صراع بين مشروعين في اليمن
الجهود الاستثنائية التي تبذلها الإمارات في اليمن، مع الشقيقة الكبرى السعودية، تلخص مضمون مشروعها السياسي في المنطقة وجوهر رسالتها الحضارية.. إنه مكافحة الإرهاب بكل أطيافه، أياً كان مذهبه، سواء تمثل في جماعات طائفية مثل ميليشيات الحوثي الانقلابية أو تنظيم القاعدة، أو كانت تقف وراءه دولة متآمرة، لا هم لها إلا إثارة القلاقل والاضطرابات وزعزعة الاستقرار.
وينبغي على العالم أن يعرف أن الحرب في اليمن (والمنطقة إجمالاً)، هي مواجهة بين مشروعين.. أحدهما (وتمثله الإمارات والسعودية)، يريد للمنطقة الاستقرار والأمن والازدهار والتنمية، انطلاقاً من قيم التسامح والاعتدال والتعايش المشترك.. وآخر، على النقيض تماماً، يريد (بقيادة إيران)، بث الفرقة ونشر العنف والاضطراب وإعادة إنتاج صراع تاريخي مذهبي طائفي، يناقض روح العصر وكل الأعراف والمبادئ والقوانين الدولية.
هذا المشروع الأخير يريد أن يسطو على اليمن، كما فعل ببلدان أخرى، في إطار استراتيجيته للهيمنة على المنطقة، ومن أجل توطيد أركان مخططه الإجرامي.
لكن، الإمارات، بحس عالٍ من المسؤولية التاريخية، قررت أن تخوض المواجهة من أجل حق شعوب المنطقة في مستقبل آمن تنعم فيه بالاستقرار والازدهار، لتحبط محاولات تجار العنف والتطرف لاختطاف حاضر العرب ومستقبلهم.
هذا بالتحديد هو السياق الموضوعي الذي يتعين على العالم أن ينظر في إطاره لما يجري باليمن.