مقالات

حفاش يأكلها الأوباش

 


لم يكن التعليم هو الفرع المهمل في حفاش فقط، إحدى مديريات محافظة المحويت والتي تبعد عن مركز المحافظة حوالي 43 كم، بل تكالبت عليها المصائب من كل فج وصوب، لا لشيء إلا لأن مشرفي الحوثي أرادوا امتصاص دمائها من الشرايين.


سكان المنطقة يشكون من جوع أوصل أطفالهم إلى المجاعة، ما جعلهم يستعينون بأوراق الشجر لتسد رمقهم.


ومن جهة أخرى بلغني من أحد العاملين في منظمة الغذاء العالمي أن كميات كبيرة من المعونات الغذائية لما يقارب 3000 أسرة تصل إلى مخازن المديرية شهرياً -منذ عامين- ولكن إلى أين تذهب؟؟ هذا هو السؤال.


وفي الحقيقة أننا نجد المعونات في محلات بيع المواد الغذائية بالجملة، ومختومة بختم المنظمة.. وعندما تبحث عن ملاك هذه المحلات تجدهم قادة حوثيين من العيار الثقيل.. فهل يستطيع المواطن البحث عن لقمة عيشه وسط هذه العصابة الإجرامية التي تحارب المواطن في قوت يومه؟


تستمر هذه الجماعة في امتصاص دم المواطنين بصمت حتى ترفع راية الشهاده لهم.. تحاصرهم في المأكل والمشرب، في الحريات والتعبير، في الحقوق والأعمال… ثم تفرض عليهم الواجبات القهرية التي لا تنتمي إلى العقل بأي صلة.


وشكا تاجر جملة في المحويت، في حديث معي، من أن ارتفاع أسعار المشتقات النفطية، بالإضافة إلى تصاعد ارتفاع الدولار دون أي سابق إنذار، أضاف أعباء كبيرة على التجار، فإن حاول أحدهم عدم رفع قيمة المواد الغذائية بالشكل الجنوني، جاء المجهود الحربي الذي يمتصه الحوثيون من التجار ليزيد الطين بلة.


الجوع يدل على الفقر، وآثار المجاعة تزداد على الموطن، وميليشيا الحوثي مشغولة في توفير المليارات في خزائنها باسم المجهود الحربي، والمواطن يحتفل بصمت بذكرى الانتصار على الإمامة وهو يعيش بين أسوارها.


 


 

زر الذهاب إلى الأعلى