قِلّة إلْف

 


“..طبعاً أنت في صنعاء ربي راحمك بالحوثي؛ عامل لك بريك؛ ما تقدر تتواصل مع الأصحاب والزملاء المحسوبين شرعية؛ وهذا الشيء حفظ كرامتك من قليلي الإلف والمتسلقين اللي أصبح كثير منهم مسؤولين…”. قالها لي زميل في محادثة واتس آب.


قلت له: أنت تعرف أننا مسؤول منظمة مهمتها حماية أطفال الجميع، وبالتالي يجب أن يكون تواصلي مع صنعاء وعدن ومأرب والحديدة وغيرها بذات القدر؛ لكن إيش قصدك من تغير الأصحاب والزملاء؟


قال: بعض أصحابك تعرف بوجوده في المدينة التي أنت فيها؛ تفرح وتقوم تتصل به للتخزينة والحشوش وتمضية وقت مع بعض وتذكر الأيام الخوالي وكسر الملل. فهو صديق وزميل وربما كنت يوماً من الأيام صاحب فضل ومعروف عليه.


تتصل فتلاقي صاحبك واحد ثااااني.


وكأنه ما يعرفكش، أو يعرفك لكنه مشغول جدا جدا حتى التلفون ما يرد عليه بسهولة.


طيب…الرد على التلفون فيه نظر؛ كلنا أحياناً ما نرد لأنه يكون بعيد يشحن أو صامت أو وقت نوم.


لكن كيف اللي متصل واتس اب ويشوف رسايلك ويقرأها ويشوف صورتك وتقول له معك فلان الفلاني ويتعامس؟


الله الله يا صاحبي لمو أكه؟ لما توطي بي كذا؟


حرام إننا اتصلت بك محبة لأنك زميل وصديق عزيز وكان يوم سعدي وسعدك لما نخزن مع بعض.


إيش غيرك هكذا؟ الله اعلم.


قلت له: أنا تلقيت صدمات في عدن؛ بعض الزملاء تغير بشكل غير معقول بس كنت أظن أنه يحصل معي فقط.


قال بقول لك شي:


طبعا هذي طباع اللصوص أو من يتحصلون على أشياء هم يدركون أنهم غير مستحقين لها، لكن ظروفا معينة خدمتهم لا علاقة لها بالكفاءة.


عشان كذا يجلس الواحد خايف، هارب، متواري.


كل همه كيف يحافظ على ذا الشيء غير المستحق.


ولكثرة المتحولين من الزملاء، زادت حساسية أصحاب النفوس الكريمة، فأصبح أحب أصحابك واقربهم واكثرهم دماثة ممكن يجرحك دون قصد. فقط لأنه تأخر في الرد على رسالتك او اعتذر عن مقيل كونه مرتبطا من قبل.


قلت له: ربما لان حساسيتك صارت عالية وبالتالي ينكأك ادنى شي. فأنت أشبه بجسد يعاني حروقا من الدرجة الثالثة.


أما إذا رد عليك زميل بدماثة وترحيب ثم تغير بعدما عرف أنك موجود وقد تحتاج منه موقفا ربما لن يكلفه أكثر من اتصال أو رسالة واتس اب؛ فهذه تكون ذابحة.


أما لو زاد تفاصح وبدأ يقدم توجيهاته حول تعثراتك ويعدد لك أسباب نجاة أنت قصرت فيها وووو فهي القاصمة.. أنت مش ناقصك احتقار لوضعك وخجلك بمجرد أنك تتصل فيه أو تلقاه، هذا أكبر وجع..


والله لو سب لك بجميع لغات مخلوقات الكون أهون من أنه يجعل من نفسه وصيا عليك بمجرد شعوره باحتياجك له أو أنك تواجه مشكلة ما فرضتها ظروف قاهرة لم يكن بيدك ردها أو منعها.. ولم تكن لديك القدرة على سفح كرامتك كما فعل البعض مقابل ترتيب وضعك. أو لست محسوبا على هذا الطرف أو تلك الشخصية كي تحصل على ما تستحق وما لا تستحق في هذا الظرف الزلق الملتبس وغير السوي.


 


 

Exit mobile version