مقالات

تـــعــــز الجغرافيا والتاريخ

 


على مسافة بضع كيلو مترات، تقف تعز في انتظار إعلان لحظتها التاريخية لتتمكن من استكمال رسم خارطتها الجغرافية بملامحها الجديدة والوانها الزاهية وتضاريسها الاكثر حيوية، وبمـناخ وطني ثابت المسار لا يتأثر بالرياح والعواصف، ولا ينصهر وفق درجات حرارة الصيف أو ينكمش وفق برودة الشتا.


عما قريب وقريب جداً ستستكمل تعز رسم خارطتها المنتظرة بإذن الله ولكن لن يكون لرسم تلك الخارطة المنتظرة اي رونق مالم تكن تعز جاهزة لكتابة تاريخها الجديد المشرق ، بحيث يتم صياغة تاريخها  باحرف من نور ، حتى يكون لها تاريخاً يليق بتضحياتها ونضالاتها وبطولاتها التي استطاعت ان تهزم كل مشاريع الموت ، فقدمت في سبيل ذلك انقى وازكى دماء فلذاتها لتنتصر لمشروع الحياة .


 على محافظة تعز سواء كمحافظة أو كاقليم أن تكون جاهزة لكتابة تاريخ يمتلئ بالحياة ، يعج بالحيوية ، مُفرغاً من كل عباراة الموت ، نقياً من كل نتؤاءت الانتقام ، خالياً من كل عبارات الحقد والضغينة والكراهية مُقدمته التسامح ، واوسطه البناء والارتقاء ،  وخاتمته التصالح مع كل ابناء تعز إلا من أبى واستكبر .


 إن لم تكن تعز مستعدة وجاهزة لما بعد مرحلة التحرير ،  بمشاريع حياة  ومشاريع بناء ، وخطط تنمية صريحة وواضحة ، بناءً على دراسات دقيقة متخصصة توضح امكانية إستغلال وتفعيل مواردها المنهوبة سابقاً، والاكتفاء ذاتياً على مواردها المتعددة فصدقوني انه دون ذلك ، لاجدوى من اي تحرير ننشده وننتظره ، ولا جدوى من تقديم مزيداً من التضحيات ، وسفك مزيداً من دماء ابناء تعز وخيرة رجالها المناضلين التواقين لحياة أفضل تنعم من خلالها تعز بالاسنقرار والامن والامان والحياة والنمو والبناء والرخاء .


إن لم تكن تعز مستعدة لرسم خارطة تشمل كل تعز دون استثناء وغير جاهزة لكتابة تاريخ يخطو بتعز نحو الامام ، ويرتقي بتعز نحو العلياء ، تسمو مفردات التسامح فيه والحياة على كل مفردات الانتقام والقتل فان تعز ستغرق في مساحة توسعها ، وستذوب في هامش انتصارات لاتحمل في طياتها سوى مزيداً من الدمار والخراب والقتل .


 تعز مشروع حياة ومن اجل ذلك فلتكونوا يا ابناء تعز ونُخبها على أهبة الاستعداد لمعانقة الحياة من خلال إعداد وتجهيز كل الادوات اللازمة لرسم جغرافية تعز الجديدة وكتابة تاريخها المشرق بالحياة.


 

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى