محليات

التحالف “الحوثي الإخواني” ومؤامرة تدمير الدولة اليمنية وأركانها

 


تتكشف شيئاً فشيئاً خيوط جريمة العصر التي استهدفت فيها عناصر إرهابية كل أركان الدولة اليمنية في جامع النهدين منتصف العام 2011م وراح ضحيتها نحو 13 شخصاً، بينهم رئيس مجلس الشورى الأستاذ عبدالعزيز عبدالغني، وجرح آخرون بينهم الرئيس علي عبدالله صالح ورئيس الحكومة علي محمد مجور.


وما بين ارتكاب الجريمة وإطلاق آخر المتهمين والمتورطين في ارتكاب الجرم المشهود يتأكد للجميع أن ثمة تنسيقاً بين جماعات الإرهاب الدينية، حزب الإصلاح ومليشيات الحوثي التي ترفع الشعارات الدينية على غرار الإصلاح الضالع الرئيس في هذه الجريمة النكراء.


وبين تكبيرات دحابة في ساحة التغرير بتفجير جامع دار الرئاسة وتكبيرات الثأر للهالك حسين الحوثي تتجلى بوضوح المؤامرة الإخوانية الحوثية والتي حيكت خيوطها من خيام ساحة الجامعة والتي تشاركوا فيها صناعة بذور الفتنة التي دمرت الوطن وأهلكت الحرث والنسل.


 



 


وأكد مراقبون سياسيون، أن استهداف قيادات الدولة في العام 2011م كان هدفاً إخوانياً حوثياً بامتياز، بالنظر إلى ما تلى ذلك من محاولات حوثية لاستهداف الزعيم علي عبدالله صالح واكتشاف النفق الذي تم تهريب المتورطين في حفره إلى مدينة صعدة.


ومع تحقيق أهداف الجماعات الدينية المتمثلة في الإصلاح وجماعة الحوثي في إدخال البلاد في أتون الصراعات والشرذمة وتدمير كامل البنى التحتية ومقومات الدولة اليمنية، تزايد الحديث ومعها الشواهد الواضحة عن تنسيق وثيق يجمع الطرفين على هدف واحد تعاهدوا عليه يوم أعلن حميد الأحمر عودة صعدة إلى حضن الدولة، في إشارة إلى سيطرة المليشيات الحوثية على مدينة صعدة ومعسكراتها في ظل الفوضى التي نشرتها جماعة الإصلاح واستهدفت معها معسكرات الدولة ورموزها.


وبعد اختلاف مرحلي وتكتيكي بين الطرفين بداية الحرب التي تسبب الطرفان في إشعالها في اليمن في العام 2014م، عاد طرفا الإصلاح والحوثي إلى التنسيق التام والتناغم في مواقفهما من الأوضاع والأحداث في اليمن، وتجلى ذلك بما تشهده الجبهات ومناطق التماس بين الجانبين من هدوء تام في حالة تعكس تحالفاً غير معلن.


التوافق والتحالف بين الطرفين والذي ما زال يثخن جراح اليمن عقد برعاية قطرية إيرانية وحددوا أهدافهما سوية في استهداف كل ما يتعلق بالدولة اليمنية التي كانت قائمة ما قبل فوضى 2011م.


ويلاحظ مدى التناغم بين الطرفين من الأوضاع والحلفاء في الساحة اليمنية والتحالف، فطرفا الإصلاح والحوثيين يجمعهما حالة العداء التام للتحالف العربي وقيادته المتمثلة في المملكة العربية السعودية والهجوم المستمر على دولة الإمارات العربية المتحدة وحلفائها من الأطراف السياسية اليمنية، مقابل تصالحهما إعلامياً.


كما تجلى التحالف الحوثي الإخواني في التبادل المستمر للأسرى والمختطفين في صفقات مشبوهة يتم إبرامها برعاية قطرية إيرانية، وكان من ضمنها إطلاق سراح المتهمين والمتورطين في أحداث جامع الرئاسة في صفقة تبادل أسرى بالرغم من أن هؤلاء ليسوا أسرى حرب ولا يجب أن تتضمن أي صفقة تبادل أسرى ذوي قضايا جنائية بأسرى حرب.


ويؤكد المراقبون، أن جماعة الإخوان في مأرب ظلت خلال سنوات الحرب مصدراً مهماً لجماعة الحوثي تمدها بالوقود وكميات الغاز المنزلي، كما تشاركت قيادات الطرفين في إنعاش السوق السوداء من خلال بيع الكميات المنتجة من آبار النفط في مأرب إلى قيادات حوثية لبيعها في صنعاء بأسعار خيالية على حساب المواطن الذي يتحمل جشع الطرفين.


ولفتوا إلى أن التحالف الحوثي الإخواني كان واضحاً وضوح الشمس في العملية الأمنية التي أعلنت مليشيات الحوثي عن نجاحها والمتمثلة في قتل الجماعة الحوثية لعنصر متهم بقتل إبراهيم الحوثي شقيق زعيم الجماعة الحوثي في مدينة مأرب بدعم وتسهيل من قيادات كبيرة في جماعة الإخوان والتي تملك القرار والسيطرة على المدينة منذ سنوات، ناهيك عن إعادة بعض الفارين والنازحين إلى مأرب وتسليمهم للمليشيات الحوثية.


مناطق سيطرة الجماعة الإخوانية في مدينة تعز على امتداد مناطق التماس مع مليشيات الحوثي شكلت منفذاً لتهريب الأسلحة والذخائر والطائرات المسيرة للمليشيات الحوثية.


ويرى مراقبون أن جميع هذه الشواهد ليست سوى فيض من غيض من ملامح التحالف الحوثي الإخواني الوثيق الذي أبرمت عقوده منذ فوضى 2011م وما تلاها من زيارات متبادلة بين الطرفين، وحتى ما قبل هذه الفوضى عندما أعلنت جماعة الإخوان لأكثر من مرة أن حرب الدولة على الجماعة الحوثية حرب عبثية وأدانتها في وسائل إعلامها.


 


 

زر الذهاب إلى الأعلى