مقالات

إيران.. وظيفة تصدير الخراب

 


إذا كان الحوثيون عصابة تتقمص شكل الدولة، فإن إيران دولة تتقمص شكل العصابة. ليست العلاقة الوحيدة، لكنها المدخل لجملة من المصالح المشتركة المشتبكة مع التوجه الأيديولوجي والعقدي، ويمكن أن يصح الاشتقاق هنا من العقيدة، ويمكن رده إلى العقدة، فكما أن العقيدة مشتركة فكذلك العقدة، وكذلك الفشل المستمر وكأنه العادة أو الروتين، ولعل الميزة النادرة لحرب الشرف والكرامة التي تقودها السعودية بالمشاركة الفاعلة من الإمارات في اليمن، أنها عرّت طهران وفضحت نياتها، بل برنامجها التوسعي الغاشم، ما جعل وضع إيران، في المجمل والمفصل، بكل المعاني، مهزوزاً.


اليقين الذي لم يعد محل شك، أن ميليشيا الحوثي الإيرانية الإرهابية تؤدي أدوارها الإجرامية نيابة عن إيران وذيول إيران في المنطقة، فهذه تمضي، وهي تعيش ربع الساعة الأخير من المحاولة، في مد الحوثي بطوق النجاة المعطوب أو المثقوب، وبأسلحة إيران التي تستخدم كما لو كان شيطان من التردد والخوف والقلق هو الذي يستخدمها في نوبات متفرقة من الانفعال والندم ثم الانفعال من جديد، وكلما تراجع الحوثي الإيراني في اليمن العربي ارتفع صراخ إيران وراء أصابعها المرتعشة، وارتفع صراخ حليفتها وذيلها قطر بين كتمان الندم وإعلان «المظلومية».


كأنما لإيران الولي الفقيه وظيفة وحيدة: تصدير الخراب، ولقد وصل خراب إيران إلى عدد من العواصم العربية للأسف، في أفق غفلة عربية حق لها أن تنتهي بعد وضوح الباطل الإيراني بهذا الشكل الفاضح إلى حد المبالغة، فما الذي صدرت إيران إلى العراق ولبنان وسوريا واليمن غير الفشل والخراب؟ وماذا أرادت أن تصدر إلى مملكة البحرين والمملكة العربية السعودية غير الفوضى لولا يقظة قادتنا وجيوشنا؟ المنطق يقول إن فاقد الشيء لا يعطيه، وهل تملك إيران إلا تبذير المال العام في التافه والهامشي وأطماع أركان النظام؟ هل تملك إلا فقر الشعب، وهل تملك إلا نذر الشر ومتاهات الظلام؟


ذلك قدر الفاشل، وأطماعه اليوم باتت مكشوفة تنادي على نفسها بنفسها، وإن أقرها بعضهم في إيران وأنكرها بعضهم فليس إلا توزيع الأدوار على حافة الانهيار، لكن يبقى الدور العربي مقابل فوضى إيران وخطرها، نحو خدمة الإنسان في المنطقة وفي كل العالم. لا بد من التحالف ضد إيران المهزوزة المهزومة، فعداوة وأحقاد إيران ضد العرب جميعاً من دون استثناء، والصراع صراع الحق والباطل، ومحور الخير ومحور الشر، وإذا كان العرب، ومعهم أصدقاؤهم في العالم، جادين في مواجهة خراب وإرهاب إيران، فعليهم اتخاذ خطوات عملية أبعد من الكلام، نحو تطويق الأطماع الإيرانية والقضاء عليها قضاء مبرماً، والبداية بل أكثر من منتصف الطريق نحو تحقيق تلك الغاية من الإمارات والسعودية في اليمن، ومطلوب العمل معهما، معاً، ضد محور الشر الذي تَشكّل من مجموعات إرهابية، ومن دول تروج لها من أفغانستان إلى سيناء، دول خالية من المبدأ حتى في الثقافة والرياضة، وفتش عن خيانات قطر، ذيل إيران، بين «اليونيسكو» و«الفيفا»، وبين انعدام الحيلة وانعدام الضمير.


 


 


 

زر الذهاب إلى الأعلى