تصاعدت الاحتجاجات بشكل كبير في ايران بسبب لجوء الحكومة لرفع اسعار الوقود، حتى إن طهران طلبت من جارتها العراق اغلاق الحدود بين البلدين بسبب تزايد وتيرة المظاهرات .
حيث أعلن العراق، السبت، 16 نوفمبر/تشرين الثاني إغلاق منفذين حدوديين جنوب وجنوب شرقي البلاد أمام حركة المسافرين، والإبقاء على حركة التبادل التجاري، جراء الاحتجاجات في إيران.
حيث قالت هيئة المنافذ الحدودية العراقية في بيانين منفصلين إن منفذي الشيب (في ميسان) والشلامجة (في البصرة) الحدوديين يعملان بصورة طبيعية أمام حركة التبادل التجاري فقط، أما فيما يخص حركة المسافرين فقد تم توقف حركتهم من العراق باتجاه إيران.
وأضافت: «جاء ذلك بناء على طلب طهران، بسبب الاحتجاجات في الجانب الإيراني، وجميع المسافرين الذين يرومون للدخول إلى العراق من العراقيين يدخلون بصورة طبيعية وبدون أي تأخير».
وقام بعض المتظاهرين السبت بحرق صورة المرشد الأعلى للجمهورية الإيرانية علي خامنئي في مدينة إسلام شهر وهي المدينة القريبة من العاصمة الإيرانية طهران.
في المقابل ذكرت وكالة أنباء الطلبة السبت أن قتيلاً سقط في مدينة سيرجان الإيرانية خلال الاحتجاجات التي اندلعت بعد أن بدأت حكومة الرئيس حسن روحاني في تقنين توزيع البنزين وزيادة أسعاره بواقع 50% على الأقل.
وأعلنت الحكومة الإيرانية الجمعة أن سعر لتر البنزين العادي ارتفع إلى 15 ألف ريال (0.13 سنت أمريكي) من عشرة آلاف ريال وأن الحصة الشهرية للسيارة الخاصة ستكون 60 لتراً. وسيكون سعر ما يزيد على الحصة 30 ألف ريال للتر.
وأشعلت القرارات التي اتخذها مجلس اقتصادي رفيع المستوى الغضب في مختلف أنحاء إيران.
ويواجه الإيرانيون ضغوطاً اقتصادية منذ قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب العام الماضي الانسحاب من الاتفاق النووي الإيراني وإعادة فرض العقوبات الأمريكية على طهران.
وقد قتل شخص في التظاهرات بسبب أسعار الوقود في إيران.
ونقلت وكالة أنباء الطلبة عن مسؤول محلي يُدعى محمد محمود أبادي قوله «قُتل شخص في سيرجان ولكننا.. نحقق لمعرفة إن كان قد لقي حتفه على يد قوات الأمن التي كانت تحاول إعادة الهدوء للمدينة».
وأضاف أن عدداً من الأشخاص أصيبوا عندما تسلل مسلحون مقنعون إلى الاحتجاجات في سيرجان واشتبكوا مع قوات الأمن. ومضى قائلاً «قوات الأمن غير مسموح لها بإطلاق النار على الناس.. الوضع هادئ في المدينة الآن».
وقالت وكالة الجمهورية الإسلامية الإيرانية للأنباء، وهي الوكالة الرسمية إنه خلال الاحتجاجات «الشديدة» في سيرجان «هاجم الناس منشأة لتخزين الوقود وحاولوا إشعال النار فيها».
وتسببت سياسة فرض «الحد الأقصى من الضغط» التي تنتهجها واشنطن ضد إيران في آثار شديدة على عائدات النفط الإيرانية كما تسببت في ركود الاقتصاد وتخفيض قيمة العملة.
وذكرت وسائل إعلام إيرانية أن الاحتجاجات استمرت السبت.
فيما أطلقت الشرطة قنابل الغاز لتفريق المتظاهرين.
وأظهرت مقاطع فيديو نشرها مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي الشرطة وهي تطلق قنابل الغاز المسيل للدموع لتفريق المحتجين في عدة مدن في أنحاء مختلفة من البلاد التي يرى سكانها أن الوقود الرخيص حق لهم. ولم يتسن لرويترز التحقق من صحة مقاطع الفيديو.
وردد المتظاهرون شعارات تندد بتدخلات إيران في العراق ولبنان، وإنفاق الأموال على دول الجوار فيما يعانون من أزمات اقتصادية.
وفي الغالب يتنقل الإيرانيون في المدن والبلدات بسيارات خاصة أو سيارات أجرة. ونقلت تقارير إعلامية عن الحكومة القول إن تعريفات سيارات الأجرة ووسائل النقل العام لن يطرأ عليها تعديل.
وكان وزير النفط بيجن زنغنه قد قال للتلفزيون الرسمي الجمعة إن الهدف من زيادات الأسعار والتقنين هو «كبح جماح الاستهلاك المتصاعد وتصدير البنزين ومساعدة الأسر الفقيرة».
وقالت الحكومة إن من المتوقع أن تبلغ حصيلة ارتفاع الأسعار نحو 2.55 مليار دولار سنوياً ستضاف إلى مبالغ الدعم الذي تستفيد منه 18 مليون أسرة محدودة الدخل أو 60 مليون مواطن.
ويشعر كثير من الإيرانيين بخيبة الأمل إزاء التخفيض الحاد في قيمة الريال وزيادة أسعار الخبز والأرز وسلع أخرى منذ إعادة فرض العقوبات الأمريكية على البلاد.