تقارير

أين وصلت الحرب في اليمن؟ ولماذا كل هذه الحشود العسكرية الضخمة إلى الحديدة؟

 


تراجعت حدة الحرب في اليمن عن المشهد، في ظل حالة الاشتباك المتواصل دون تحقيق تقدم ملموس لصالح أي من طرفي الحرب.


ففي جبهة محافظة الحديدة التي تعد أبرز جبهات القتال اليمني ضد الحوثيين، لا تزال المعارك متقطعة بين قوات الجيش الوطني والجماعة المسلحة التي تسيطر على المدينة.


 


على الصعيد الميداني


في الجانب الميداني، يواصل الجيش الوطني اليمني الدفع بتعزيزات عسكرية إلى جبهة الحديدة، شملت معدات ثقيلة ومتوسطة وعددًا من الكتائب العسكرية المدربة، وفقًا للخطة المعدة بالتنسيق مع شخصيات قيادية داخل المدينة، بهدف انتزاعها من قبضة الحوثيين.


محافظ المدينة الدكتور الحسن الطاهر، قال إن التعزيزات التي جرى إرسالها إلى الجبهة الرئيسة في الساحل الغربي، تأتي متوافقة مع الخطة العسكرية التي وضعت لتحرير الحديدة، كما أنها تدعم عملية الاقتحام السريع والخاطف لشل حركة الميليشيات والقضاء على مراكز القوة التي تملكها في المدينة.


وأضاف لصحيفة الشرق الأوسط، أن “هناك تنسيقًا مع عدد من الشخصيات القيادية في المدينة بعد مساندتها للحكومة الشرعية، التي سيكون لها دور في المرحلة المقبلة لتنفيذ مهام تحرير المدينة من قبضة الميليشيات، وهذا الدور يتمحور في تحديد مواقع الثكنات العسكرية والوقت المناسب لتنفيذ العملية”.


وبعد أن فشلت الوساطة الأممية برئاسة مارتن غريفيت، انفتح الباب على مصراعيه أمام الخيارات العسكرية لاستعادة مدينة الحديدة الإستراتيجية، لكن لم يحدث أي تحول منذ فشل تلك الوساطة.


وتقول تقارير إن الحكومة الشرعية رفضت في وقت سابق وساطات عدد من أعيان دفعت بهم جماعة الحوثي للتفاوض مع الحكومة بهدف وقف زحف الجيش الوطني.


ويبدو أن أي معارك حامية قادمة ستكون على جبهة الحديدة، كما هو متوقع منذ بدء الحشد لهذه المعركة وتوقفها خلال فترة الوساطة الأممية.


في حين تشهد جبهات أخرى معارك بين كر وفر، على جبهة صعدة المعقل الرئيس للحوثيين.


 


الوضع الإنساني


أمام استمرار حالة عدم الاستقرار في البلاد، يتجه الوضع الإنساني في اليمن لمزيد من التهور، وآخر ما جاء تمثل في تحذير أصدره مساعد الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية مارك لوكوك قال فيه إن 14 مليون شخص قد يصبحون “على شفا المجاعة” خلال الأشهر القادمة في حال استمرت الأوضاع على حالها.


وكتب لوكوك في المذكرة الصادرة بتاريخ 18 أكتوبر/تشرين الأول أن “الوضع الإنساني في اليمن هو الأسوأ في العالم. 75% من السكان، أي ما يعادل 22 مليون شخص، بحاجة إلى مساعدة وحماية، بينهم 8,4 ملايين في حالة انعدام الأمن الغذائي الخطير وبحاجة إلى توفير الغذاء لهم بصورة عاجلة”.


“في أسوأ الحالات، قد يزداد عدد 8,4 ملايين بمقدار 5,6 ملايين، ما يرفع العدد الإجمالي للأشخاص على شفا المجاعة في اليمن إلى 14 مليونًا”، قال المسؤول الأممي.


وكان برنامج الأغذية العالمي حذر في 16 أكتوبر/تشرين الأول بأن المجاعة قد تطال ما يصل إلى 12 مليون شخص خلال الأشهر القادمة.


وبالتزامن، أعلنت السعودية والإمارات عن تقديم دعم بمبلغ 70 مليون دولار مناصفة بين البلدين لدعم رواتب المعلمين في اليمن، وذلك بالتعاون مع الأمم المتحدة ومنظمة اليونسيف.


وقال مسؤول سعودي إن ذلك يأتي استمرارًا للدعم الكبير الذي تقوم به دول التحالف لرفع المعاناة الإنسانية والاقتصادية عن الشعب اليمني، إذ تجاوز ما قدم منذ عام 2015 إلى الآن 17 مليار دولار أمريكي، ولا يزال الدعم مستمرًا.


ويشير المسؤولون في الدولتين الحليفتين في الحرب على الحوثيين في اليمن إلى وضع الملف الاقتصادي والإنساني في مقدمة أولوياتهما، وذلك بتفعيل آليات العمل وتسهيل الإجراءات، في مسعى لمنع تدهور الأوضاع الإنسانية التي تواجه أبناء الشعب اليمني، خصوصًا في أمنهم الغذائي والصحة العامة.


 


 


 

زر الذهاب إلى الأعلى