قالت مصادر مطلعة في العاصمة اليمنية، صنعاء، أمس، إن توتراً شديداً يسود بين جماعة الحوثيين، والمبعوث الدولي إلى اليمن مارتن غريفيث.
وأكدت المصادر أن أجواء من التوتر سادت لقاء قيادات حوثية من الصف الثاني، ومبعوث الأمم المتحدة الذي وصل إلى صنعاء الأحد. ولفتت إلى أن القيادات الحوثية لم تُصغِ إلى إشادة مارتن غريفيث بجهود المملكة العربية السعودية في التوصل إلى حل شامل في اليمن، وذلك في إحاطته المقدمة إلى مجلس الأمن الدولي الجمعة الماضية.
كما عبر الحوثيون لغريفيث عن استيائهم من حديث مساعدة الأمين العام، ورسولا مولر، في إحاطتها التي قدمتها، الجمعة، لمجلس الأمن الدولي عن الوضع الإنساني في اليمن، واتهمت فيها جماعة الحوثي بنهب المساعدات ومنع تنفيذ نصف مشاريع المنظمات الإنسانية وغيرها.
وكشفت المصادر عن خطوات تصعيدية اتخذتها جماعة الحوثي تزامناً مع زيارة المبعوث الدولي لصنعاء، من بينها منع رئيس حزب المؤتمر الشعبي العام «حزب الرئيس السابق صالح الموالي للحوثيين» صادق أمين أبو راس، من لقاء غريفيث. وقالت المصادر إن الحوثيين حذروا أبو راس من إجراء أي لقاء منفرد مع غريفيث دون إبلاغهم.
اتهامات
في الأثناء، اتهمت القوات المشتركة في الساحل الغربي باليمن، المبعوث الأممي إلى اليمن، مارتن غريفثس، بالعمل على تضليل المجتمع الدولي والتستر على جرائم وانتهاكات الميليشيا الحوثية لاتفاق السويد والتنصل عن الالتزام بآلية وقف إطلاق النار والاستمرار في الاستحداثات والعمليات التصعيدية في ظل نقاط المراقبة بمدينة الحديدة غربي اليمن.
وقال الناطق الإعلامي باسم القوات المشتركة، وضاح الدبيش، إن غريفثس في إحاطته الأخيرة إلى مجلس الأمن، ذهب حد استجداء الميليشيا الحوثية السماح للبعثة الأممية بالتحرك. وأشار إلى أن الميليشيا تفرض قيوداً على تحرك البعثة والموظفين في حدود السفينة الأممية.
معطيات
وفيما تحدث الدبيش، عن معطيات عمليات الرصد لخروقات وانتهاكات الميليشيا منذ تفعيل آلية نقاط المراقبة في أواخر سبتمبر الماضي، شدد على «أن بقاء غريفيث مبعوثاً لأمين عام الأمم المتحدة، معناه مزيد من التدهور للوضع الإنساني ومن القتل للمدنيين في الحديدة وتوريط الأمم المتحدة بأن تكون غطاء لقتل اليمنيين»، ب
ورصدت الجهات المختصة في القوات المشتركة في الساحل الغربي، 3211 خرقاً وانتهاكاً حوثياً منذ تفعيل آلية التهدئة وتعزيز وقف إطلاق النار في الحديدة للفترة من 10 سبتمبر 2019 وحتى 22 نوفمبر 2019، من بينها انتهاكات لحقوق الإنسان المواطنين المدنيين ترقى إلى جرائم حرب ضد الإنسانية.
واستحدثت الميليشيا الحوثية خلال الفترة نفسها 37 نفقاً وخندقاً في نقاط المراقبة وسط تغافل أممي فاضح، وفقاً للناطق الإعلامي للقوات المشتركة.
وبلغ عدد الضحايا من المدنيين خلال الفترة نفسها 21 قتيلاً، و42 جريحاً. كما تم تدمير جزئي لـ 3 مساجد و9 منازل.
وأكد الناطق باسم القوات المشتركة أن ميليشيا الحوثي الانقلابية المتمردة، قوضت تحركات البعثة الأممية بمعية الجنرال أباهيجيت غوها، وأصبحت شبه محاصرة ويمنع تحركها خارج هيكل السفينة «انتراكيك دريم ام في».
وأضاف: «بل إن الميليشيا الحوثية ذهبت إلى أسوأ من ذلك، حيث تقوم بتفتيش الدعم اللوجستي المقدم للبعثة الأممية وكل ما يصل إليها، بشكل عبثي غير لائق دون مراعاة أدنى أبجديات الاحترام، ومنها تتعرض للنهب في كل الطرود التي ترسل إليهم».