أنِينُ النّازحين
النازح…
وما أدراك ما النازح؟؟
هو عزيز قوم ذلّ…
هو من خرج من داره فقل في وطنه وبين أهله مقداره..
هو من تبدلت حالته في عشية وضحاها..
فأصبح بلا مسكن ولا مأوى.. ولا عمل ولاوظيفة.. ولا أجر ولا راتب..
هو من أغلفت الأبواب في وجهه وفقد كل شيء.. ولم يجد إلا جهات رسمية تسرق المعونات التي تقدم له من الخارج!!
قالت لي صديقتي النازحة أبلغونا بضرورة الحضور بعد أن سجلوا أسماءنا في كشوفِ النازحين، واعدين إيّانا بالمساعدات.. فهرعنا إليهم صباحاً، وكلنا أمل وفرح وسعادة،
فإذا بهم يلقون علينا محاضرة عن النظافة وكيفية تعقيم المياه؟؟؟!!
وخرجنا بعد محاضرتهم نجر أذيال الخيبة والنكبة واليأس.
وتقول أخرى: سجلوا أسماءنا، وبعد شهر عادوا لنا بكرتون
فيه فرش ومعجون أسنان وصابون وتايت “ودباب” بلاستيك !!
فضحكنا حتى بكينا.
يا عالم، نحن نموت جوعاً، وليس لدينا ما نأكله، فما حاجتنا للمعجون والفرشاة؟؟
ولاشك أن أسوأ النازحين حظاً في العالم هو النازح اليمني،
فالسوريون والعراقيون نزحوا إلى تركيا.. والتونسي نزح إلى فرنسا.. والليبي نزح إلى إيطاليا..
“واليمني مسكين يا إما ينزح للصومال أو ينزح للسعودية فتعيده إلينا في الحال..
وعمان، طبعاً، ما فيش مجال ومحال محال محال.
كلام قبيلي:
يا ربنا حقق المطلب
وانظر لحالي وما جاني
ارحم دموعي أنا متعَب
واقف على بابك الحاني
نازح أنا رحمتك يا رب
هجرت داري وعنواني
عندي رجاء والرجاء مطلب
تردنا دارنا ثاني
لا عاد راتب ولا مكتب
ولا حكومة بترعاني
لا أكل لا بيت لا مشرب
ولا معونة ولا اعواني
راسي من القهر قد شيب
من بعد عيش الهنا الهاني
لا سامحه من هو اتسبب
لا سامحه من هو الجاني