مقالات

رسالة مجلس حقوق الإنسان للإنسان

 


رأى مندوب بريطانيا جوليان بريثويت في مجلس حقوق الإنسان أنه من المهم منح مجموعة الخبراء مزيداً من الوقت للتحقيق، مؤكداً أن هناك الكثير من الحوادث التي لم يتم توثيقها بشكل كامل «ولا سيما تلك التي تخص الحوثيين».


وكأن المندوب البريطاني يبرر للإنسان في كل مكان دعونا نمدد الفترة عاماً كاملاً، وماذا إذا سقط مزيد من الضحايا؟ ودعوا المجاعة تستمر والأمراض تستفحل، ودعوا نهب الشاحنات الإغاثية يستمر، ودعوا تأخير الحل إلى ما لا نهاية، لعل وعسى تصل لجنة الخبراء إلى أدلة تدين الحوثي بعد عام!!! يا سلام؟


 


ليس هناك أحد ممن جلس على مقعده الوثير في مجلس حقوق الإنسان وصوت بالتمديد تعنيه معاناة اليمنيين، وكذب من قال إنه مجلس للحقوق الإنسانية، فهو مجلس لتصفية الأجندات السياسية.


 


ماذا ستفيدني الإدانة؟ أبعد حريق البصرة؟ الإدانة التي سأنتظرها عاماً كاملاً هي كبشرى الجراح التي خرج بها من العملية ليبشر أهل المريض بأن العملية ناجحة تماماً لكن المريض مات، وسأحصل على إدانة الحوثيين بعد موت آلاف اليمنيين بانتظارها.


 


من لم يدن الحوثي على انقلابه على الشرعية فإنه لن يدينه على قصف المناطق المدنية، ولا على تجنيد الأطفال، ولا زراعة الألغام، ولا على سرقة الشاحنات الإغاثية، من لم ير في انقلابه على الشرعية جريمة مرفوضة ويجب وقفها ومنعها فلا ننتظر منه إدانة على بقية الجرائم.


 


لا يجب أن يعنينا إدانة الدول الأوروبية ومعها كندا التي رفعت القرار ودفعت به، لأنها تهدف إلى استنزاف «التحالف العربي» وابتزازه في أجندة سياسية دون أدنى مراعاة لمعاناة اليمنيين، وحسناً فعل اليمن ودول التحالف العربي برفض تسييس العمل الحقوقي إلى هذه الدرجة من اللامبالاة بمعاناة الناس.


 


التمديد يعني عدم التدخل لوضع حل حاسم، التمديد يعني باختصار القبول بالأمر الواقع، حتى وإن كان غير شرعي وانقلاباً على الشرعية، وهكذا أعطى المجلس قاعدة ومبادئ جديدة علينا أن نعتمدها من الآن فصاعداً.


 


التمديد يقول لنا إن المجلس يتعامل مع الأمر الواقع دون اعتبار لكيفية حدوثه، فإن فرضته أنت كما تريد ستضطر أن تقبله وتتعامل معه كما أردت، وربما تشيد بك وحسن استقبالك ووفادتك للجنتهم، بعد أن تفرض واقعك وتستلم الأرض، بعدها لن تحقق معك في كيف حصلت عليها ومن هم ضحاياك ومعاناتهم، إن تقريرها وقرارها بالتمديد يجيز لمن على الأرض أن يتحرك دون مراعاة لأبسط المبادئ والقيم الإنسانية.. ومن بعدها (يحلها ألف حلال).


 


هذه هي رسالة مجلس حقوق الإنسان للإنسانية بمساواة الشرعية ومن انقلب عليها، رسالتها أنها غير معنية بمن هو القاتل ومن هو المقتول، من هي الشرعية ومن اختطفها، وعلى هذا الأساس على التحالف العربي أن ينهي معاناة أهل اليمن ويبعد الحوثيين عن الموانئ والمطارات ويفتح المجال للإغاثة وإعادة الإعمار وللجميع، ومن ثم يستضيف لجنة الخبراء ليشربوا القهوة!!


 


نقلا عن “البيان”


 


 

زر الذهاب إلى الأعلى