تقارير

تهامة تمرِّغ “الأئمة” مجدداً.. صائدو أسماك نواة الإعصار الأسمر

 


كان أحمد عبده حسن كعلان، أو “أحمد دكان” كما هو اسم الشهرة في منطقته بمدينة الخوخة جنوبي الحديدة، يعمل صياداً للأسماك ويتنقل بين سواحل صيرة في عدن وبير علي وعمران وسواحل شقرة في محافظة أبين جنوب اليمن.


لكن “أحمد دكان” ترك مهنة الصيد عقب اجتياح ميليشيا الحوثي للعاصمة اليمنية صنعاء، وتمددها كسرطان خبيث إلى الحديدة ومناطق الساحل الغربي.


وضع أحمد، وغيره كثيرون من صائدي الأسماك في تهامة، شباك الصيد جانباً، والتحق بمعسكر مقاومة الجائحة الحوثية، في الساحل الغربي، ضمن تشكيلة المقاومة التهامية.


القليل من الوقت كان كافياً ليثبت صديق البحر، أنه محارب شرس في البر، ذلك أن صائد الأسماك أثبت جدارة في اصطياد رؤس “المغول الجدد”، بل إنه أتقن قنص ذئاب الحوثي في ميدان المعركة، أكثر من إجادة صيد “القرش”.


أصبح الصائد الأسمر، أو “أحمد دكان” قائد فصيل في المقاومة التهامية، وهي ترقية استحقها –وفق إفادات رفقائه – قياساً بعطائه العسكري في متاريس مجابهة قطيع سيد الخراب والخرافة، ومعارك غسل تهامة من اللوثة الحوثية الممعنة في الرعونة والإجرام.


استبسل أحمد في مقارعة الكهنوت.. بدأ من مسقط رأسه في مدينة الخوخة الساحلية، وصولاً إلى مشارف مدينة الحديدة، وهناك ارتقى شهيداً في الخط الساحلي بمنطقة الفازة.


ثمة نماذج مقاومة، لا يمكن حصرها في عجالة، شكلت وتشكل نواة المقاومة التهامية، وما “أحمد دكان” إلا واحد من مئات الصيادين الذين تركوا شراع البحر، وامتشقوا بنادقهم وانخرطوا في مشروع إزاحة كابوس الحوثية عن صدر تهامة الأرض والإنسان.


وعند هذه النقطة تحديداً يحضر اسم هيثم محمد حسن جفير، وهو صائد أسماك آخر من أبناء مديرية الخوخة، جنوب الحديدة، ترك شباك الصياد، وتسلح بقيم الثورة والجمهورية واتجه لمشاطرة القوات المشتركة تصميم نهاية عادلة بفاشية جهوية عرقية قدمت للتو من لحظة الانحطاط التاريخي.


يقول واحد من رفقاء هيثم  “من يشاهد هيثم في ميدان المعركة لا يصدق بأن هذا من تهامة أو من مجتمع يسميه سدنة الفهلوة والنخيط الجغرافي (مجتمع أمرك لله)”، وهذه الأخيرة تعبير يعتسف الطبيعة المسالمة الذي يشتهر بها الإنسان التهامي في خانة “الضعف”.


التحق هيثم بقطار المقاومة قبل تشكل اللواء الأول مقاومة تهامية، فكان من ضمن المحاربين السمر الذين خضعوا لدورات قتالية مكثفة على أيدي خبراء عسكريين محترفين بدعم وإشراف من التحالف العربي والقوات الإماراتية.


ووفق مقربين من هيثم فقد كان لاعب كرة قدم جيداً إلى جانب كونه صائد أسماك وصديقا حميما للبحر، لكنه أتقن أمور الحرب والمعركة أكثر من إتقانه لمهنته التي ارتبط بها منذ نعومة أظافره، والأهم -وفق رفاقه- أنه لم يكن يجد ذاته إلا في النسق الأمامي لمعارك دفن الكهنوت في رمال تهامة.


وإلى جانب شجاعة المحارب التي اتسم بها هيثم خلال عمليات المقاومة المشتركة والتحالف العربي في الساحل الغربي، أتقن صيانة الأسلحة الرشاشة المتوسطة والخفيفة من الدوشكا ورشاش ٢٣ إلى الكلاشينكوف.


مع الإشارة إلى أن “أحمد وهيثم” مجرد أنموذجين من مئات المقاتلين التهاميين، مرغوا -ولايزالون- العدوان الحوثي المصبوغ بـ”الاستعلاء الجيني والجغرافي”، تحت حوافرهم السمراء، وأحالوا تهامة ثانية إلى ثقب أسود يبتلع عكفة الأئمة الجدد.


 


 

زر الذهاب إلى الأعلى