جدد قيادي في حزبٍ كُردي آخر دعوة أنصاره للتصويت في الانتخابات البلدية المعادة التي ستشهدها اسطنبول الأحد، لصالح مرشح حزب “الشعب الجمهوري” أكرم إمام أوغلو المُعارض لحزب “العدالة والتنمية” الحاكم الذي يقوده الرئيس رجب طيب أردوغان.
تأتي دعوة رئيس حزب “الديمقراطي الكُردستاني ـ تركيا”، محمد أمين كارداش بعد إعلان الرئيسين المشتركين لحزب “الشعوب الديمقراطي” الموالي للأكراد عن مواصلة دعمها لمرشح المعارضة في اسطنبول على الرغم من الالتباس الحاصل حول الرسالة التي نقلها محامي الزعيم الكردي عبدالله أوجلان لمسؤولي حزب “الشعوب الديمقراطي” من سجنه في جزيرة إمرالي.
وقال كارداش في مكالمةٍ هاتفية مع “العربية.نت”: إننا “في حزب (الديمقراطي الكردستاني ـ تركيا) لسنا طرفاً بين الحزب الحاكم ومعارضته، وكذلك لسنا رفاقاً أو متحالفين مع أي جهة، لنتمكن من تغيير الحكم في البلاد من خلال التصويت لحزبٍ تُركي قومي، لكن حزب العدالة والتنمية يعتدي على الأكراد ويقمعهم، حتى إنه وقف ضد استفتاء استقلال إقليم كُردستان العراق وينفي أصلاً وجود كُردستان كلها. لذا سنصوتُ غداً لإمام أوغلو وعلى أردوغان أن يعرف أن الأكراد يستطيعون تغيير النتائج”.
وأضاف القيادي الكُردي الذي يُعد حزبه واحداً من أبرز الأحزاب الكردية التركية المقربة من حزب “الديمقراطي الكردستاني” الذي يتزعمه مسعود بارزاني رئيس إقليم كردستان العراق السابق والمتنحي طوعاً أننا “في 31 آذار/مارس الماضي، صوّت رفاقنا لصالح مرشح حزب الشعب الجمهوري في اسطنبول وفق الاتفاق مع حزب الشعوب الديمقراطي. وهذا التصويت سيتكرر غداً (الأحد) أيضاً”.
وشدد على أن “أصوات الأكراد هي التي ستحسم المعركة الانتخابية في اسطنبول، لذا فتحت حكومة أردوغان الطريق أمام زيارات محامي أوجلان. كما أن رئيس وزراء تركيا قام بزيارة إقليم كُردستان، للهدف ذاته وهو كسب أصوات الأكراد لصالحه”.
وتحظى “الورقة الكردية” لدى حزب “العدالة والتنمية” ومعارضيه باهتمامٍ كبير، منذ إعلان “الشعوب الديمقراطي” عن التصويت لمرشح المعارضة في الانتخابات التي شهدتها عموم البلاد في اليوم الأخير من آذار/مارس الماضي.
ويحاول الحزب الحاكم في تركيا كسب أصواتهم في اسطنبول مجدداً بعد السماح لمحامي أوجلان بمقابلة موكلهم منتصف شهر أيار/مايو الماضي، وهو ما كانت تمنعه أنقرة لنحو ثماني سنوات منذ العام 2011.
ويهدف الأكراد في تركيا من خلال حزبهم الرئيسي إلى كسر هيمنة حزب “العدالة والتنمية” وحليفه في “الحركة القومية” عبر التصويت لصالح مرشح المعارضة.
وتشير استطلاعات الرأي التركية إلى أن مرشح المعارضة لا يزال متقدّماً في الانتخابات التي تشهدها اسطنبول، الأحد، على منافسه بن علي يلدريم رغم “الدعاية الكبيرة” التي يقودها “العدالة والتنمية” لمرشحه إلى جانب تجنيد عشرات آلاف السوريين الحاصلين على الجنسية التركية مؤخراً للتصويت له.
ومع ذلك وصف يلدريم خلال مقابلة إذاعية وجود اللاجئين السوريين في اسطنبول بـ”مشكلة خطيرة”. وأضاف في مقابلته تلك أنهم “يهددون سلامة العائلات، حيث لا تستطيع النساء الخروج بمفردهن أو إرسال أطفالهن إلى الشارع وحدهم”، على حد تعبيره.
كما لفت إلى أنه “سيرسلهم (السوريين) إلى مدن جنوب البلاد ومن هناك سيرحلهم إلى بلدهم”.