أطلقوا سراح أبي؟

 


أطلقوا سراح أبي وزميله (الدكتورعبد العزيز الوحش)، أطلقوا سراح المواطن الإنسان، خالد باعلوي، الرجل الذي لم يرتدي بندقية قط في حياته كلها، هو الآن معتقل في سجن الأمن السياسي، ودونما سبب واضح يستحق الاعتقال،آ


يالهي لم أكن أتوقع أني سأعيش هذا الضعف والشتات والألم، الذي أعيشه الآن، قطعة مني غائبة عني، وكل دقيقة تمر أتسائل كيف حاله وماذا يعمل الان ، كيف وضعه، هل أكل وشرب مثل بقية الأيام، ما الذي ينقصه يا ترى..؟ وما الذي بوسعي أن أفعله لأجله..؟ وهكذا في حلقة طويلة من الأسئلة التي لا تنتهي والساعات تمر طويلة جدا .. عقلي متوقف عن التفكير ، أنا متوقفة عن الحياة الطبيعية ، آ هو كل ما أملك في هذه الحياة، جمهوريتي ومملكتي وتمثال حبي الأبدي، ومن يضيء لي يومي وحياتي ..!


أبي، الدكتور النبيل ورجل السياسة الذي يعمل بصمت، والمعلم البسيط الذي يعيش ويأكل من عرق جبينه، لا أمتدحه هنا لأنه أبي، لكنها كلمة حق أقولها، ومن يعرف الرجل يمكنه نفي الأمر أو تأكيده، في حياتي كلها لم ألاحظ رجل بنزاهته، فمع كونه يملك إمكانية كبيرة ليعيش في أرقى فنادق الخليج أو يكون مقربًا من قصور صنعاء؛ لكنه رفض إغراءات الجانبين وفضل العمل بشرف؛ كغيره من أبناء هذا البلد الجريح، ومنذ سنتين وهو يعيش بلا راتب يعاني بصمت ولم يتغيب عن اداء واجبه في التدريس في المعهد العالي كغيره..يمضغ وجعه وحيدا مفضلا الاحتفاظ بنفسه عزيزة، على أن يريقها في المنافي أو على بلاط الرفاهية..!آ


الرجل الذي أفنى حياته دفاعًا عن الإنسان، هو الآن ضحية مواقفه، أتذكره دائما وهو يهمس لي، آ زهراء : النجاح الحقيقي هو محبة الآخرين ومساعدتهم ، الإنسان هو الذي يشعر بمعاناة الآخرين ويكون معهم في السراء والضراء ، الوطن هو الإنسان لا وطن دون إنسان، آ إذا أحببتي وطنك حبي ساكنيه .. كلماته دائما في أذني بكل موقف ، أو تصرف أقدم عليه .. اتذكر نصائحه الثمينة ..!


أتذكره وهو يعزز فيني الثقة بذاتي، ويخبرني قائلا: أراهن عليك يا زهراء وعلى إنسانيتك التي تجعلني افخر لأنك ابنتي احب دفاعك عن حق الانسان بدون استثناء آ او تمييز ،آ


أبي كأي شخص غيور على أرضه، رفض اللهاث على فتات المكاسب المادية وفضل التمسك بمبادئه المقدسة، ولأنه رفض البيع والشراء بمصائر الناس هو الآن يدفع ضريبة انحيازه لهم ولهذا الوطن المثخن بالجراح..؟!آ


#أطلقوا_سراح_خالد_هاشم


#اطلقوا_سراح_عبدالعزيز_الوحش


 


 

Exit mobile version