عربي

تفاصيل جديدة حول التفجيرين الانتحاريين في العاصمة التونسية والتونسيون يحبسون أنفاسهم بانتظار مصير الرئيس السبسي

 


 


كشفت السلطات القضائية التونسية تفاصيل جديدة حول التفجيرين الانتحاريين اللذين شهدتهما العاصمة التونسية، يوم الخميس، مشيرة إلى أنّ عمليات التحقيق أفضت إلى التعرف على هوية الانتحاري منفذ الهجوم.


وأكد الناطق الرسمي باسم القطب القضائي لمكافحة الإرهاب، سفيان السليطي، في تصريح لوكالة الأنباء الرسمية، أن ”شخصًا قام حوالي الساعة 11 و20 دقيقة من صباح الخميس بتفجير نفسه بحزام ناسف خلال تأهب كوادر أمنية تابعة للإدارة الوطنية للبحث في جرائم الإرهاب والجرائم المنظمة بمنطقة القرجاني، للخروج في مهمة عمل إثر العملية الإرهابية التي حصلت في نهج شارل ديغول بالعاصمة“.


 



 


 وأضاف السليطي أن الانتحاري ”تقدّم على متن دراجة هوائية إلى الباب الخلفي للإدارة الوطنية للبحث في جرائم الإرهاب والجرائم المنظمة بمنطقة القرجاني، قبل أن يتعمّد الركض في اتجاه الباب المفتوح خلال خروج السيارات الإدارية، حاملًا بين يديه غرضًا مشبوهًا“.


وتابع أنه “ خلال محاولة التصدي له من قبل عنصر الأمن المكلّف بمهام الحراسة، قام بتفجير نفسه بحزام ناسف، ما تسبب في وقوع إصابات في صفوف 6 عناصر وكوادر أمنية تم نقلهم إلى مستشفى شارل نيكول بالعاصمة التونسية“.


وأشار إلى أن أحد المصابين غادر المستشفى، في حين لا تزال البقية تحت العناية الطبية وحالتهم مستقرة.


وفيما يتعلق بالتحقيقات في التفجيرين الانتحاريين، أفاد السليطي بأن هذه التحقيقات تجري بنسق حثيث ولا تزال متواصلة، للتعرف على هوية منفّذ عملية نهج شارل ديغول، بعدما قامت فرق التحقيق بجمع المعطيات ومباشرة العمليات والتحريات الأولية.


وأصيب عدة أشخاص، يوم الخميس، في تفجير انتحاري استهدف سيارة تابعة للأمن، كانت متوقفة بالقرب من السفارة الفرنسية في العاصمة التونسية، توفي واحد منهم في وقت لاحق.


وقال شهود عيان تحدثوا لـ ”إرم نيوز“: إن دوي انفجار ”سُمِع على بعد عشرات الأمتار من السفارة الفرنسية وتحديدًا عند مدخل شارع شارل ديغول وسط العاصمة التونسية“، وهي منطقة حيوية تعجّ بالمارة وتشهد انتشارًا أمنيًّا لافتًا.


من جانب أخر يعيش التونسيون حالة من القلق والترقب بعد تدهور الوضع الصحي للرئيس الباجي قائد السبسي، وغموض الرؤية بشأن المرحلة القادمة، خصوصًا إذا ما تم الإعلان عن وفاة الرئيس أو عن عدم قدرته على الاستمرار في أداء مهامه.


 



 


وتطرح الفرضيتان إشكالًا قانونيًا، حيثُ يحدد الفصل 84 من الدستور التونسي طريقة التعامل مع حالات شغور منصب رئيس الجمهورية، من خلال نص الفصل الذي يقول: ”عند الشغور المؤقت لمنصب رئيس الجمهورية، لأسباب تحول دون تفويضه سلطاته، تجتمع المحكمة الدستورية فورًا، وتقرّ الشغور المؤقت، فيحل رئيس الحكومة محل رئيس الجمهورية، ولا يمكن أن تتجاوز مدة الشغور المؤقت 60 يومًا“.


وجاء في نص الفصل أيضًا، أنه ”إذا تجاوز الشغور المؤقت مدة الـ60 يومًا، أو في حالة تقديم رئيس الجمهورية استقالته كتابة إلى رئيس المحكمة الدستورية، أو في حالة الوفاة، أو العجز الدائم، أو لأي سبب آخر من أسباب الشغور النهائي، تجتمع المحكمة الدستورية فورًا، وتقرّ الشغور النهائي، وتبلّغ ذلك إلى رئيس مجلس نواب الشعب الذي يتوّلى فورًا مهام رئيس الجمهورية بصفة مؤقتة لأجل أدناه 45 يومًا وأقصاه 90 يومًا“.


وأوضح مراقبون أن هناك دورًا محوريًا للمحكمة الدستورية في ضبط سد الشغور، مؤكدين أن المشكلة المطروحة اليوم تتمثل في عدم إحداث المحكمة الدستورية حتى الآن رغم مرور أكثر من 5 سنوات على إقرار الدستور الجديد، ورغم اقتراب نهاية العهدة البرلمانية الحالية.


وبعد ساعات من إعلان تعرض رئيس الجمهورية الباجي قائد السبسي لوعكة صحية، تناقل التونسيون الفرضيات الممكنة، وأبدوا مخاوف مما تخفيه الساعات القادمة خاصة أن الرئيس سبق أن تعرض لوعكة صحية قبل أيام قليلة وبدأت التأويلات تتواتر حول ما سيؤول إليه الوضع إذا ما أصبح عاجزًا عن أداء مهامه.


وأكد المحلل السياسي منير السالمي أن ”مردّ القلق الذي ينتاب التونسيين اليوم أن السبسي ليس شخصية عادية، فهو قبل كل شيء رئيس الدولة وهذا منصب اعتباري بصرف النظر عن صلاحياته، وهو أيضًا شخصية قوية تختزل تاريخ تونس“.


وأشار لـ“إرم نيوز“، إلى أن ”السبسي كان شاهدًا على مختلف مراحل بناء الدولة الحديثة منذُ الاستقلال، وكان شريكًا في بنائها وجزءًا من المشهد السياسي منذُ خمسينات القرن الماضي وصولًا إلى توليه الرئاسة في قصر قرطاج“.


وأضاف السالمي أن ”شخصية السبسي تفرض الاحترام حتى من خصومه، فالرجل وإن اختلف معه كثيرون، فإن طائفة واسعة من التونسيين تُجمع على أهميته ودوره البارز في تجاوز عواصف كثيرة مرت بها تونس“.


وأوضح أن ”قائد السبسي كان ذا دور حاسم في إنجاح الانتقال الديمقراطي في تونس، وفي تجنيب تونس السيناريو الليبي والسيناريو السوري، ونجح في خلق إجماع حوله مما بوأه شعبية واسعة توجت بانتخابه رئيسًا للبلاد في عام 2014“.


بدوره، قال المحلل السياسي إسماعيل الغالي: ”إن حالة الترقب التي يعيشها التونسيون تعكس قلقًا على مسار الانتقال الديمقراطي ومخاوف من أن تسير الأمور على غير ما خُطط لها، خصوصًا أنه لم يبقَ سوى 3 أشهر وبضعة أيام على موعد الانتخابات التشريعية وأقل من 5 أشهر على موعد الانتخابات الرئاسية“.


وأوضح أنه ”ليس من مصلحة سلامة الانتقال الديمقراطي أن تحصل توترات تربك ذلك المسار، ومنها التوعك الصحي للرئيس وتزامن ذلك مع الضربة الإرهابية التي تلقتها تونس اليوم“.


وأضاف الغالي أن ”هناك إجماعًا على شخص السبسي بوصفه رئيسًا للدولة، ولمكانته الاعتبارية كشخصية سياسية مرموقة ولكبر سنه، وهي عوامل أظهرت تعاطف التونسيين معه، وأظهرت أيضًا أن هناك حدًا أدنى من المبادئ المتفق حولها، وأولها احترام النظام الجمهوري والإيمان بالدولة ومؤسساتها“.


 


 


ـــــــــــــــــ


لتعرف كل جديد صوت وصورة والاخبار العاجلة أولا بأول قبل نشر تفاصيلها في الموقع تابع قناة “يمن الغد” على اليوتيوب وصفحات الموقع على تويتر وفيس بوك تكرم بالدخول اليها عبر هذه الروابط:


 يوتيوب:


https://www.youtube.com/channel/UC8VZ0CE_uJ6JXTKIS5r09Ow


تويتر:


https://twitter.com/Yemengd


فيس بوك:


https://www.facebook.com/yemenalghadd/?ref=page_internal


 

زر الذهاب إلى الأعلى