لأول مرة.. بن دغر يقر بالتمرُّد على قرارات محافظ تعز ويكشف سبب ركود جبهة صرواح
قال رئيس الوزراء أحمد عبيد بن دغر، إن الحكومة ذهبت للمشاورات مع الحوثيين تحت إشراف الأمم المتحدة، وتسعى للسلام إذا قبل الحوثيون المرجعيات الثلاث.
واعتبر بن دغر، في حوار أجرته معه صحيفة “الشرق الأوسط” أن “من عليه تقديم التنازلات هو المعتدي على الدولة وعلى الشرعية المنتخبة، من قتل ودمر وعاث فساداً في اليمن”، في إشارة إلى ميليشيا الحوثي.
ونفى رئيس الحكومة الاتهامات بعدم الحرص على إنجاز التسوية حتى لا تفقد المزايا والمناصب، وقال: «ينسحبون – أي الحوثيين- ويسلمون الأسلحة لجهة محايدة، وبعدها بيننا وبينهم صندوق الاقتراع، الشعب هو الحكم بعد ذلك، سنحتكم لنتائج الاقتراع، وعلى هذا الأساس نحن نقبل التحدي».
وقال “هم يدركون، أي الحوثيين، أنهم الخاسر إذا ما عدنا إلى الشعب، هم يدركون أن خرافة الحق الإلهي سوف تسقط، لقد سقطت خرافة التميز منذ أمد طويل، سقطت لدى أتباع المذهب الزيدي قبل غيرهم من أتباع المذاهب الأخرى في اليمن”.
وأشار أن المبعوث الأممي إلى اليمن، مارتن غريفيث “كان يريد حلاً جزئياً في الحديدة، وقد أخبرناه أن الحلول الجزئية إن لم ترتبط وتؤسس لحلول دائمة وشاملة وعادلة للأزمة لن يكتب لها النجاح، وكان يريد وقفاً لإطلاق النار، وقد أخبرناه أننا لا نستطيع قبول ذلك ما لم يقبل الحوثيون إجراءات عسكرية وأمنية تسبق الحلول السياسية. أخبرناه أن هناك حاجة مثلاً لإجراءات لبناء الثقة كأن يطلق سراح المعتقلين، كل المعتقلين، لكن الحوثيين رفضوا”.
وحول موقف الحكومة من أي مبادرة لهدنة ثامنة تترافق مع إجراءات بناء الثقة، قال بن دغر: “لقد منحنا الحوثيين فرصاً كثيرة، وهدناً كثيرة، كانوا دائماً يطلبون الهدنة، وعندما كانوا يحصلون عليها، كانوا يستخدمونها لتعزيز مواقعهم في الجبهات، وفي الحصول على الأسلحة والذخائر”.
وأكمل: “هذه العصابات العنصرية السلالية المتمردة لا تفهم غير القوة، هؤلاء يصعب الوثوق بهم، لا ذمة ولا أخلاق لهم. السلطة والتحكم في رقاب العباد وأرزاقهم هي دينهم، وهي نهجهم وأساس أخلاقهم”.
وفيما يخص الصراع المسلح بين فصائل المقاومة داخل مدينة تعز، أكد بن دغر عدم وجود مبرر للاشتباكات، مضيفاً: “يجب على جميع القوى احترام السلطات المحلية، فهي الممثلة للسلطة الشرعية، للرئيس وللحكومة، وعدم الالتزام للمحافظ والتمرد على أوامره يخلق الأسباب للخلاف والصراع. وفي النهاية على الجميع إبداء الحرص الشديد على حياة المواطنين وممتلكاتهم”.
وبسؤال الصحيفة عما إن كانت المقاومة اليمنية ستقتحم مدينة الحديدة إذا فشلت المشاورات؟ قال رئيس الحكومة: “قرارنا الوطني المدعوم عربياً بالتحالف العربي بقيادة المملكة، ودولياً بقرارات مجلس الأمن هو في تحرير كل مناطق اليمن من سلطة الحوثيين، ومن النفوذ الإيراني في اليمن”.
وأردف: “نقول للحوثيين لن تجنوا من أعمالكم الإجرامية واعتدائكم على شعبنا سوى الهزيمة في الحديدة وفِي كل اليمن”.
وعن أسباب عدم الانتهاء من جبهات نهم وصرواح حتى اللحظة، تجنب بن دغر الخوض في تفاصيل الشق الأول من السؤال المتعلق بتوقف جبهة نهم واكتفى بالقول: “لا يمنعنا من اقتحام صرواح في مأرب سوى احتفاظ الحوثيين بالمدنيين من الأطفال والنساء والشيوخ كدروع بشرية يحتمون بها، نحن سلطة شرعية منتخبة من الشعب، وحرصنا على أهلنا يجعلنا نؤجل بعض المعارك الصغيرة التي لا تقدم ولا تؤخر في خطة التحرير الشاملة”.