محمد وعفاش ومدين وصلاح.. في زيارة للمعتقل
قبل شهر، تقريباً، من مغادرتي صنعاء، كنت قد تمكنت من زيارة السجناء من أولاد وأقارب الزعيم علي عبد الله صالح، تم الترتيب من قبل أحد الزملاء، والتقينا بالسبعين، الساعة العاشرة صباحاً أنا واثنين من وزراء المؤتمر واثنين من الزملاء النواب وبعض الشخصيات ومندوب الحوثيين من بيت المؤيد تقريباً، أخبرونا بأنه يمنع حمل التلفونات، وضعنا تلفوناتنا في السيارت ومشينا بسياراتهم ثنتين صوالين، وصلنا إلى فلة راقية جداً، لا أعلم ملك من هي وتقع تحت سيطرة الحوثيين، وعندالدخول قلت في نفسي الحوثيين صدقوا هذه المرة أنهم بيتعاملوا معهم معاملة راقية وكأنهم في بيوتهم، المهم دخلنا المجلس، ووجدنا الفاكهة والعصير على الطاولات، قلنا يا نعمتاه وعاد بيدوا لهم فواكه منوع…
جلسنا وقلنا أين العيال؟
قالوا شويه وبايجوا، وأنا أنظر إلى الباب الثاني داخل الفلة متى بايخرجوا منه ولا لقينا أحد، بعد نص ساعة أو أربعين دقيقة تقريباً، إلا وقد فتحوا بوابة الفيلا الخارجية، ودخلت سيارة مكتم مقفص مغلق، قالوا وصلوا…؟!
قد نقلوهم من مكان آخر..
هاه.. كيف وصلوا، واحنا بنقول انهم داخل الفلة..
دخلوا تسالمنا احنا وهم وضعناهم في صدر المكان وبدأنا نتحدث معهم ونحاول نضحك ونبتسم من أجل أن نرفع لهم المعنوية قليلاً، وبعض الأخوة ينكتوا لذات السبب، وكاميرا أحد الحوثيين شغالة، واصل تصوير فيديو من أول ثانية إلى آخر ثانية، وأينما سمع همسة نقل الكاميرا إلى مصدر الصوت، ويصور كل واحد وحده ومكانه سابط ببقعة واحدة أسفل المجلس ومكانه يصور…
وجدنا معنوياتهم مرتفعة أكثر منا…
سألناهم كيف الحال؟
قالوا في بدروم مغلق ما معه حتى شباك مفتوح ولا تدخله الشمس، والكاميرات فوقنا من كل اتجاه تصوير حتى لما نشتي نغير الملابس ما نلقى اين نغير!!!!؟
كلااااااااام فأنتم قلتم يا حوثيون أنهم بمكان كريم ومعيشه كريمة..؟
قالوا أصلا احنا نزلناهم البدروم خوف عليهم من الطيران..
نكع محمد بن محمد عبد الله صالح
قال خرجونا من هذا المكان واطروحنا حتى برأس السطح ولنا الله، وإذا استشهدنا فلسنا أول يمنيين نموت…
قد هو من كثر الضبح…
تحدثنا معهم واحد واحد وتصورنا نحن وإياهم جمعا وفرادى، ولكن عبر كاميرات الحوثيين فقط، والذين رفضوا أن يعطونا أي صور….
وحتى ونحن لا نستطيع أن نقدم لهم أي شيء، قلنا لهم أي خدمات.
رد عفاش طارق برد فيه جسورة وإباء:
قال زوجونا وهو يضحك، يقصد في ذلك قد أنتم عارفين، وأتبعها بقوله سلموا عليهم وقد أنتم أخبر بما يجب….
أما صلاح ومدين فلا تسمع لهما حديثاً إلا همساً، صلاح صامت باعتزاز ومدين يبتسم بتهذيب،
سألتهما هل أنتما ابزياءنا أي ابزياء خبان أو ابزياء الاستاذ عبد الرحمن الاكوع، أجابني واحد من بيت الأكوع كان بجوارنا قال هذولا ابزياءنا وهم بنفس الرد..
قد يتكرر التاريخ ولكنه لا ينسى..
صالح أكرم أولاد حسين الحوثي وصرف لهم سيارة وأموالا وحافظ عليهم..
والحوثة غدروا به إلى منزله وهو حليفهم، ووضعوا أولاده أسرى في بدروم لا تدخله الشمس، والكاميرات على مدار الثانية تصور….
أيوه ذكرت، ومعهم في البدروم شاشة تلفاز لا يوجد بها إلا قنوات إيرانية وعراقية شيعة حق ضرب الصدور فقط…
كان الموقف صعبا قليلاً، تذكرت أثناءه بعض قصص تعامل علوج أوروبا مع أبناء ملوك الاندلس في القرون الوسطى….
إلى منظمات حقوق الإنسان الوطنية والدولية
إلى المبعوث الدولي
إلى حكومة الشرعية
إلى كل قيادات وأعضاء المؤتمر..
ماذا قدمتم في ذلك بشأن المذكورين وشأن كل سجناء الوطن والمؤتمر….؟؟؟
السؤال كبير ومؤجه إلى كل هؤلاء وغيرهم..