الأدب العربي وإشكاليات حضوره عالمياً… والرواية البوليسية

 


تشهد الدورة 38 من معرض الشارقة الدولي للكتاب هذا العام تنظيم 987 فعالية متنوعة تتوزّع على الفعاليات الثقافية، وفعاليات الطفل، وفعاليات محطة التواصل الاجتماعي، كما يستضيف ضمن فعاليات الطفل 409 فعاليات يقدمها 28 ضيفاً من 13 دولة عربية وأجنبية، ليقدموا مزيجاً متكاملاً من الورش في مختلف الحقول المعرفية والثقافية والترفيهية. وتتضمن قائمة الدول المشاركة ضمن فعاليات الطفل، دولة الإمارات العربية المتحدة، والولايات المتحدة الأميركية، وإيطاليا، ولبنان، واليونان، والأردن، وسوريا، ومصر، وهولندا.


وينظم المعرض هذا العام «منصة التنوع»، وهي عبارة عن مساحة فاعلة تناقش حزمة من الموضوعات المتداولة حالياً في المجتمع، وترصد مدى تنوعها واختلافاتها من ثقافة لأخرى، إلى جانب البحث في الآثار الناجمة عن وجودها على المجتمع المحلي. كما يستضيف المعرض منصة «التفكير الإبداعي»، الهادفة إلى التعريف بالتفكير الإبداعي وعلاقة أفراد المجتمع كافة به، وكيف يمكن للفرد أن يصنع أفكاره المبدعة، ويحول الأفكار العادية إلى إبداعية، حيث يتضمن البرنامج جانبين: نظري وتطبيقي. ويستضيف كذلك الدورة السادسة من مؤتمر المكتبات السنوي، الذي تنظمه هيئة الشارقة للكتاب بالتعاون مع جمعية المكتبات الأميركية يومي 6 و7 نوفمبر (تشرين الثاني)، حيث سيعقد خلال المؤتمر سلسلة فعاليات يشارك بها 400 متخصص من أمناء المكتبات الأكاديمية والعامة والمدرسية والحكومية والخاصة من المنطقة والولايات المتحدة ودول أخرى.


ومن الفعاليات التي نظمت يوم الجمعة الماضي، ندوة بعنوان «آداب عربية» اشترك فيها د. محمد ميهوب، وعادل خزام، وجلال برجس، وفهد العتيق، وأدارها فرج الظفيري، الذين تحدثوا عن هوية الأدب العمل الأدبي، وإشكالية العلاقة بين الجديد والقديم، ومدى قدرة الأجيال على التواصل في ضوء اختلاف العصور، ودور الأساليب الأدبية الحديثة في تعزيز حضور الأدب العربي عالمياً.


وبيّن د. محمد ميهوب: «إن الأدب في كل زمن يقوم كاللغة على قيم تجعل كل عهد من عهوده قادراً على تقييم ما سبق، والاستعداد لكل مرحلة بما يناسبها من واقع، وما بين ذلك، تسمو الحركة الأدبية بالمزيد من النضج والإبداع المنبثق من التجديد، وأبرز الأمثلة على ذلك في عصرنا الحديث أدب جبران، ونجيب محفوظ، وطه حسين، والشعراء المهجرين».


وقال الأديب الإماراتي عادل خزام: «التجديد من الإشكالات التي يعيشها الأدب العربي، وزاد من ذلك دخول أساليب أخرى، كالعالمية والتواصل الاجتماعي والصورة والتشكيل والمنافسة وصناعة النشر، ويحتاج الأدب العربي إلى المزيد من التعرف على التجارب العالمية في صناعة النشر، والدعم الحكومي، والتركيز في العناية بقطاع الترجمة كي يأخذ مكانته المستحقة عالمياً».


من جانبه قال جلال برجس: «إن علاقة الأدب العربي بماضيه تعني أنها علاقة بإرث كبير، ورغم وجود اتجاهين عند المثقفين العرب حول هذه القضية، أحدهما راغب في اتصال الجديد بالقديم، والآخر عكسه، يبقى الأدب العربي بحاجة إلى ترجمة توفر للمثقف العربي مساحة أو منبراً منسجماً مع طموحه العالمي كي يكون مؤهلاً لتحقيقه».


واختتم فهد العتيق فعاليات الندوة بالإشارة إلى أن اللغة العربية استطاعت عبر العصور الأدبية المختلفة أن تتخلص من تقلباتها، وتتحكم في خيارات القارئ العربي والأجنبي بأسلوبها السلس، وطرحها المتجدد، ووجود سفراء كلمة استطاعوا وضع بصمة مميزة للأدب العربي، ومهدوا الطريق للبقية في إمكانية ظهور سفراء أدب عرب مجدّداً على مر العصور.


وفي ندوة أخرى، تحدث الروائي الجزائري واسيني الأعرج، عن تأثير رواية «دون كيشوته» لسرفانتس على الأدب العالمي، وبعض الكتاب العرب كحنا مينه. وذكر واسيني أن عنصر السخرية من عصر كامل، وهو عصر الفروسية، قد امتد إلى الأعمال الروائية المتأخرة، وصولاً إلى عصرنا الحالي، بالإضافة إلى فن القص الذي ابتدعه سرفانتس في هذا الرواية، التي تعتبر الأولى في الأدب الإنساني، وإن بشكل مختلف.


وتشعب النقاش من خلال ذلك، ليشمل مواضيع مختلة حول إشكالية العلاقة بين الرواية والتاريخ، انطلاقاً من تجربة الروائي الشخصية، الذي كتب كثيراً من الروايات التاريخية.


 


الروايات البوليسية وحكايات الرعبٌ


وفي قاعة «ملتقى 3»، عقدت ندوة عن الرواية البوليسية شاركت فيها الكاتبة البريطانية غيللي ماكميلان والبريطاني ألك مارش، والكاتبان السعودي أحمد خالد مصطفى، والمصري عمر عبد الحميد. وأدارها مانع المعيني.


وتحدثت غيللي ماكميلان عن تجربتها الشخصية بقولها إنّها مهتمة بشخصية المحقّق في هذه الروايات، ويعنيها قبل أي تفاصيل أخرى في بنية العمل الأدبي، وبناء هذه الشخصية المحورية بشكلٍ سليم يعزّز التشويق والإثارة في العمل، مشيرة إلى أن رواياتها تستند إلى وقائع حقيقية وجرائم مرعبة حصلت مع أشخاصٍ تعرفهم.


أما ألك مارش، فأكّد أن العالم الواقعي هو أفضل مكانٍ يمكن أن ينطلق منه الكاتب وهو ينسج الخيوط الأولى لعمله الروائي، وأنّه إذا أراد أي مبتدئٍ في كتابة الرواية البوليسية الشروع في عمله الأول، فعليه أن ينزل إلى الشارع، وأن يختلط بالناس ليسمع منهم قصصاً تُلهمه وتكون بمثابة مادة لصنع كتاباته.


وذكر الكاتب المصري عمرو عبد الحميد، أنه وبحكم عمله كطبيب، فإنّ كثيراً من شخصيات رواياته مستوحاة من مرضاه، مضيفاً أنه يعتبر مهنتي الكاتب والطبيب مكمّلتان لبعضهما، وأن من أبرز أسباب كتابته لأدب الجريمة، ولعه بالفانتازيا.


وقال السعودي أحمد خالد مصطفى إن طبيعة عمله صيدليّاً دفعته للقراءة أكثر، ومن ثمّ الكتابة. وتحدث عن دوافع الكتابة، وأنه يستخدم الرعب في رواياته لغايات جذب انتباه الجمهور إلى رسالته التي لها علاقة بالتاريخ والماضي.


 


 

Exit mobile version