محليات

هام.. الامارات تفاجئ الجميع وتكشف تفاصيل معركة الحديدة وهل التصعيد الجاري سيستمر حتى التحرير ام للضغط على الحوثي فقط؟

 


أكدت صحيفة العرب الإماراتية في عددها فجر اليوم السبت أن العمليات العسكرية للقوات المشتركة المدعومة من التحالف العربي ضدّ المتمرّدين الحوثيين، في الحديدة اكتسبت زخما غير مسبوق من المرجّح أن يؤدّي تواصله على نفس الوتيرة إلى إحداث تغييرات جوهرية سريعة في ميزان القوّة وخارطة السيطرة على الأرض، وأن يحشر المتمرّدين في زاوية تضيق معها خياراتهم وتنحصر بين التسليم بالهزيمة أو الانصياع لعملية سلام دون شروط.


وتجدّدت المواجهات العسكرية في عدد من جبهات القتال بالساحل الغربي ومحافظتي صعدة والبيضاء على وقع الدعوات لعقد جولة جديدة من مشاورات السلام بين الأطراف اليمنية، ترافقت مع تصريحات غربية غير مسبوقة للمطالبة بإيقاف الحرب.


وشهدت مدينة الحديدة معارك هي الأعنف وفقا لمصادر محلية أكدت تمكن قوات المقاومة المشتركة من إحراز تقدم نوعي جنوب وشرق المدينة وتحرير أجزاء واسعة من جامعة الحديدة والمناطق المحيطة بها، جنوبا، والتقدم صوب سوق الكيلو 16 وقوس النصر، شرقا، في ظل تغطية مستمرة من طائرات الأباتشي التابعة للتحالف العربي.


ونفذ التحالف سلسلة من الغارات على مناطق سيطرة الحوثيين، هي الأعنف منذ شهور. وأعلنت القوات المشتركة للتحالف، الجمعة، أن طائراته تمكنت من تدمير مواقع لإطلاق الصواريخ الباليستية والطائرات دون طيار بقاعدة الديلمي الجوية شمال العاصمة صنعاء.


ونقلت مصادر إعلامية عن الناطق الرسمي باسم التحالف تركي المالكي قوله إن العملية استهدفت تدمير مواقع لإطلاق وتخزين الصواريخ الباليستية ومحطات التحكم الأرضية للطائرات دون طيار وورش التفخيخ والتجميع.


وجاءت العملية بعد يوم واحد فقط من مقتل أربعة خبراء في مجال إطلاق الصواريخ إثر غارة جوية للتحالف العربي على محافظة صعدة شمالي اليمن.


وتظهر عمليات الاستهداف المتزايدة لمنصات إطلاق الصواريخ والخبراء المرتبطين بعملية الإطلاق مدى إصرار السعودية التي تقود التحالف العربي على عدم التفريط بأمنها الإقليمي جراء أي ضغوط دولية تمارس للخروج بحل يعمل على إنقاذ الحوثيين وترحيل الحرب.


وأعلن التحالف العربي، الجمعة، عن تمكن منظومة الدفاع الجوي من إسقاط صاروخ باليستي حوثي على نجران جنوبي السعودية.


وحول التطورات الميدانية في الساحل الغربي قال الخبير العسكري والاستراتيجي اليمني العقيد يحيى أبوحاتم في تصريح لـ”العرب” إن معركة الحديدة بدأت فجر الجمعة بعد أن تم استكمال الإعدادات والتجهيزات ورفع الجاهزية القتالية لدى القوات المشتركة والدفع بالكثير من المقاتلين والمعدات إلى تخوم المدينة.


ورجّح أبوحاتم أن تسير المعركة في محورين يتحرك الأول باتجاه الكيلو 16 ثم يتحول إلى خط دفاعي لتأمين الجهة الشرقية للقوات لمنع عناصر الميليشيا من التسلل أو اختراق هذه المنطقة التي تكتسي أهمية استراتيجية وحيوية بالغة نظرا لارتباطها بمدينة الحديدة التي ترتبط بدورها بعدة محافظات يمنية، هي المحويت وصنعاء وذمار، وكذلك بمحافظتي إب وريمه، كما تتواجد في هذه المنطقة الكثير من المعسكرات منها معسكر القوات الخاصة سابقا، وكذلك معسكرات تابعة لقيادة المنطقة الشمالية الغربية سابقا، ومخازن للأسلحة. وفي حال تم تأمين المنطقة وإنشاء خط دفاعي قوي فيها، فستتحرك القوات في المحور الآخر وهو المحور الهجومي باتجاه دوار المطاحن، ثم الالتفاف من شارع الخمسين والتغلغل شمالا وصولا إلى نقطة الشام، وبذلك تعزل مدينة الحديدة بشكل كبير ونهائي عن باقي المناطق المحيطة بها.


واعتبر أبوحاتم أن مؤشرات المعركة تؤكد أنها ستكون معركة نظيفة على الصعيد الإنساني، حيث تهدف إلى تجنيب المدنيين ويلات الحرب، إذ تبتعد قدر الإمكان عن المواقع المكتظة بالسكان، وهو ما يسهّل تدفق القوات ويوضّح الرؤيا للمقاتلين وللطيران.


وأشار الخبير العسكري والاستراتيجي إلى تراجع قائمة الخيارات لدى الحوثيين الذين باتوا ينكمشون داخل مدينة الحديدة ويتحصّنون داخلها بالمدنيين ويسعون إلى افتعال أزمات إنسانية عن طريق تفخيخ الطرقات والمنازل وتحويل هذه المنطقة إلى كتلة من نار ملتهبة، وهي الرهانات التي قال إنها لن تكون مؤثرة في حال تم إحكام السيطرة على المدينة من الجهة الشرقية بالكامل وصولا إلى نقطة الشام في الشمال، حيث ستصبح الحديدة محاصرة، الأمر الذي سيشل حركة الحوثيين وسيمنع عنهم وصول الدعم والتعزيز ليصبحوا أمام خيارين فقط، إما الاستسلام لقوات الجيش اليمني وإما أن يصبحوا فريسة لأبناء الحديدة.


واستؤنفت معركة الحديدة بعد فترة من التوقف شهدت وصول المزيد من التعزيزات العسكرية لجبهة الساحل الغربي، وتزامن تجدد المعارك هناك مع تحرك جبهات أخرى في مقدمتها جبهة صعدة وجبهة البيضاء.


واعتبر مراقبون سياسيون أن بروز المسار العسكري في الملف اليمني يؤكد عدم تمكن المجتمع الدولي والأمم المتحدة حتى الآن من توفير أرضية حقيقية للسلام في اليمن.


ووصف وكيل وزارة الإعلام اليمنية نجيب غلاب في تصريح لـ”العرب” استئناف معركة تحرير الحديدة بأنه أهم مرتكزات أي حل سياسي وفق المرجعيات وفي ظل التوازن المختل لتركيبة القوة الذي تستغله الميليشيا الحوثية للضغط على المناطق وتحشيد بعضها، مضيفا أن الحديدة ستمثل مركز ثقل كبيرا في القوة مضادا للحوثيين وستكون مركزا شرعيا جمهوريا ضاغطا باتجاه إجبار الحوثيين على قبول الحلول وفق المرجعيات.


ومن جهته أشار الباحث السياسي محمد ناصر العولقي في تصريح لـ”العرب” إلى أن استئناف معركة الحديدة يأتي كنتيجة طبيعية لانسداد أفق الحل السياسي للحرب في اليمن ومحاولة تمييع وتغييب أسبابها الأساسية من قبل أطراف التمرد الحوثي وبعض الجهات الدولية.


 


 


 

زر الذهاب إلى الأعلى