المؤتمر.. وتجربة 9 أشهر مُرَّة
المؤتمريون الحريصون، فعلاً، على المؤتمر الشعبي العام ووحدته الداخلية وتاريخه الوطني المشرف، إن كان يعز عليهم هذا التنظيم الوطني الرائد، عليهم ألا يبحثوا عن سراب، بل أن يتجهوا إلى الساحل الغربي، إلى جانب حراس الجمهورية.. كلام الشهيد الزعيم واضح: ثوروا.. انتفضوا.. من أجل استعادة نظامنا الجمهوري ومؤسسات الدولة المختطفة من قبل عصابة الحوثي الكهنوتية.
الحقيقة التاريخية تؤكد أن المؤتمر جاء من أعماق هذه الأرض، ومن بين صفوف الجماهير، حاملاً لقضية شعب ووطن، تشكّل من خيرة المناضلين، وكانت اليمن تشتعل بالحروب والصراعات.. عقد مؤتمره التأسيسي في العاصمة صنعاء والاحتراب الداخلي في أوجّه، والمؤامرات الخارجية في أشدها.. لم تذهب قيادات المؤتمر إلى الفنادق ولا إلى الحوارات في الخارج.. ومن يبحث عن مبررات اليوم وقول: إن الساحل الغربي أصبح آمناً.
ونحن نحتفل بالذكرى ال 36 لتأسيس تنظيمنا الرائد.. على المؤتمريين أن يستشعروا مسؤوليتهم الدينية والوطنية والتاريخية، ويتحركوا للدفاع بشجاعة عن الثوابت الوطنية، وتنفيذ وصايا القائد المؤسس الشهيد الزعيم علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية السابق رئيس المؤتمر، والأمين الشهيد عارف الزوكا أمين عام المؤتمر، فالوطن يعيش لحظات تاريخية حرجة، والميدان يحتاج للفرسان، ومعركتنا عادلة ومصيرية ضد العدو الأول لشعبنا المتمثل بعصابة الكهنوت الحوثية.. لا نخوض الحرب من أجل السلطة ولا ثأراً، لا.. معركتنا من أجل رفع المعاناة عن شعبنا اليمني المظلوم، ووضع نهاية للحروب الحوثية العبثية.
إن تجربة المؤتمر خلال التسعة الأشهر الماضية، منذ انتفاضة الثاني من ديسمبر المباركة، قد هزت مكانة وسمعة هذا التنظيم الوطني، ودفعت الداخل لتجاوزه والخارج لتجاهله وعدم المراهنة عليه للعب أي دور في المستقبل، لأن البعض حوّل المؤتمر إلى تابع ومهرّج وضعيف وبلا مواقف وطنية واضحة..
التحمت الجماهير بالمؤتمر لأنه كان حاضراً يناضل في الميدان، ويصنع المتغيرات وهو المتحكم بسير الأحداث، على مستوى الوطن.. فكان رقماً يصعب تجاوزه في أي تسوية.. الأصدقاء ليسوا أغبياء.. فتجاهلهم له اليوم رسالة يجب أن نفهمها وندرك أبعادها.. طبيعي أن يُستبعد المؤتمر من مشاورات “جنيف 3″؛ لأنه أوصل إلى وضع لم يعد فيه قادراً على الدفاع عن نفسه.. وإن تم إعطاؤه تمثيلاً في هذا الوفد أو ذاك، فهو تمثيل صوري.. المؤتمر بحاجة إلى فعل ثوري لإنقاذه إن لم نتعظ من دروس الأشهر الماضية.
إن جبهة الساحل الغربي وكل جبهات المقاومة المشتعلة بعموم المحافظات ضد عصابة الحوثة وحدها هي التي سترد الاعتبار للمؤتمر كتنظيم وطني رائد في الداخل والخارج.. فها هي تسعة أشهر تظهر عظمة الرؤية الثاقبة للزعيم المؤسس، واستمرار السير بعيداً عن أهداف انتفاضة ديسمبر تمثل كارثة سيدفع ثمنها الوطن غالياً، وكل مؤتمري.
وفي ذكرى التأسيس، نعتقد أن مسؤولية كل مؤتمري اليوم تتمثل بتجسيد الترجمة الصادقة للدفاع عن الثوابت الوطنية.. عن مصالح الشعب.. عن الأمن والاستقرار.. حماية حقوق ومكاسب الشعب.. عن الحقائق الخمس..
المؤتمر لابد أن يناضل ويضحي في الميدان، ولا يجب أن يصبح شعار (مدنية) المؤتمر وسيلة للتفريط بآمال وتطلعات جماهير الشعب اليمني.