مقالات

الإمارات ومسارات اليمن

 


اليمن الذي هو هم العرب الكبير يتحول إلى حلم العرب المشترك، وإذا كان تحالف الشرعية في اليمن بقيادة السعودية والإمارات ينظر إلى ما يجري هناك باعتباره حركة تغيير واسعة نحو تحقيق اليمن الذي في البال، فإن هذه، في الوقت نفسه، نظرة كل عربي شريف، حيث ينطلق موقف الشرفاء العرب تجاه اليمن وأحواله من منطلقات مبدئية وأخلاقية، ولا يمكن لأي منصف أن يكون مع جماعة الحوثي الإيرانية، أو مع جماعات الظلام والتطرف والإرهاب مثل تنظيم القاعدة الإرهابي.


يشير الدكتور أنور بن محمد قرقاش وزير الدولة للشؤون الخارجية إلى الحرب ضد القاعدة في اليمن، وهي التي أسهمت دولة الإمارات في إنجاحها بالجهد والمال والدم كما لو كانت حرب حماية العالم، وهذا حقيقي وصادق، فنحن في عالم مثخن بجروح الإرهاب، ويريد لوحش التطرّف أن يحاصر في مواضعه الأولى، ويريد لمنابع الإرهاب أن تجفف نحو القضاء على فكرته ومشروعه قضاء مبرماً. المعنى بعد ذلك وفي ضوئه أن مشروع السعودية والإمارات في اليمن مشروع متكامل، وأن الأصح أن يقال حرب سلام اليمن والمنطقة، وأبعد من ذلك، والعالم، حين يكون الحديث حديث اليمن وحربها الرسالية المقدسة.


في مؤتمره الصحفي بدبي، تناول الوزير قرقاش مجريات الحرب ضد الحوثي، مشتملة على مواجهة تنظيم «القاعدة» الإرهابي بتفصيل واف شاف، وبالرقم الصحيح والمعلومة الراقية، ما يدل على أن الحل العسكري خيار مطروح ضمن مسارات متعددة، فهناك الإصرار على المسار السياسي الذي تم أولاً بمعرفة مجلس التعاون لدول الخليج العربية، وجامعة الدول العربية، ومجلس الأمن، والأمم المتحدة، وهناك مسار العمل الإنساني بالإضافة إلى سعي محور الخير في المنطقة بقيادة المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات لفضح وتطويق ظاهرة الإرهاب.


ويمكن أن يقال في هذه الظاهرة الكثير لكن ما ترتب على ما سمي زوراً وبهتاناً «الربيع العربي» يشير إلى أن الدول «المميعة» والهشة التي أتت بديلاً للدول الوطنية المتماسكة أصبحت، بسبب من طبيعة الضعف والانهيار بيئة حاضنة للتطرف والإرهاب والتكفير، ولقد لعبت التيارات الظلامية أدواراً قذرة في استغلال هذه الأوضاع المستجدة، ومن ذلك الأدوار المشبوهة والمجرمة للقاعدة و»داعش» وما سمي حزب الله وإيران الثورة الباطلة ونظرية ولاية الفقيه الآيلة للسقوط، ولقد رأينا بأم أعيننا امتداد ظاهرة الإرهاب في العراق وسوريا ومصر وليبيا ثم بدء انحسارها، بتوفيق وعون الله، على أيدي الشرفاء المخلصين، وها نحن نرى يد الإمارات القوية تضرب تنظيم القاعدة الإرهابي في اليمن الذي ترنح وفقد توازنه، كما فعل ربيبه تنظيم الحوثي الإيراني.


هذه حوادث سيشهد عليها التاريخ، حيث السعودية والإمارات تتوليان، ومعهما محور الخير في الوطن العربي وفي صميمه مصر، كتابة تاريخ جديد للمنطقة والعالم، وذلك بتبني سياسة الوسطية والاعتدال، وتغليب وسائل العقل والحكمة والضمير.


 

زر الذهاب إلى الأعلى