مقالات

في يوم عرفة

 


اليوم يقف جموع الحجيج على صعيد عرفات الطاهر، وهم يقضون الركن الأعظم من مناسك الفريضة، وقد جاؤوا من كل فج عظيم في أعظم مظهر لوحدة المسلمين، لا فرق بين أبيض وأسود وعربي أو أعجمي، غني أو فقير. مشهد عظيم عظم الرسالة التي جاء بها خاتم الأنبياء والمرسلين، ترسم للبشرية معالم حياة سعيدة أساسها الاحترام والتفاهم والمحبة والانفتاح والعيش المشترك بين الأمم والشعوب.


عندما يتابع المرء هذه الأمواج البشرية من ضيوف الرحمن الذين تستقبلهم المملكة العربية السعودية الشقيقة كل عام، وعلى مدار العام خلال مواسم العمرة يستحضر الجهود العظيمة والكبيرة للقيادة السعودية، وعلى رأسها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وولي عهده الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز وحكومته الرشيدة، وما تقدمه من خدمات لتيسير وتسهيل أداء حجاج بيت الله الحرام الشعائر والمناسك بكل يسر وسهولة، مستفيدين من أرقى الخدمات والتجهيزات والاستعدادات الكبيرة الموضوعة لأجلهم.


لقد مثل «هاكاثون» الحج الذي سبق موسم حج هذا العام نقلة نوعية هائلة في رؤية المملكة الجديدة في التعامل المستقبلي مع تنظيم المؤتمر الأضخم في العالم، والذي يجمع ويوحد المسلمين في مكان واحد من مشارق الأرض ومغاربها، وقد شق «الهاكاثون» طريقه لموسوعة «غينيس» للأرقام القياسية، باعتباره الأكبر مشاركة، وعكس في الوقت ذاته النظرة الجديدة للقيادة السعودية لمستقبل تنظيم الحج، وتقبل الأفكار الجديدة من كل الخيرين والمبدعين حول العالم.


رؤية نوعية، تحمل كل سمات الانفتاح على الجديد والحرص على تقديم خدمات راقية تدحض المزاعم والافتراءات التي دأبت عليها تلك الأصوات الحاقدة والنشاز، الصادرة من طهران والدوحة، ومنصات الحقد التابعة لهما، وهي تنفث الأكاذيب باسم الإعلام، وتقوم بتسييس الفريضة لأغراضها ومآربها لتعكير صفو هذه الأجواء الروحانية وتسميم العلاقات بين الشعوب. لم نسمع أن المملكة في يوم منعت مسلماً من أداء الحج، بينما هم يمنعون الراغبين في أدائها ووضعوا أمامهم العقبات والعراقيل، بل أخضعوا كل من أبدى رغبته في السفر للأراضي المقدسة لاستجوابات وتهديدات أمنية لعرقلة مغادرتهم، في مسلك وتصرف مستهجن، لا لشيء سوى تشغيل تلك الأسطوانة المكررة والمشروخة عن «التدويل» التي ما انفكت الآلة الإعلامية الإيرانية والقطرية عن ترديدها.


وفي يوم مبارك كيوم عرفة، نسأل الله أن يتقبل من حجاج بيته العتيق، ويحفظ قادتنا وبلادنا.


 


 


 

زر الذهاب إلى الأعلى