ضابط في الجيش الصيني أشعل “حرب التجسس” بين هواوي وأميركا
صدفة حدثت في فبراير 2018 عندما أعطي فريق من خبراء اختراق الشبكات الإلكترونية يعمل لحساب الحكومة الأسترالية مهمة تجريبة للإجابة عن السؤال التالي: ما هو حجم الضرر الذي يمكنكم إلحاقه إذا أتيحت لكم القدرة على النفاذ إلى معدات شبكة اتصالات الجيل الخامس في دولة معادية؟ النتيجة كانت صادمة فالإمكانات الهائلة لشبكة #الجيل_الخامس تستطيع تدمير اقتصاد بلد لو استخدمت لغير أغراضها.
فشبكة الجيل الخامس تتيح التواصل وبالتالي السيطرة على كل ما هو متصل بالإنترنت من أبسط الأشياء كالهاتف المحمول، والكمبيوتر المحمول واللوحي، إلى الثلاجة الذكية والتلفاز الذكي والإضاءة المنزلية الذكية. لتتوسع إلى الأمور الأكثر خطر كالسيارات ذاتية القيادة، وشبكة الكهرباء والاتصالات والمياه وكل منشآت البنية التحتية المتصلة بالإنترنت.
بعد ستة أشهر من هذه العملية التجريبية، فرضت الحكومة الأسترالية حظرا على هواوي ومنعتها من الاشتراك في خطط نشر الجيل الخامس في البلاد. فبدأت الصين معها حربا تجارية ولكن مصغرة حيث استهدفت وارداتها من الفحم الأسترالي الذي أصبح يخضع لتأخير متعمد في الفحص عند الجمارك.
بعد ذلك، نقلت أستراليا الملف إلى حليفها الأقوى الولايات المتحدة فنبهتها إلى خطورة تسليم شبكات الجيل الخامس إلى شركة صينية. وهذا ما أدى إلى سلسلة المقاطعات الأميركية للشركات التقنية الصينية وقد يكون السبب الأول للحرب التجارية الحالية، لا سيما أن النقطة الأهم في المفاوضات الصينية الأميركية تتعلق بحرية شراء التكنولوجيا من قبل الشركات الصينية.
بدورها، أميركا تحشد حلفاءها لمقاطعة الصين والضغط على شركاتها وعلى رأسهم هواوي، لكن الأوروبيين مشتتون بين المخاوف الأمنية والأسعار التنافسية التي تعرضها هواوي.
بينما الصين تنكر قدرتها ونيتها على استعمال بنيتها التحتية في الاتصالات لغير أغراضها، كما أنكرت من قبل تعطيل وارداتها من الفحم الأسترالي، لكنها لن تستطيع أن تنكر أن مؤسس هواوي هو ضابط سابق في الجيش الصيني، وأن الشركة تحظى بدعم سياسي منقطع النظير من بكين.