إلى العالم مع التحية

 


كبرت يا صغير وتكبرت علينا وانتفش ريشك على الخارطة وأصبحت مغرورا بنفسك أكثر من اللازم، وأغلقت في وجوهنا أبوابك وأجواءك، ووضعتنا داخل سجن كبير، وعاملتنا كمجرمين ومدانين، وأصبحنا في عزلة عنك ولم تعد ترانا، وصرت تمشي من أمامنا من دون حتى أن ترد السلام!


أنت طرطور كبير أيها العالم، كيف تجرؤ أن تضع أمة وشعبا بأكمله في زنزانة مغلقة ممنوع زيارتها وممنوع الخروج منها وممنوع الاقتراب منها وممنوع التعامل معها، وأنت تعرف جيداً أيها المغرور بأننا شعب موجودون على هذه الأرض من حين وعادك صغير ولم يكن لديك في بداياتك الأولى إلا شوية أسنان وكان راسك أصلع ووجهك بلا ملامح واضحة وجسدك صافيا بلا نمش وبلا بلدان.. وكنت في ايامك الأولى هزيلا بلا بنطال وبلا حزام واحنا “أبو يمن” اللي عسبناك ولبسناك وعطرناك وبخرناك وعلمناك الطريق وعلمناك الحضور وكانت بلادنا على وجهك هي حبة الخال وشامة الحسن الوحيدة، واليوم خلاص كبرت وتكبرت وأصبح لديك شنب، وقدك تلعب مع دول وقارات، وتماديت في الإساءة إلينا وفي تجاهلنا وفي التقليل من شأننا، ولو كنت عالم محترم وابن ناس، كنت ستعرفنا جيدا.. أو أقلها كنت منعت عنا الأذية، لكنك عالم سافل ووضيع ومغرور على الفاضي.


ويكون في علمك يا بو العوالم أن هذه البلاد اللي تناسيتها وجالس تعبث هي أرض لشعب كبير عريق عتيق وجد في الحياة مع أول ظهور للبشرية على وجه الكوكب ومن أول التاريخ اسمها في القواميس “أرض السعيدة”.. من يوم وجدت الحياة في الأرض وإنسان اليمن موجود ومواظب على الحضور مثل تلميذ مثابر أول ما يسمع اسمه ينطق داخل الفصل يصيح “حاضر”. واحنا يا حبوب أمة من أسرة عريقة لها تاريخ عتيق مع الملك والنفوذ والثراء والمجد. لكن حظنا أن احنا نعيش اليوم في زمن (……….)


 


 

Exit mobile version