تشهد محافظة مأرب شرق اليمن، ( محافظة صحراوية تتميز بمناخ صحراوي جاف)، تشهد صيفا ساخنا وارتفاعا شديدا في درجة الحراة تصل بحسب المركز الوطني للإرصاد إلى 44 درجة مئوية خلال هذا الأسبوع.
وكان المركز قد حذر المواطنين من أبناء تلك المحافظات من التعرض المباشر للشمس خاصة وقت الظهيرة، والاكثار من شرب الماء، لتجنب الإصابة بالجفاف.
يقول الأهالي إنها من المرات النادرة التي يواجهون مثل هذه الموجة من الحر، لكن المعاناة تزداد لدى النازحين خاصة الأطفال والنساء والمرضى الذين يعيشون في خيام وكنتيرات مكونة من “الزنك”، التي تتحول إل أفران خاصة في فترة الظهيرة.
يصف مطلق، نازح ويسكن بمخيم “الجفينة”، العيش في تلك المساكن في النهار كأنك تعيش في العراء، مشيرا إلى المعاناة التي يواجهها مع أسرته أطفاله من شدة الحر صيفا واشتداد البرد أثناء الشتاء أو في حال هطول الأمطار.
يضيف مطلق أن الوضع يزداد سوء مع انطفاء الكهرباء، متمنيا من الجهات المختصة وقيادة مؤسسة الكهرباء الاهتمام بشكل أكبر وتقليل ساعات الاطفاء على المخيم ، لعدم تحملهم حرارة الجو والتهاب المساكن نهارا.
الانطفاءات المتكررة تزيد من المعاناة
مع حلول فصل الصيف وارتفاع درجة الحرارة، تضاعفت ساعات انطفاء الكهرباء حيث تصل إلى أكثر من عشر ساعات متقطعة، فقد وصل انقطاع التيار عن بعض الأحياء لأيام بعد تلف المحولات وأجزاء من الشبكة الداخلية للربط.
وشهد ت الكهرباء خلال مايو المنصرم، الذي تزامن مع حلول شهر رمضان المبارك، تحسنا ملحوظا، حيث انعدمت الانطفاءات إلى حد كبير، بعضهم أرجع ذلك إلى تساقط الأمطار التي شهدتها المحافظة ما ساهم بتلطيف الجو وتخفيف الحمل على الكهرباء، وارتواء المزارع دون الحاجة لتشغيل الآبار التي تستهلك التيار بشكل كبير بحسب مسؤول في المؤسسة.
تغطي محافظة مارب 6 محطات كهربائية لشركتي “اجريكو” و “انتركس، بإجمالي 109 مولدات، خمسة منها خارج الخدمة، وبناتج اجمالي 75 ميجاوات، تتوزع تلك المحطات منها: 3 محطات لتغطية المدينة وصرواح ومدغل، والوادي، رغوان، ومجزر، و3 محطات خصصت لمنطقة الدماشقة تتبع مديرية الوداي، الجوبة، وحريب.
كعادتها تتحجج قيادة المؤسسة بأنها الانقطاعات المتكررة سببها الربط العشوائي والحمول الزائد، وتشكل كهرباء مارب “الطاقة المشتراة” عبئا كبيرا على السلطة المحلية بالمحافظة، حيث يبلغ اجمالي تلك المبالغ نحو ملياري ريال شهريا وهي قيمة 400 ألف لتر من الوقود يوميا، اضافة إلى أجور التشغيل للشركتين.
يتساءل ناشطون في مواقع التواصل وكذلك مواطنون من أبناء المحافظة، عن أسباب عدم تشغيل المحطة الغازية التي يفترض تشغيلها في ابريل 2018، بحسب العقد الموقع بين السلطة المحلية والشركة المنفذة لتنفيذ المرحلة الأولى من المشروع بقدرة 50 وات، وهو ما لم يتم حتى اللحظة.
ارتفاع الحرارة تهدد زراعة الحمضيات
تشكل ارتفاع درجة الحرارة بهذا الحد خطرا على الزراعة، خاصة الحمضيات التي تزدهر بها المحافظة ، ما يعرض تلك المزروعات للتلف وأضرار كبيرة.
فعندما تصل درجة الحرارة فوق 38 درجة تتساقط الثمار والاوراق وحصول احتراق لأجزاء النبات وتشوه باقي الثمار بضربة الشمس نتيجة للتساقط وتكشفها لأشعة الشمس الشديدة خاصة اذا صاحب الارتفاع بدرجة الحرارة انخفاض في الرطوبة النسبية وهبوب الرياح الساخنة.
يقول المهندس محمد كابع، إن الضرر يتمثل في ارتفاع معدل النتح ويقل امتصاص الشعيرات الجذرية للماء خاصة للفاكهة التي تروى “بالتنقيط” مما يجعل مساحة الامتصاص محدودة.
وأوصى المهندس كابع المزارعين باتخاذ اجراءات وقائية لحماية مزارعهم، أهمها : انتظام الري بحيث تكون وتغيير برنامج الري بحسب درجة الحرارة والتربة، والاهتمام بالتسميد لتقوية جدار الخلايا والتخفيف من التشقق، إضافة إلى توسيع الاحواض الصغيرة حول الاشجار، ودهن ساق الاشجار بالنورة البيضاء لعكس اشعة الشمس ليمنعه من التشقق وتخفيف شدة الاضاءة، حسب قوله.