعب للأبد.


لم يحدث أن عذبت المقاومة أسيرا حوثيا قط أو تركته تتعفن جراحه بعد أسره مصابا كما هو شأن الانقلابين حين يلقون أسراهم الجرحى في سجون لا تزاورها شمس ولا تمر عليها الرياح مانعين ليحيون العذاب وكسر خبز تعفن أو جرعات مياه هي أقرب للعادمة، ثم أن ليس في سجون المقاومة معتقلين على خلفية انتمائهم للحركة الحوثية رغم مجاهرة الكثير من أنصارهم بحوثتيه في مناطق سيطرة الشرعية فضلا عن جرأة بعضهم الآخر في محاولات لإيذاء المقاومة واستهدافها، لا وجود لمعتقلين حوثيين سياسيين كانوا أو ناشطين كما هي حال زنازين سجونهم المكتظة بكل من نبس ضدهم ولو بكلمة واحدة ، لقد صمت العالم أذنيه وأغمض عينيه حيال ما يجري في اليمن من جرائم بحق المعتقلين، صم أذنيه على هولها وعظيم وقعها وهو ما يدعونا للتساؤل : هل ما زالت هناك بالفعل منظمات دولية تعنى بحقوق الإنسان وتحركها أخلاق المهنة أم أنها مجرد أدوات للسياسة تميل حيث مالت الأخرى ؟؟.


 


 

Exit mobile version