عربي

لماذا حاولت قطر قرصنة حسابات لقيادات المعارضة السورية؟

 


في متابعة لقضية اختراق الحكومة القطرية لعناوين بريدية إلكترونية لشخصيات أمريكية مشهورة، تكشفت معلومات جديدة حول قيام المجموعة ذاتها باختراق حسابات إلكترونية لقيادات في المعارضة السورية في الولايات المتحدة.


وكانت صحيفة نيو يورك تايمز قد كشفت عن فضيحة تتعلق بجامع التبرعات الجمهوري إيليوت برويدي، بعد أن تمكنت مجموعة قرصنة مدعومة من الحكومة القطرية من الوصول إلى بريده الإلكتروني. وقال محاموه حينها بأن المخترقين الذين وصلوا إلى رسائله الإلكترونية استهدفوا 1200 شخص آخر، فيما يبدو أنها عمليات ممنهجة للتأثير على سياسات البيت الأبيض، خصوصًا بعد أن أظهرت واشنطن عداءً لقطر بسبب الأزمة الخليجية.


كما ذكرت الصحيفة أن برويدي وعددًا من ضحايا الاختراقات القطرية رفعوا دعاوى في المحاكم الأمريكية ضد شبكة الاختراق، التي وصلت أيضًا إلى استهداف إماراتيين ومصرييين وسعوديين وبحرينيين، أي مسؤولين في الدول الأربع المقاطعة لقطر. كما وصلت عمليات الاستهداف القطرية إلى مسؤولين وإعلاميين وكتاب في الولايات المتحدة وبريطانيا وهولندا، بسبب قيامهم بانتقاد نظام الدوحة.


اليوم تكشفت مزيد من التفاصيل حول قيام المجموعة بمحاولات لاختراق حسابات إلكترونية تابعة لقيادات في المعارضة السورية في واشنطن. ويعود السبب وراء ذلك، بحسب موقع دافز، إلى اشتراك قطر في مجموعة أصدقاء سوريا، التي أنشئت على يد الولايات المتحدة من أجل إسقاط بشار الأسد. ومنذ عام 2011، بدأت الجزيرة القطرية بمهاجمة النظام السوري على قناتيها العربية والإنجليزية.


وقال معارضون سوريون إن قطر تحاول معرفة ما الذي يدور بينهم وبين الحكومات المختلفة، كما تحاول التجسس على نشاطاتهم المختلفة. أحد هؤلاء قال إن قطر حاولت اختراق حسابه لمعرفة ما الذي دار بينه وبين إدارة ترامب، في اللقاء الذي جمعهما.


وقال آخرون لصحيفة ديلي بيست التي أجرت التحقيق إن الهاكرز كانوا مهتمين بمعرفة ما الذي يدور بين قيادات المعارضة والحكومة التركية، خصوصًا فيما يتعلق بارتباطات جبهة النصرة وهيئة تحرير الشام -التابعتين للقاعدة- مع الحكومة القطرية. يقول أحد هؤلاء: “في الماضي، سهلت قطر عمليات إطلاق سراح مختطفين كانوا لدى التنظيمين، وأنا شخصيًا كنت مطلعًا على بعض التفاصيل المتعلقة بالقضية”.


كما نشرت تقارير إعلامية معلومات حول قيام قطر بدفع مبلغ بين 770 مليون ومليار دولار من أجل إطلاق سراح 26 فردًا من الأسرة الحاكمة الذين كانوا قد اختطفوا من قبل مجموعات شيعية عراقية تابعة لإيران. وتضمنت الصفقة ذاتها اتفاق البلدات الأربع، الذي يقضي بتهجير سكان 4 قرى سورية بسبب عمليات الحصار بين أنصار النظام السوري وأعدائه. ويبدو أن عمليات الاختراق القطرية استهدفت محاولة للوصول إلى معلومات أكثر من الأطراف المختلفة حول القضية، عبر محاولة اختراق حسابات إلكترونية لقيادات من المعارضة السورية.


يقول أحد المحللين -الذي اشترط عدم ذكر اسمه- للصحيفة: “كلما كان هناك حديث عن اتفاق بين إيران أو حلفائها مع الإسلاميين المتطرفين، نجد المال القطري”.


ويقول أحد الأشخاص المستهدفين من الهجوم الإلكتروني القطري: “من المفارقة أنني بدأت عملي في المعارضة كخبير في الأمن الرقمي؛ فلقد ساهمت في تدريب المعارضين السوريين على صد الهجمات الإلكترونية من النظام السوري أو الإيرانيين… لم أكن أعتقد أن علينا أن نقلق من القطريين أيضًا”.


يذكر أن الحملة القطرية لم تستهدف أعداء النظام من السوريين فقط، وإنما طالت القيادات التي عملت في مجموعة أصدقاء سوريا من غير السوريين أيضًا.


 


 

زر الذهاب إلى الأعلى