مقالات

الساسة اليمنيون, وصمة عار تاريخية

 


ما يحدث اليوم في اليمن من وقائع وأحداث, تعتبر اليوم حقبة تاريخية للغد ..وستكتب هذه الأحداث كتاريخ للأمم اللاحقة من بعدنا.


ويا لها من حقبة تاريخية مشينة على جبين الساسة اليمنيين, حين يكتب التاريخ بأن كل طرف منهم, ارتهن لدولة اخرى, ولم يكن سوى بيدق من بيادق الخارج واراجوز يحركونه كيفما ارادوا ضد وطنهم الذبيح, وشعبهم المنكوب.


في الارتهان للغير, وفي العبث بالوطن وفي الانهيار والدمار المرعب لليمن, وفي القتل والقصف والمجازر, لا احد منهم افضل من احد, ولا احد ساحته مبرأه من كوارث البلاد ومآسيها..


لا أحد منهم يده نظيفة من دماء واشلاء اليمنيين.. ولا أحد ذمته مبرأه من جوع وفقر ومعاناة وحرمان كل يمني مشرد ومتعب ومنهك وكادح لا يحصل على لقمة يابسة إلا وقد اهتان وانذل ملايين المرات..


هادي, والحوثي, والجماعات الدينية بمختلف توجهاتها, لم    يفلحوا ابدا,  في الحفاظ على تاريخ يمن عريق لم يرتهن يوما لأي دولة, وظل مترفعا عن الصغائر والعمالة, إلى أن جاء هؤلاء في هذه الحقبة التي تعد من ابشع الحقب التي مرت على اليمن ..تعاملوا مع انفسهم انهم قاصرون ويحتاجون إلى وصي عليهم وعلى بلادهم وسلموها على طبق من جماجم لعملائهم وتراشقوا بالمدن والجثث والجوعى والمكسرين والمبتورة ارواحهم من اليمنيين دونما تفكير ودونما عقول, وعميت عقولهم قبل عيونهم. واربع سنوات من القتل والانهيار والذبح,  ومازالوا لم يبلغوا سن الرشد ولا يوجد من بينهم رجل رشيد.


آلاف المقابر, ومئات الآلاف من القتلى والمشردين, وتفتت اركان الدولة, ومازال والحوثي يعيش على وهم الولاية, ووهم الموت لأمريكا, وكذبة السيادة الحمقاء.                          


عشرات المدن المدمرة والجوع والفقر والمرض يفتك باليمنيين, والانهيار التام لليمن من كل الجوانب,  ومازال هادي يعيش بخرافات الزعامة الوهمية, والسلطة المُنهارة.


تعلمنا من التاريخ, أن الشعوب هي من تعلي حكامها, ومن تخفضهم.. هي من تكتبهم بماء الذهب, وهي من ترميهم لمزبلة الزمن, وليس الخارج والدول العميلة, والتي مهما كان شأنها, لن تتمنى الا التمزق لبلادنا.. لن نخرج من نفق الموت هذا, لا ان حيدوا كل دولة مشاركة في قتلنا, ليصبح قرار تقرير مصير يمنهم وشعبهم بيدهم واجتمعوا على طاولة واحدة ليخرجوا اليمن من جب الجحيم هذا.. حينها فقط سيثق بهم ما تبقى من اليمنيين ومن سيأتي من اليمنيين في الغد, وربما سيزيح التاريخ عن جبينهم وصمة عار الارتهان للغير, التي يغوصون فيها.. ربما.


 


 

زر الذهاب إلى الأعلى