المرأة والأمن والسلام
ليسَ مُصطلحاً جديداً تم استحداثه في زمن الحرب،
وإنما واقع وحقيقة خلقنا بها ومعها منذ الأزل!
حديثي هُنا…
لا يقتصر على تلك المفردات التي يتم مُناداتها أو الحوار من أجل الرجوع إلى قرار معين أوقضية معينة.. فقط للتأكيد بأن المرأة تستطيع بل قادرة أن تصنع السلام وتُحقق الأمن!
سأبدأ بالأم اليمن.. ودورها ومكانتها في اليمن، وإن كان محدوداً إلا أنه محفوظ ومميز فهي تُقدر وتُحترم ويُعتزُ بها، بل أيضاً لها واقع وعالم جميل وأيضاً توصف بأنها الملاذ الآمن للأسرة والمجتمع!
سأربط هذا المصطلح بواقع حي نعيشه..
أنت أيها الرجل، ألا تعترف بأن المرأة هي الأمن والسلام؟!
اسمح لي أن أجيب بدلاً عنك..
نعم، هي الإنسان قبل الأمان، هي من تُحافظ على عرضك وبيتك وأولادك ومالك وخيراتك، هي السند والحامي، هي الحارسُ الأمين!
المجتمع المحلي.. ومنذ آلاف السنين كانت المرأة، وما زالت، هي الملاذ والأمن والسلام والتنمية والخير والعطاء اللامحدود واللامشروط، كل هذا اليقين ألا يؤمن المجتمع بها!
نعم وبكل تأكيد، وجودها كالأعمدة والرواسي الأمد، هي الملاذُ الآمن والسلام…
هي تلك الأم والزوجة والأرملة والأخت وتِلك الصَارمة القوية التي كانت تحمل بندقيتها للحماية والدفاع عن أرضها وقوتِها كما تعصب على رأسها المشد وتمسك بيديها الحرث وتنشد الصباح كالنسيم الأبر، فهي من تقود الأرض، ومن تنثر البذور بحب ويقين بأن الله خلقها الإنسان والحياة!
أما المرأة بالنسبة للسياسي.. والذي يستفيدُ من خيراتها ومواهبها وقدراتها العديدة والمديدة والتي لا تنحصر بعمل أو جهد قامت بهِ، بل تقدم ذلك بحب للعمل وللوطن دون ملل أو منٍّ!
يتمثل كل هذا في إدارة وصوت انتخابي ومناصرة وحشد و…و….الخ، بل أيضا مبادرات رائدة تقوم بها من أجل استمرار مركز عمله وموقع تواجدهِ.. كل هذا وأكثر في زمن السلم وفي زمن الحرب أيضاً هناك من تؤيد طريق اتجاهاته وتُصبح مؤيدة له، وهذا دليلٌ كافٍ على صدق انتمائِها المهني والعملي والسياسي…!
وعند السلام…
لا يأخذ من حكمتها ولا يقدر عقليتها السليمة، بل لا يدرك تماماً أنه لا يستطيع أن يتقدم نحو السلام إلا بها وبإنسانيتها المتشبعة بالحب!
وعند الزبد…
أي التوجه نحو المفاوضات للحوار يرفع صوته وبكل قوة: ليس هذا وقت المرأة، وكأنها فقط مجرد عنصر رفاهي!
وفي آخر أسطري الذي خرج عن موضوعي في البداية وبكل حماس وحرقة وألم وأيضاً أمل أرجوه من الله السلام سأقول لك أيها السياسي الأقل حظاً والأقل حكمة:
إن المصطلح الذي صدر بحقه قرار ملزم يتعلق بالمرأة والأمن والسلام أيضا هو قرار ملزم وحجة بوجودك، فإن كنت هناك على طاولةِ الحوار عليك أن تجعل بذهنك وبضميرك هذا الوطن وما الذي تستطيع أن تقدم له وكيف تعيد له الحياة… كذلك هذه المرأة ووجودها معك ليس كناشطة بل هي الوحيدة التي تفقه معنى السلام، لأنها الوحيدة المتضررة والمتأثرة من هفواتك ومصالحك ولِعبك بالنار والحرب… أيضاً ضع بذهنك وبقلبك قضية تحقيق الأمن لِتلك المحافظات التي كانت ضحية هفواتك المتتالية!
ولا تنسَ أيضاً.. أن ترد اعتبار وحياة المختطف والمعتقل والأسير، ولا تغِب عنك دمعة الفقير والمريض والعاجز والمحتاج والمعاق، ولا تدافع على تجار الحرب والبائعين للضمير والأخلاق.. وتذكر دوماً بأنك الوحيد الخاسر في الحرب ودعاة السلام هم المنتصرون… تعلم وافقه وحاسب نفسك!
كما.. آمل أن لا تنسَ أن تُعيد للوطن والاقتصاد قيمة العملة الوطنية (الريال اليمني) والتي أجهضها صناع الحروب وبمباركتك وتأييدك الكريم!
ختاماً وليس نهائياً..
أعلم أن هناك نساء شريكات بالحرب، ولكنني مؤمنة بأن النساء أيضاً، وبكل تأكيد، هن صانعات السلام ومُحدِثات التنمية!