مقالات

دونكيشوت في اليمن

 


في اليمن معركة حامية بين أنصار “إسلامية الدولة”، و”أنصار علمانية الدولة”، فيما الدولة نفسها مختطفة.


أرجعوا الدولة أولاً، ثم اختلفوا على هويتها السياسية، و”لا ولد سميناه”!


المثير في الأمر أن بعض أنصار “العلمانية هي الحل” اليوم كانوا بالأمس يرفعون شعار “الإسلام هو الحل”. أما الأنكى فهو أن هذا التحول لم يكن نتيجة مراجعات فكرية جادة، ولكن لمناكفة زملائهم الذين لا يزالون يتمسكون بالشعار الأول، ومحاولة منهم للنأي بأنفسهم عن مسارهم القديم الذي لم يعد يتماشى مع متطلبات ال”نيولوك”


أما رأيي فهو أن العلمانيين العرب يشبهون الإسلاميين العرب في الجوهر والأداء، وأن الفرق يكمن فقط في نوعية الشعار، لأن العلماني العربي يمارس الثقافة ذاتها التي يعيشها الإسلامي، وبالتالي فتصرفات الاثنين محكومة بالثقافة نفسها، لا بالإسلام ولا بالعلمانية.


عندما تشتد المعارك حول الهوية السياسية لدولة غائبة، فهذا يعني أن المتحاربين ذهبو إلى “طواحين الهواء”، وأن “دونكيشوت” لم يعش في أسبانيا، في القرن السادس عشر، ولكنه لا يزال يعيش في اليمن في القرن الحادي والعشرين…


 


 

زر الذهاب إلى الأعلى