شاهد بالصور كيف استقبلت الامارات ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان في أبوظبي؟ وأبرز مادار في جلسة المباحثات وأين اليمن؟
أكدت دولة الإمارات العربية المتحدة، الأربعاء، خلال زيارة رسمية لولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان إلى أبوظبي على توافق الرؤى بين البلدين حيال القضايا الإقليمية، وذلك في وقت تتزايد فيه الجهود لإنهاء النزاع القائم في اليمن المجاور.
وقالت الإمارات إن زيارة الأمير محمد بن سلمان “مناسبة لمواصلة التنسيق الثنائي في القضايا المحلية والإقليمية والدولية، بما يعكس توافق الرؤى والسياسات بين قيادتي البلدين”.
وجاء في بيان نشرته وكالة الأنباء الإماراتية الرسمية أن الزيارة تعكس “التوافق بين أبوظبي والرياض (…) في مواجهة التحديات الإقليمية”.
وحظي الأمير محمد باستقبال رسمي ضخم في أول زيارة له إلى الإمارات منذ نحو عام، فأطلقت المدفعية 21 طلقة، وحلّقت طائرات مقاتلة في سماء العاصمة، بينما عزفت فرق محلية موسيقى تراثية لدى وصوله إلى “قصر الوطن” مكان الاستقبال الرسمي.
وفي داخل القصر الفخم، صدحت موسيقى أغنية “أنت ملك” في أروقة الصالات، حيث وُضعت أعلام البلدين الخليجيين بعناية جنبا إلى جنب فوق الأرض الرخامية البرّاقة. وتقول كلمات الأغنية الشهيرة باللهجة السعودية المحلية “أنت ملك من قبل لا تصبح ملك”.
وترأّس الأمير الشاب الوفد السعودي خلال جلسة مباحثات رسمية مع وفد إماراتي برئاسة ولي عهد أبوظبي نائب القائد العام للقوات المسلحة الإماراتية الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، وذلك في إطار الاجتماع الثاني لمجلس التنسيق السعودي الإماراتي.
وجاءت الزيارة في خضم التحرّكات القائمة لإنهاء النزاع اليمني، مع توقف هجمات المتمردين ضد السعودية منذ أكثر من شهرين، وتراجع غارات التحالف ضد المتمردين.
وتستند علاقات أبوظبي والرياض على وفاق تام حول القضايا الإقليمية والدولية حيث تمثل علاقات البلدين الثنائية التي ارتقت إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية ركنا أساسيا من أركان الأمن الجماعي في مجلس التعاون لدول الخليج والأمن القومي العربي، إضافة إلى منظومة الأمن والاستقرار بالمنطقة كلها.
ويحظى البلدين بمكانة عالمية مرموقة بفعل ما تتميز به سياستهما من توجهات معتدلة ومواقف واضحة في مواجهة نزعات التطرف والتعصب والإرهاب والتشجيع على تعزيز الحوار بين الحضارات والثقافات.
وشهدت العلاقات بين دولة الإمارات والمملكة العربية السعودية في السنوات الأخيرة تطوراً وتقدماً كبيراً في جميع المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية.
وتقود السعودية تحالفا عسكريا في اليمن منذ مارس 2015 دعما لقوات حكومة معترف بها دوليا، في مواجهة المتمردين الحوثيين المدعومين من إيران.
والإمارات شريك في قيادة هذا التحالف الذي ولد بعد نحو شهرين من تسلّم ولي العهد السعودي منصب وزير الدفاع في يناير 2015، وكان أول المناصب الرفيعة لنجل الملك.
وفي يوليو الماضي، أعلنت الإمارات خفض عديد جنودها في هذا البلد وصب جهودها على الحل السياسي. والثلاثاء أعلن التحالف العسكري إطلاق سراح 200 أسير من المتمردين الحوثيين والسماح بسفر مرضى من مطار صنعاء المعلق أمام الرحلات التجارية منذ 2016.
كما أعلنت السعودية عن “قناة مفتوحة” مع المتمردين لإنهاء النزاع. وكانت السعودية والإمارات رعيتا اتفاقا وقّع مؤخرا بين الحكومة اليمنية والمجلس الانتقالي الجنوبي.
علاقات متماسكة
حققت العلاقات الثنائية بين الإمارات والسعودية نقلة نوعية تمثلت في حرص قيادة البلدين على مأسسة هذه العلاقات من خلال تأسيس لجنة عليا مشتركة في مايو 2014 برئاسة وزيري الخارجية في البلدين. وقد عملت هذه اللجنة على تنفيذ الرؤية الاستراتيجية لقيادتي البلدين للوصول إلى آفاق أرحب وأكثر أمنا واستقرارا لمواجهة التحديات في المنطقة وذلك في إطار كيان قوي متماسك ويدعم مسيرة العمل الخليجي المشترك.
وفي نفس الشهر من عام 2016 وقع البلدان على اتفاقية إنشاء مجلس تنسيقي بينهما يهدف إلى التشاور والتنسيق في الأمور والمواضيع ذات الاهتمام المشترك في المجالات كافة، حيث نصت الاتفاقية على أن يجتمع المجلس بشكل دوري، وذلك بالتناوب بين البلدين.
وفي ترجمة سريعة لنتائج إنشاء المجلس التنسيقي جاء انعقاد “خلوة العزم” التي التأمت على مرحلتين الأولى في 21 فبراير 2017 بأبوظبي بمشاركة أكثر من 150 مسؤولا حكوميا وعدد من الخبراء في مختلف القطاعات الحكومية والخاصة في البلدين والتي بحثت سبل تفعيل بنود الاتفاقية الموقعة بينهما بإنشاء المجلس، ووضع خارطة طريق له على المدى الطويل ليكون النموذج الأمثل للتعاون والتكامل بين الدول، ولتعكس حرص البلدين على توطيد العلاقات بينهما والرغبة في تكثيف التعاون الثنائي عبر التشاور والتنسيق المستمر في المجالات ذات الأولوية.
كما انعقدت المرحلة الثانية من “خلوة العزم” في 13 أبريل 2017 بالرياض وناقشت آليات تعزيز المنظومة الاقتصادية المتكاملة بين البلدين وإيجاد حلول مبتكرة للاستغلال الأمثل للموارد الحالية وذلك من خلال عدد من المواضيع أهمها البنية التحتية والإسكان، والشراكات الخارجية، والإنتاج والصناعة، والزراعة والمياه، والخدمات والأسواق المالية، والقطاع اللوجستي والنفط والغاز والبتروكيماويات والشباب والتطوير الحكومي والخدمات الحكومية وريادة الأعمال والسياحة والطاقة المتجددة، والاتحاد الجمركي والسوق المشتركة.
وفي يونيو 2018 رفعت الإمارات والسعودية مستوى العلاقات الثنائية بينهما إلى مراحل غير مسبوقة اشتملت على رؤية مشتركة للتكامل بين البلدين اقتصاديا وتنمويا وعسكريا عبر 44 مشروعا استراتيجيا مشتركا ضمن “استراتيجية العزم” التي عمل عليها 350 مسؤولا من البلدين من 139 جهة حكومية وسيادية وعسكرية.