مؤتمريو صنعاء يحيون ذكرى سقوط الإمامة بمهاجمة المليشيات وهجوم شرس لأول مرة على الحوثي
فشلت المليشيات الحوثية، الذراع الإيرانية في اليمن، على مدى السنوات الخمس منذ انقلابها على السلطة، في إخفاء توجهها الإمامي، ورغبتها وتعمدها إحياء جوهر ومضامين الحكم الإمامي الكهنوتي الذي قضت عليه ثورة السادس والعشرين من سبتمبر عام 1962م بإعلان الثورة وإقامة الجمهورية.
وعلى الرغم من أن المليشيات حاولت -ولا تزال- القضاء على حرص اليمنيين إحياء ذكرى الثورة السبتمبرية التي أنهت حكم الإمامة من خلال السعي لاستبدال يوم النكبة 21 سبتمبر والاحتفال به وفقاً لمزاعم أنه تصحيح لمسار ثورة 26 سبتمبر، إلا أن هذه المحاولات فشلت حتى الآن في إطفاء وهج الارتباط الوجداني والفكري والسياسي للشعب بثورة 26 سبتمبر في وعي وعقول وثقافة الناس.
وتعمد مليشيات الحوثي لاستغلال سيطرتها المطلقة على مقدرات وإمكانات الدولة في منع أي احتفالات سياسية أو شعبية بذكرى ثورة 26 سبتمبر أو حرف الأنظار عنها كما حصل مع الاحتفال الذي أقامه المؤتمر الشعبي العام في صنعاء بهذه المناسبة أمس الخميس.
وقالت مصادر مطلعة في العاصمة صنعاء، إن قيادات المؤتمر الشعبي العام في صنعاء اتفقت مع كوكبة من مناضلي الثورة اليمنية على إقامة فعالية احتفال بمناسبة العيد السابع والخمسين لثورة 26 سبتمبر بشكل مشترك، وإن قيادة المؤتمر أبلغت قياداتها في المؤسسات الرسمية مثل: المجلس السياسي والحكومة والبرلمان والشورى بحضور الفعالية كالتزام تنظيمي كما جرت عليه العادة وحصل العام الماضي حين أقام المؤتمر في صنعاء حفلاً بذات المناسبة.
ووفقاً للمصادر فإن قيادة مؤتمر صنعاء فوجئت بأن بعض قياداتها في المجلس السياسي وحكومة الإنقاذ والبرلمان والشورى التي تسيطر عليها المليشيات أبلغتها في وقت متأخر من مساء الأربعاء اعتذارها عن الحضور بسبب أن ثمة فعالية رسمية ستقيمها حكومة الإنقاذ بالمناسبة في ذات التوقيت الذي ينظم فيه المؤتمر حفله.
المصادر أوضحت أن مليشيات الحوثي أرغمت جميع القيادات التنفيذية المنتمية للمؤتمر حضور الحفل الذي أقامته في المركز الثقافي ومنعتهم من حضور فعالية المؤتمر، فيما رفض آخرون وأصروا على حضور فعالية حزبهم.
وعمدت مليشيات الحوثي إلى تحويل الاحتفال بذكرى ثورة 26 سبتمبر إلى مظهر لتمجيد المليشيات وقيادتها في الكلمات التي ألقيت من قبل المشاركين في الحفل، وهو ما ينسف مزاعم المليشيات بشأن موقفها من الثورة اليمنية والنظام الجمهوري ويؤكد أحلامها بإعادة نظام الكهنوت الإمامي الذي دحرته ثورة 26 سبتمبر عام 62م.
وتؤكد المصادر أن تعمد مليشيات الحوثي إقامة حفل في ذات التوقيت الذي يقيم فيه المؤتمر حفله بمناسبة ثورة 26 سبتمبر كان محاولة لإخفاء وهج الاحتفال المؤتمري بالثورة خصوصاً وأنه كان احتفالا شارك فيه مناضلو الثورة اليمنية وتغييبه إعلامياً تخوفاً من انتقادات ستوجه للمليشيات في هذه الذكرى.
وعلى الرغم من إجراءات المليشيات إلا أن حفل المؤتمر تضمن انتقادات حادة للمليشيات الحوثية، حيث دعا صادق أبوراس إلى ما أسماه تقييماً لإدارة الحوثيين مع حزبه لمؤسسات الدولة، محاولاً استمالة زعيم المليشيات إلى موقفه بالقول إنه أخبره شخصياً أنه يريد إنهاء الازدواجية في عمل مؤسسات الدولة وإلغاء تدخلات ما تسمى باللجان الثورية.
أبوراس انتقد أيضا عملية الإقصاءات التي تتم لكوادر حزبه وتعيين المليشيات عناصرها بديلاً عنهم. وقال: يجب أن تتوافر تكافؤ الفرص بين اليمنيين في الوزارات وفي المصالح والأعمال، امرأة أو رجلاً، يجب أن لا يكذب بعض الإخوان ويقول إن المجلس السياسي أمر ابعدوا فلان أمر نزلوا فلان أمر طلعوا فلان.. المجلس السياسي لا يأمر ولا ينزل فلان ولا يطلع فلان، مدير مدرسة ولا مدير ناحية، هذا الأمر هو الواقع.
كما انتقد أبوراس تعامل مليشيات الحوثي مع موضوع المصالحة الوطنية، داعياً إياها إلى تهيئة الظروف للمصالحة عبر إعادة حقوق الناس، وقال: إحنا شكلنا لجنة للمصالحة، لكن من يوم شكلناها ولا شفنا خبر يابو زيد ماغزيت.. قبل أن نفكر في هذه الأمور المصالحة، يجب أن نفعل فرشة، يجب أن نمهد للناس، نطلق بيوت الناس، يجب أن نسمح الدخول للناس، أن يعودوا بسلام وأمان، يجب أن نعيد لهم حقوقهم كي يرجعوا آمنين، ماشي لن يرجع أحد وأنت حاجز بيته وأنت حاجز رصيده وحابس عياله.
وفي الحفل نفسه وجه نجل أول رئيس للجمهورية علي عبدالله السلال انتقادات في كلمته لممارسات المليشيات الحوثية ومساعيهم لفرض مذهبهم الزيدي على اليمنيين بالقوة، مؤكداً أن ذلك لن يتحقق لهم، وسيواجهون برفض شعبي مطلق، داعياً إياهم إلى الاستفادة من تجارب أجدادهم الذين فشلوا في ذلك.
كما انتقد السلال، ضمنياً، سرقة المليشيات الحوثية للمرتبات، مطالباً إياها بتسليم مرتبات الموظفين وفي مقدمتهم الثوار والمناضلون الذين باعوا كل ما يملكون من أجل مواصلة حياتهم.