محليات

البخيتي يبلغ السفير الأمريكي امتعاض اليمنيين من مبادرة ماتيس لمنح الحوثيين حكماً ذاتياً

 


استقبل الكاتب والسياسي علي البخيتي ظهر اليوم الأحد بمقر إقامته بالعاصمة السعودية الرياض، سفير الولايات المتحدة الأمريكية لدى اليمن، ماثيو تولر، والسيدة نيكول مانز رئيس القسم السياسي والاقتصادي بالسفارة الأمريكية.


وخلال اللقاء الذي استمر قرابة ساعتين ونصف ناقش البخيتي مع السفير ماثيو ونيكول مانز الأزمة اليمنية، والتصريحات الأخيرة لوزير دفاع أمريكا جيم ماتيس التي أطلقها في البحرين.


ونقل البخيتي للدبلوماسيين الأمريكيين امتعاض الأطراف اليمنية من تصريحات ماتيس، حول منح حكم ذاتي للحوثيين، لافتاً إلى خطورة ربط أي حلول مستقبلية للأزمة في اليمن بالبعد الطائفي.


وأكد البخيتي أن اليمن مختلف كثيراً عن لبنان والعراق وسوريا، وأنه لا توجد مناطق يمكن أن تُحسب على الحوثيين حصرياً، وأنهم مجرد عصابة يفرضون وجودهم بالقوة والعنف والإرهاب، مبيناً أنه “لو أتيح للمواطنين التصويت بحرية على وجودهم لما حصدوا حتى 15% بما في ذلك في محافظة صعدة”.


وقال إن السفير الأمريكي “ماثيو تولر” أبدى تفهماً لما طرحه عليه، كما أبدى اقتناعه بخطورة أي تقسيم طائفي في اليمن، مؤكداً على تمسك بلاده بمرجعية مخرجات مؤتمر الحوار وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، باعتبارها تنسجم مع الموقف الأمريكي الرسمي.


وشرح البخيتي خلال اللقاء طريقة فهم الحوثيين للحوار والسلام، وتركيبتهم العقائدية ومشروعهم الطائفي بعيد المدى، وتناغمه من الناحية السياسية مع مشروع ولاية الفقيه الخميني في إيران، وكيف يعتبرون الحوار والتفاوض والسلام والتسويات تكتيك للوصول الى أهدافهم، وكيف يضمرون الانقلاب على أي تسوية منذ لحظة التوقيع عليها ويعتبرون ذلك ديناً عندهم طالما هو يخدم مشروع “الولاية”.


وأوضح أن الحوثيين لا يجدون حرجاً في المغالطة والكذب والتسويف بل ويعتبرون كل ذلك تقرباً الى الله، كما أنهم مثلهم مثل أي مجموعة متطرفة وارهابية لا تسعى للسلام بشكل حقيقي إلا متى ما كُسرت عسكرياً، وأصبح السلام في صالحها ويحمي وجودها، مشدداً على أنه قبل ذلك لا يمكن التوصل لتسوية معهم.


كما بيّن البخيتي للسفير الأمريكي والدبلوماسية نيكول مانز، أن الحوثيين يظهرون الود للمبعوث الدولي وللسفراء الأجانب ولكل الوفود، كما أنهم يحترمون كل ذوي العيون الزرقاء؛ لكنهم يحتقرون اليمنيين ويقتلونهم لأتفه الأسباب، ويخنقون المجتمع ويمارسون عليه نفس ممارسات داعش في العراق مثل إغلاق الكافيهات ومنع كل أنواع الفنون وإغلاق كل منابر الصحافة والاعلام، وتغطية حتى وجوه النساء في الإعلانات في الشوارع.


وتطرق البخيتي إلى ما يحدث من فظاعات وتعذيب حد الموت في معتقلاتهم السرية والعلنية، داعياً إياهم إلى النظر إلى ممارسات الحوثيين على الأرض وكيف يتعاملون مع اليمنين، لا معهم كأجانب.


وأشار البخيتي، إلى أنه لمس لدى السفير الأمريكي  إلمام كبير بأدق التفاصيل في الأزمة اليمنية ومفاتيح الحل لها، كما أنه أعرب له عن مخاوفه من الأنباء التي تحدثت عن انتهاء فترة عمله بعد أن أصبح خبيراً وبشكل مدهش في الشؤون اليمنية، مبيناً أن تغييره في هذه اللحظة سيشكل خسارة فادحة، لأن خلفه يحتاج لفترة طويلة ليصل لنفس الدرجة من الاستيعاب.


من جانبه أكد السفير الأمريكي انه لا يزال باقٍ في عمله لعدة أشهر على الأقل وأن خلفه -في حال تمت الموافقة على ترشيحه- مُطلع وبشكل كاف على الملف وقادر على مواصلة العمل من النقطة التي سيتوقف عندها.


كما اتفاق الجانبان على أهمية تجنيب المدن والمدنيين ويلات الصراع والعمل وبشكل سريع على حل المشكلات الاقتصادية وعلى رأسها استقرار العملة، وفتح الممرات والمنافذ أمام الأعمال الإنسانية وتدفق المساعدات.


 


 

زر الذهاب إلى الأعلى