ايران تحرق العراق وسقوط 300 قتيل وأكثر من 15 ألف جريح “تفاصيل”
سقط عدد من القتلى وعشرات الجرحى من المتظاهرين العراقيين في بغداد ومدن أخرى، خلال الساعات الماضية، جراء استخدام قوات الشرطة وميليشيات الحشد الشيعي، القوة المفرطة، في مسعى لإنهاء الاحتجاجات الشعبية المتصاعدة، وذلك بناء على أوامر من قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني اللواء قاسم سليماني.
وبحسب المرصد العراقي لحقوق الإنسان فقد سقط 6 قتلى وعشرات الجرحى خلال قيام قوات الشرطة بفض الاحتجاجات في بغداد وحدها، بينما لم يعرف عدد الضحايا في بقية المدن لانقطاع خدمة الإنترنت مجدداً في العراق.
وكان مصدران سياسيان عراقيان قد صرحا – في وقت سابق لوكالة “فرانس برس” – أن القوى السياسية الرئيسية اتفقت على الإبقاء على السلطة الحالية- التي يطالب المحتجون باسقاطها -، حتى وإن اضطر الأمر إلى استخدام القوة لإنهاء الاحتجاجات المطالبة بـ”إسقاط النظام”.
وأشار أحد هذين المصدرين إلى أن “الأحزاب السياسية اتفقت خلال اجتماع ضم غالبية قيادات الكتل الكبيرة على التمسك بعادل عبدالمهدي وبالسلطة، مقابل إجراء إصلاحات في ملفات مكافحة الفساد وتعديلات دستورية”.
ببنما نقلت الوكالة عن مصادر سياسية أخرى قولها إن الاتفاق بين الأطراف المعنية “بما فيها سائرون والحكمة” جاء بعد “لقاء الجنرال قاسم سليماني مقتدى الصدر ومحمد رضا السيستاني (نجل علي السيستاني) والذي تمخض عنه الاتفاق على أن يبقى عبد المهدي في منصبه”، مؤكدة انه بناء على ذلك اللقاء تم الاتفاق على “دعم الحكومة في إنهاء الاحتجاجات بكافة الوسائل المتاحة” بنافيها اللجوء للقوة.
وقد باشرت قوات الشرطة وميليشات الحشد من مساء امس بتفريق المتظاهرين بالقوة المفرطة ما أدى إلى سقوط قتلى وإصابات في صفوف المحتجين.
واعترف مصدر أمني، الأحد، لموقع محلي، بحدوث نحو 17 حالة اختناق على الأقل في ساحة الخلاني جراء استخدام ما اسماه قنابل مسلة للدموع.
في حين كشفت منظمة العفو الدولية، عن ان القنابل التي تستخدمها السلطات العراقية ضد المحتجين، قاتلة وتستخدم لقتلهم وليس لتفريقهم.
واكدت المنظمة في بيان لها ان مصدر تلك القنابل القاتلة هو إيران. وقالت “إن السلطات العراقية استخدمت قنابل مسيلة للدموع من صنع إيراني لقتل المحتجين بدل تفريقهم، وفقاً لأدلة جديدة”.
وحثت منظمة العفو الدولية السلطات العراقية على سرعة ايقاف استخدام شرطة مكافحة الشغب وقوات الأمن الأخرى لنوعين من القنابل المسيلة للدموع، ينتج عن استخدامهما قتل المحتجين وليس تفريقهم.
في غضون ذلك أعلن المتحدث باسم المفوضية العليا المستقلة لحقوق الإنسان بالعراق، علي أكرم البياتي، مقتل أكثر من 300 شخص وإصابة 15 ألفاً آخرين منذ بدء الاحتجاجات المناهضة للحكومة وللنفوذ الايراني في العراق في اكتوبر الماضي.
وقال البياتي، في بيان للجنة صدر السبت، “إن الحصيلة بلغت 301 قتيل، وتتضمن شخصين قُتِلا الجمعة في البصرة جنوب البلاد، الى جانب اصابة 100 شخص بجروح في البصرة”، مرجعا اسباب سقوط الضحايا الى استخدام قوات الأمن الغاز المسيل للدموع والرصاص الحي.
وبدأت المظاهرات الحاشدة بساحة التحرير في بغداد في الأول من أكتوبر الماضي، احتجاجا على تزايد نفوذ ايران وتحكمها بمؤسسات الدولة العراقية وكذا المطالبة باسقاط النظام جراء تفشي الفساد والبطالة والفقر ونقص فرص العمل وضعف الخدمات الأساسية، بما في ذلك انقطاع التيار الكهربائي بشكل دوري على الرغم من احتياطيات العراق النفطية الهائلة.
وانتشرت تلك التظاهرات من العاصمة إلى مدن في الجنوب ذات الغالبية الشيعية حاملة مطالب وصلت إلى التغيير السياسي الشامل في البلاد وانهاء نفوذ ايران وهو ما شكل صدمة لايران والاحزاب والميلشيات المسلحة الموالية لها التي تتحكم بالمشهد العراقي منذ رحيل القوات الامريكية عقب سقوط نظام الرئيس صدام حسين.