محليات

مصدر سياسي: إشادة الملحق العسكري في تركيا بالاحتلال العثماني لليمن أمر خطير يقتضي إقالته من منصبه وإحالته إلى التحقيق

 


 


أشاد عسكر زُعِيل، الملحق العسكري في السفارة اليمنية في تركيا، بالاحتلال العثماني لليمن، ما أثار سخطاً واسعاً في وسائل التواصل الاجتماعي.


وفي حفل عام، عُقِدَ مؤخراً في تركيا، زَعَمَ عسكر زُعِيل، المقرب من اللواء علي محسن الأحمر، نائب رئيس الجمهورية، إن الاحتلال العثماني لليمن كان “لحظة فارقة في التاريخ اليمني- العثماني”.


وقال: “1538 [يقصد تاريخ الاحتلال العثماني الأول لليمن]، كانت لحظة فارقة في التاريخ اليمني- العثماني، عندما ارتبط الحكم العثماني الأول داخل اليمن، وكذلك عام 1867 إلى 1918 [يقصد الاحتلال العثماني الثاني لليمن]، تعاقب خلالها الولاة العثمانيون على حكم اليمن، فتأسست نهضة عمرانية فريدة في بلد اليمن؛ تأسس التعليم، وتأسست الجامعات، وتأسست المستشفيات، وتأسس كل شيء جميل في بلدي.. تأسست القوة الدفاعية.. كانت موجودة في اليمن..”.


وأضاف: “كان قوة الجيش السابع العثماني الموجود في صنعاء، قلعة هذا الجيش، كان هو الحامي الأساسي، أو الحزام الأمني الأساسي للحرمين الشرفين، من البوابة الجنوبية لأرض اليمن. تأسس الأسطول الحربي هناك، تأسست المنشآت الدفاعية، حتى هذه اللحظة مازالت عراقة ذلك الحكم العثمانية الذي ارتبط باليمن والجزيرة العربية، مازالت حتى هذه اللحظة.. فمجمع العرضي، المسمى بمجمع الدفاع، هو إنشاء تركي، وقلاع تركية موجودة في أرض بلدي، وأسوار عريقة في أرض اليمن، تربطها بوابات تسمى بباب اليمن وغيرها، هي من صنع هذه الحضارة العثمانية.. اليوم نحن نعيد هذا التاريخ، لأن الأمة التي لا تقرأ تاريخها لا تستطيع أبدأ أن تستشرف مستقبلها”.


ووقع “زُعِيل” في أخطاء كبيرة تكشف جهله بالتاريخ، إذ زعم أن الأتراك هم من بنوا سور صنعاء، وباب اليمن، والقلاع في اليمن، وهذا غير صحيح، لأن اليمنيين هم من بنوا كل ذلك، وعمر سور صنعاء وباب اليمن يتجاوز أكثر من ألف عام، أي وجدا قبل الاحتلال العثماني الأول لليمن. وأما تغني “زُعِيل” بـ “مجمع الدفاع” فهو أمر عادي ولا يمكن، بأي حال، بناء عمراني يمكن التغني به، فضلاً عن أن العثمانيين بنوه لجيشهم، وليس لليمنيين. على أن أكبر كذبة هي القول بأن العثمانيين بنوا جامعات في اليمن.


ويأتي حديث “زُعِيل” في ظل معلومات تتحدث عن محاولة حزب الإصلاح، وجماعة الإخوان المسلمين، التوطئة لتدخل تركي عسكري في اليمن، بهدف دعم موقف حزب الإصلاح، وإدامة سيطرته على قرار الحكومة الشرعية، ورئاسة الجمهورية، وهي السيطرة التي عكست نفسها على شكل سيطرة واضحة على القرارات الرئاسية والحكومية، والسيطرة على وزارة الدفاع، وحكم محافظات مأرب، وتعز، وشبوة.


وكانت معلومات تحدثت عن قيام حزب الإصلاح بإدخال أربعة ضباط يتبعون الاستخبارات التركية إلى اليمن.


وقال مصدر سياسي مطلع لـ “الشارع”: “ما قاله عسكر زُعِيل هو أمر خطير، ويجب إقالته من منصبه، وإحالته إلى التحقيق، فلا يعقل أن يقوم مسؤول في سفارة يُمثل الجمهورية اليمنية، باعتبارها دولة مستقلة، بالإشادة بغزو دولة أجنبية لبلاده.. هذا أمر خطير جداً، ولا يمكن فهمه إلا باعتباره يأتي ضمن محاولات جماعة الإخوان المسلمين التمهيد لتبرير استدعاء التدخل العسكري التركي في اليمن، وهذه خيانة وطنية”.


وأضاف المصدر: “وقع عسكر زُعِيل في أخطاء تاريخية؛ إذ قال إن الاحتلال العثماني الأول لليمن بدأ عام 1538، فيما الصحيح أنه بدأ بعد ذلك بعام (1539). قال، أيضاً، إن الاحتلال العثماني الثاني لليمن بدأ عام 1867م، والصحيح أنه بدأ عام 1872”.


وكان عسكر زُعِيل الذي كان إمام مسجد في صعدة، وارتبط باللواء علي محسن الأحمر، ومنذاك صار أحد المقربين للأحمر.


 


*نقلا عن صحيفة “الشارع”


 


 


 

زر الذهاب إلى الأعلى