إب محمية السلام
أنا من مدينة إب.. ولا يهم أن أكون امرأة تخشى نفاد أسطوانة الغاز أكثر من خشيتها من نفاد الأكسجين من الغلاف الجوي؛ امرأة تجمع الحطب في أوقات الفراغ كهواية مارستها الجدات اضطرارا.
لا يهم أن أكون طفلة تتسول المارة وتجمع علب البلاستيك؛ أو طفل يخاطر بطفولته لإعالة أسرة كبيرة بلا معيل.
لا يهم أن أكون سيدة مسنة ترعى أبناء ولدها الشهيد، وعاجزة عن دفع المشاركة الاجتماعية من أجل دراستهم والتي تذهب مجهود طلابي للحرب.
لا يهم أن أكون فرداً في قبيلة تستخدم الجنابي لتقطيع البصل؛ فقد قتل الحوثيون منها مجموعة شباب في عمر الورد دونما سبب، وكان حكم القبيلة أن تسلم مجموعة من الأثوار لتذبح قصاصاً لدماء أبنائها..
لا يهم أن أكون أباً مقهوراً قتل الحوثيون ولده وهو يناضل مساربة من أجل اسطوانة غاز وتسلمت عوضاً عنه بندقية غير صالحة حتى للثأر.
لا يهم أنني معلم بلا مرتب أو مصدر رزق يليق بمؤهلي العلمي؛ وأني أعمل حالياً على خياطة الأحذية وترقيعها في أحد أرصفة محافظة إب؛ فأحياناً الأحذية أفضل بكثير من العقول التي لا نستطيع ترقيعها.
لا يهم إن بيعت في مدينتي المقابر والأرصفة والأوقاف والملاعب وحتى الإنسان!