مقالات

خطر الحوثي على الملاحة البحرية

 


مع كل يوم تتزايد المخاطر الناجمة عن تهديد جماعة الحوثي، الموالية لإيران على الأوضاع في اليمن، ومع استمرار الجماعة في تهديد السلم الداخلي، فإن أوضاع المنطقة، وخاصة الملاحة في البحر الأحمر وباب المندب، تتجه إلى مزيد من التعقيد، أكدها تعرض ناقلتي نفط عملاقتين سعوديتين لهجوم من قبل الجماعة، ما أدى إلى إعلان المملكة العربية السعودية على لسان وزير الطاقة والصناعة والثروة المعدنية خالد الفالح، تعليق جميع شحنات النفط الخام التي تمر في مضيق باب المندب، إلى أن تصبح الملاحة فيه آمنة.


صحيح أن الإصابات كانت طفيفة في إحدى السفينتين، ولم تقع أي إصابات أو انسكاب للنفط الخام في البحر، الذي كان سيؤدي إلى كارثة إنسانية وبيئية، إلا أن استمرار هذه التهديدات من شأنه أن يؤثر على حرية التجارة العالمية والملاحة البحرية، بمضيق باب المندب والبحر الأحمر.


لم تكن مواقف جماعة الحوثي، المرتبطة بإيران المهدِّدة لأمن وسلامة الملاحة في البحر الأحمر ومضيق باب المندب، جديدة، فقد أدلى قادة في الجماعة باستعدادهم لضرب الملاحة في البحر الأحمر، في حال لم تتوقف مساعي الحكومة الشرعية والتحالف العربي، الهادفة إلى استعادة السلطة من أيدي هذه العصابة، وهو دليل يكشف إصرار الجماعة على موقفها الساعي للحرب، ورفضها خيار السلام حلاً للصراع، وكل ذلك يأتي على الرغم من أن مبعوث الأمم المتحدة مارتن جريفيث، يتواجد في صنعاء في إطار مسعى دولي للتوصل إلى تسوية تنتشل اليمن من الوضع الكارثي، الذي قادته إليه عصابة الحوثي، ومن يقوم بدعمها، ونقصد بذلك نظام الملالي في طهران، وهو ما تؤكده التصريحات التي صدرت عن قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني، الذي أشار بعد يوم من استهداف الناقلتين النفطيتين السعوديتين، إلى أن «البحر الأحمر لم يعد آمناً»، فهل يحتاج هذا الموقف إلى توضيح؟


تزامن الموقف الإيراني المؤيد لسلوك جماعة الحوثي، دليل إضافي على أن طهران، وفي إطار صراعها وخلافاتها مع الولايات المتحدة الأمريكية، تحرك أذرعها ومخالبها في المنطقة، للإضرار بالسلم الإقليمي والعالمي أجمع، كما هو الحال مع عصابة الحوثي المارقة، ما يجعل المخاطر في هذه المناطق تتعاظم مع مرور الوقت، وهو ما يفرض على المجتمع الدولي التحرك لتجنيب الملاحة في البحر الأحمر، خطر التوقف بسبب سلوكيات العصابة الحوثية ومن يقف وراءها.


هذه التطورات تؤكد الرؤية الصائبة للشرعية اليمنية والتحالف العربي، من أن تحرير الحديدة التي تستغل العصابة الحوثية ميناءها للإضرار بالملاحة البحرية هو السبيل الوحيد للقضاء على التهديدات الصادرة من عصابة الحوثي وحلفائها، وعلى المجتمع الدولي إدراك أنه يتعامل مع جماعة لا يهمها إلا نشر الخراب والدمار في كل مكان، فتهديد الملاحة في البحر الأحمر، وفق تصريح سابق لوزير الدولة للشؤون الخارجية أنور قرقاش، يعد توثيقاً جديداً لإرهاب جماعة أهلكت الحرث والنسل، ولا تتورع عن تهديد مصالح المنطقة والعالم بأسره.


 


 

زر الذهاب إلى الأعلى