الحوثي.. نقيضاً للدولة والثورة والحزبية

 


لستُ عضواً في المؤتمر الشعبي العام، لم أكن كذلك حتى الآن، ومازلت أنتظر أن يجد المؤتمريون في القرى والمدن، في اليمن وفي الشتات، قيادة تستحقهم، فربما حينها تكون اليمن مؤتمراً مرة أخرى.


لكنّي لا أرى شعاراً وطنياً يمكنه أن يقدّم نفسه نقيضاً حقيقياً للحوثي سوى المؤتمر.. شمالاً على الأقل.


وحين أتحدث عن المؤتمر، لا أريد الدخول في الجدال عن قياداته، وهل هي فاسدة أم لا.. هل تاريخها مشرف أم لا.. أنا أتحدث عن المؤتمر كوجهة وتوجهات شعبية عامة.. عن المؤتمر الذي بدأ الحديث عن اسمه منذ عهد القاضي عبدالرحمن الارياني، وبعده الرئيس إبراهيم الحمدي، ثم حوَّله الرئيس علي عبدالله صالح إلى واقع وحقيقة.


إن جوهر السوء الحوثي، ليس مذهبياً، وإن كان من حق من يحاربونه مذهبياً أن يدافعوا عن مذهبيتهم ضد محاولته السيطرة على البلاد والعباد وتمويل نشر رؤيته الدينية للدين والدنيا باسم الدولة.


وليس، أيضاً، الولاء لإيران، مع أن من حق اليمنيين الذين حاربوا النفوذ الإيراني طويلاً، ومن حق أشقائهم السعوديين الاستنفار ضد بسط الحوثي ذراع إيران على اليمن، لتوظيفه ضد المنطقة برمتها وتحويلها ساحة حرب مفتوحة ضد اليمنيين والعرب وحتى القوى العالمية التي تصارعها إيران..


لسنا في حرب مع الحوثي لأنه رافضي.. ولا لأنه هاشمي.. ولا لأنه يتحدث عن الولاية والشعار.. وإن كان من حق كل طرف يمني أو عربي، ضد أي من هذه العناوين، أن يقف ضده للحفاظ على أنفسهم هم كأطراف تحمل ذات العناوين وإن اختلفت يميناً أو شمالاً..


جوهر سوء الحوثي، يتمثل في أنه عقيدة مقاتلة ضد كل المختلفين عنه، وأولهم الدولة اليمنية.


أو بالأصح الدولة في العصر الحديث.


فالدولة اليوم، هي منظومة محايدة تتولى شئون مواطنيها أياً كانت توجهاتهم السياسية والدينية والمناطقية..


بغض النظر كانت ديمقراطية أم لا.. كانت ملكية أو جمهورية، هذا يأتي لاحقاً، لكن الأساس أن تتولى الدولة شئون المواطنين وتعمل على خدمتهم وتحقيق مصالحهم.


لا تقسرهم على خدمتها.. ولا توظفهم في شعارات المتغلب عليها.. وتجعل مصلحتهم هي المعيار الأعلى في علاقتها بالدول الأخرى قريبة كانت أو بعيدة.


وكلما أدركت السلطة التي تسيطر على هذه الدولة أن سياساتها ستعطل مصالح شعبها كان عليها التراجع، فالأساس والمهمة هي أن تتولى الدولة إطعام الناس من جوع وتأمينهم من خوف.. فهي روح الإرادة الإلهية التي تتولى شئون الناس أياً كانت عقيدتهم.


يتحرك الحوثي بسلاحه.. يسيطر ليس فقط على دولة الناس، بل حتى على جدران مساجدهم ومنازلهم ومدارسهم..


حتى إن وافقته على أكاذيبه أنه ليس “داعشاً”.. سيأتي اليوم الذي يقتلك فيه مهما كان قبولك له، ما لم تعلن له الولاء و”تسلم له” هكذا يطالبون الناس بـ”التسليم”، بلا قانون ولا نظام.


وليت أنهم بعد تسليم الشعب لهم سيخدمونه، فهاهم الآن يسومون الموالين لهم سوء العذاب بصراعات خاصة بهم كأيديولوجيا للعنف والاستبداد.


والطرف الأكثر قدرة على أن يكون النقيض لهذه الصفات الحوثية القاتلة، هو المؤتمر الشعبي العام.


مؤتمر الناس وليس مؤتمر القيادات التي حولت العمل السياسي وظيفة خاصة بها لا بالناس..


المؤتمر، هو من لايكترث بالطائفية ولا بالمناطقية ولا بالجهوية ولا بالمذهبية.. كن ما شئت، المهم أن تكون يمنياً تحت سقف دولة اليمنيين جميعاً..


ليس لديه شعارات أيديولوجية.. كما هو حال ثورة اليمنيين الأولى “٢٦ سبتمبر ١٩٦٢”..


 


 


 

Exit mobile version