محليات

نيابة تعز تأمر بالقبض القهري على قائد كتيبة في جيش الاخوان متهم بتصفية جريح داخل مستشفى ولا يزال يتوعد شقيق المجني عليه بالقتل

 


 


أصدرت نيابة استئناف محافظة تعز أمر بالقبض القهري على قائد كتيبة عسكرية في محور تعز، متهم بتصفية جريح داخل مستشفى الثورة في منتصف يناير الحالي، كما أصدرت أمراً قهرياً بإحضار جندي آخر متهم بقتل طفل في أحد أسواق المدينة.


ووجهت نيابة استئناف تعز أمر القبض الاثنين الماضي، إلى مدير البحث الجنائي في المحافظة قضي بالقبض القهري على كلٍّ من ” (1 ـ خطاب عبدالله محمد الملقب بـ “الوالد”، 2ـ علي عبده شرف الملقب بـ “عسكري”) وإحالتهما إلى النيابة.


وطبقاً لمصادر أمنية فإن خطاب عبدالله محمد الياسري قائد الكتيبة الأولى في اللواء 170 دفاع جوي أقدم على ارتكاب جريمة قتل مواطن جريح في مستشفى الثورة العام يدعى(محمد سعيد ماجي الحسامي)؛ وذلك  بتاريخ 13 يناير الماضي، بعد اشتباكات على أرضية تابعة للمجني عليه أودت بحياة أركان حرب الكتيبة الأولى في اللواء 170 د/ج  شرف الدين رزاز المخلافي، أثناء قيام الحسامي بمنع السطو على أرضيته الكائنة في مدينة النور، من قبل خطاب وجماعته المسلحة.


أما المتهم الآخر المدعو “علي عبده شرف” جندي في اللواء 170 دفاع جوي، المقرب من خطاب الياسري، يعد أحد المتهمين بجريمة قتل طفل في سوق الزنقل بتاريخ 13 يناير، أي في نفس اليوم الذي حدث فيه الاشتباك بين خطاب وجماعته المسلحة من طرف، والحسامي ومقربين له من طرف آخر.


وجاء توجيه نيابة الاستئناف بالأمر القهري على المتهمين، بعد رفضهما أوامر إدارة الشرطة بالحضور إلى إدارة البحث الجنائي لسماع أقوالهما حول التهم المنسوبة إليهم، وإحالتهم إلى الجهات المختصة.


وحصلت “الشارع” على مذكرة رسمية صادرة من مدير عام شرطة المحافظة العميد منصور الأكحلي إلى قائد محور تعز اللواء الركن خالد فاضل في تاريخ 20 يناير الحالي، تطالبه بضبط قائد الكتيبة الأولى في اللواء 170 دفاع جوي المتهم بتصفية المواطن محمد سعيد ناجي داخل قسم طوارئ مستشفى الثورة، بعد تعرضه لإصابة نتيجة الاشتباكات مع أفراد الجيش بقيادة خطاب الياسري.


وقالت المذكرة “إن خطاب الياسري الملقب بـ “الوالد” مطلوب لإدارة البحث الجنائي بواقعة مقتل المجني عليه محمد سعيد ناجي التي حدثت في تاريخ 13/ يناير الحالي في مستشفى الثورة العام ،والمذكور يعمل قائداً للكتيبة الأولى في اللواء 170 د/ج، وعليه تكرموا بالاطلاع والتوجيه إلى من يلزم بضبط المذكور وإرساله إلى إدارة البحث الجنائي لاستكمال الاجراءات والإحالة إلى جهة الاختصاص”.


 كما حصلت الشارع على مذكرتين رسميتين إحداها صادرة من إدارة البحث الجنائي في المحافظة إلى مدير عام الشرطة بتاريخ 21 يناير الحالي أشارت إلى أن كلاً من (محمد رزاز العوني ـ علي عبده شرف العسكري ـ عبدالرحمن العقرب) متهمين بمقتل الطفل عبدالرزاق خالد الأكحلي في سوق الزنقل في تاريخ 13 يناير.


وأوضحت المذكرة “أن المتهمين المذكورين يعملون في اللواء 170 د/ج وتابعين لخطاب الياسري”، مطالبة مدير الأمن التخاطب مع قائد محور تعز بالتوجيه إلى قائد اللواء 170 د/ج بضبط المذكورين وإرسالهم الى إدارة البحث الجنائي لاستكمال الإجراءات القانونية وإحالتهم إلى الجهات المختصة.


وعطفاً على مذكرة إدارة البحث الجنائي وجه مدير عام إدارة شرطة تعز  بتحرير مذكرتين إحداها لقائد المحور وأخرى لقائد اللواء 170 دفاع جوي، حيث حصلت الشارع على مذكرة رسمية صادرة من مدير عام الشرطة إلى قائد اللواء 170 دفاع جوي، بتاريخ 22 يناير تطالبه بضبط المذكورين الثلاثة المتهمين بواقعة مقتل المجني عليه عبدالرزاق خالد الأكحلي وإرسالهم إلى إدارة البحث الجنائي لاستكمال الإجراءات.


وقال مصدر سياسي مُطلع لـ “الشارع” أنه سبق لمحافظ تعز نبيل شمسان ـ رئيس اللجنة الأمنية ـ أن وجه قيادة محور تعز العسكري بالقبض على المتهمين وإحالتهم إلى النيابة، إلا أنه لم يتم تنفيذ جميع الأوامر والتوجيهات.


وكان شيع، الأحد الماضي، جثمان شرف الدين رزاز المخلافي أركان حرب الكتيبة الأولى في اللواء 170 دفاع جوي المتهم بعدد من الجرائم الجنائية بحضور وكيل أول محافظة تعز الدكتور عبدالقوي المخلافي، أحد قيادات الإخوان في تعز، وقائد اللواء 170 دفاع جوي العميد عبدالعزيز المجيدي، وعدداً من القيادات العسكرية والأمنية.


وقالت مصادر مطلعة لـ “الشارع” إن شرف المخلافي يقود مجاميع مسلحة للاعتداء على أراضي المواطنين في مدينة تعز والسطو عليها برفقة خطاب الياسري المتهم بتصفية الجريح محمد سعيد ناجي الحسامي داخل مستشفى الثورة.


ولفتت المصادر إلى أن المطلوب لنيابة الاستئناف خطاب الياسري حضر موكب تشييع جثمان شرف رزاز المخلافي برفقة عدد من القيادات العسكرية، وأنه لا يزال يبحث عن شقيق المجني عليه محمد الحسامي، متوعداً بقتله.


سكان محليون وناشطون في مدينة تعز استهجنوا وأبدوا سخريتهم من حضور السلطة المحلية والعسكرية ممثلة بـ “المخلافي والمجيدي”  تشييع متهم بجرائم اعتداء وقتل، واعتبروا ذلك بمثابة دليل على دعم ورعاية القيادات العسكرية والمدنية المحسوبة على الإصلاح لأعمال الفوضى التي تشهدها مدينة تعز من قبل جنود في الجيش، وتحت حماية رسمية من القادة.


المواطن محمد الحيدري أحد أهالي مدينة تعز علق على ذلك في منشور له على صفحته في “فيسبوك”  قائلاً ” لم يحظ بهذا التشييع الرسمي من سكبت دماؤهم في جبهات العزة والكرامة، بل هناك من شيع من الشهداء من خيرة الضباط ولم يحضر جنازته حتى قائد كتيبة”، متسائلاً “فلماذا تفرد هذا التشييع؟”.


وأضاف مجيباً على تساؤله “كان التشييع رسالة واضحة من قيادة المحور ومن السلطة المحلية بأن كل من سيدافع عن حقه سيكون مصيره الموت، ولو كان في غرفة الإنعاش، وأن كل معتدٍ سيكرم ويُعلى شأنه”، مختتماً حديثه بالقول “إذا أنا غلطان راجعوني، والحق أحق أن يُتبَع”.


شخص آخر يدعى محمد حسين القاضي هو الآخر خاطب وكيل المحافظة عبدالقوي المخلافي قائلاً “دامك حضرت باسم السلطة المحلية، ممكن تقل لنا ما هو الواجب الذي كان يؤديه هذا الذي تحظر جنازته، ويشيع بهذا الشكل الرسمي، غير ظلم وقهر المواطنين وأخذ ممتلكاتهم؟، أم أن الخدمة الوطنية  أصبحت هي نهب الأراضي وممتلكات الناس وذبحهم ولو كانوا بالمستشفيات؟”.


 وأضاف “على الأقل كان عليك أن تراعي أسرة الضحية الذي تم تصفية ابنها داخل المستشفى بعد أن دافع على حقه من السلب على يد صاحبك”.


 وكان محافظ تعز الأسبوع الماضي ترأس اجتماعاً للجنة الأمنية شدد فيه على ضرورة إيقاف الظواهر المخلة بالأمن والقبض على المطلوبين أمنياً مهما كانت مناصبهم في الجيش والأمن.


وتنتشر في مدينة تعز المحاصرة من قبل مليشيا الحوثي الانقلابية، جرائم قتل وانتهاكات لحقوق المواطنين من قبل مسلحين ضمن قوام قوات الجيش والأمن، والذين يحضون بحماية من قبل قادة في محور تعز العسكري الخاضع لسيطرة حزب الإصلاح، وفي ظل انتشار الجرائم لم يتم تقديم أي متهم للمحاكمة، الأمر الذي ساهم في ارتكاب المزيد من الجرائم، خلال الفترة الأخيرة.


 


 

زر الذهاب إلى الأعلى