مقالات

أشقاء اليمن

 


حاجة اليمن إلى الأشقاء حاجة  ماسة، و خاصة في مثل هذه الظروف التي تمر بها، و هذه الحاجة  لا ينكرها أحد، و ما من شك  أن لليمن دور – أيضا – يمكن أن يفيد الاشقاء اليوم وغدا.


اليمن بحاجة لدعم ومساندة تتجاوز بها، وبصورة حاسمة الظروف القائمة؛ سواء كانت أمنية عسكرية أو اقتصادية، واليمن لا تجد ولن تجد نفسها إلا في عمقها العربي و عمقها الخليجي أولا. و ما لم تكن اليمن كذلك لا قدر الله فإنها لن تكون الخاسر الوحيد، و لن يكون مفيدا للخاسرين الآخرين أن يقولوا يوما : أكلنا يوم أن أكل الثور الأبيض !


الحاجة الملحة اليوم لدى شعوبنا وأوطاننا أن تتضافر جهود الجميع؛ لترتيب أوضاعها كأمة، لا ترتيب وضع أفراد أو شلل، فالدول لا تقوم على هذه النظرة، والأوطان لا تنهض بهذه الثقافة.


تتعاظم اليوم مسؤولية الشعب اليمني تجاه دعم الشرعية ومساندتها كقيمة مبدأية لا تنازل عنها و لا تفريط فيها؛ لأن التنازل أو التفريط فيها سيدفعه وطن لا أفراد، و شعب لامجرد أحزاب أو جهة . ومن هنا فإن مسؤولية كبيرة تقع على عاتق كل المكونات والقوى السياسية اليمنية، بأن يكون لها دور شعبي و سياسي أكبر في دعم الشرعية ومساندتها؛ لأنها بذلك تدعم شعبا و وطنا، و لا تدعم مجرد شخص أو سلطة ما، إن إضعاف الشرعية أو زعزعتها وصولا إلى ما هو أسوأ من ذلك لا يعني إلا تقديم خدمة مجانية لا تقدر بثمن لجماعة الحوثي المليشاوية و من على شاكلتها. فغياب الشرعية تعني أن كل من هم على الساحة أصبحوا جميعا بلا شرعية، وأنهم من حيث سلطة الامر الواقع على درجة واحدة من حيث النظرة القانونية، التي سيصبح الجميع يفتقدها، و الخاسر الوحيد هنا هو الشعب اليمني، إذا ما صمت أمام معاول الهدم التي تستهدف الشرعية التي هي العنوان الشرعي و القانوني المعترف به دوليا.


أكذوبة وخديعة أن على الجيش أن يقف على الحياد، التي سوقت لها مخططات خبيثة – وعمران تضرب وصنعاء تحاصر بالمليشيات – كانت نتيجتها ما وصلنا إليه الآن.


على الشعب اليمني بكل مكوناته السياسية والاجتماعية ألا يبتلعوا ألسنتهم، وأن يقفوا بكل قوة و وضوح في تعزيز الشرعية، و إلا تكررت خديعة وقوف الجيش على الحياد.


لقد جاء التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن، وهو ما قابله الشعب اليمني بالشكر والامتنان، وأظهر ذلك مبكرا، وإن من تمام هذا الدعم تهيئة الأجواء و الظروف لأن تعمل السلطة الشرعية من الداخل . ويوم أن تعمل السلطة الشرعية من الداخل فذلك يعني أن أهداف التحالف العربي تتحقق.


 ليس من مصلحة اليمن أو التحالف العربي أن تتآكل الشرعية، كما أنه ليس من مصلحة الجميع أن تتراجع شعبية التحالف العربي؛ بسبب ممارسات ومعطيات على الارض يجد فيها إعلام الخصم مادة للتعبئة المضادة بعد كل التضحيات و الجهود المقدمة من التحالف العربي و التي هي محل تقدير اليمنيين.


 

زر الذهاب إلى الأعلى