جبهة نهم الراكدة منذ سنوات تتحرك على نحو مفاجئ، فثمة مياه كثيرة جرت تحت الجسر ليبدو المشهد أقرب إلى التسليم والاستلام بين شركاء متشاكسين في السياسة، جمعتهم اليوم على ما يبدو رغبة مشتركة في إشعال مواجهة مباغتة تراجعت فيها سريعا قوات الجيش اليمني المحسوبة على حزب الإصلاح لصالح الحوثيين.
انهيار جبهة نهم، والمواقع الإستراتيجية بين صنعاء ومأرب والجوف، والانتصارات التي يتحدث الحوثيون عن تحقيقها في هذه الجبهات تثير علامات استفهام كبرى فالمنطقة جبلية وعرة لا يمكن التقدم فيها عسكريا بهذه السهولة.
لكن عناصر الجيش الذي يسيطر عليه حزب الإصلاح لا يترددون في توجيه الاتهامات الضمنية للسعودية.
واللافت هنا أن جبهات مأرب تراوح مكانها منذ خمس سنوات، ولم تحقق بغطاء جوي أو بدونه أي نصر عسكري يذكر ضد الحوثيين تماما، كما قال الرئيس الراحل علي عبدالله صالح.
وحدها معركة النهم واستنزاف الدعم السعودي هي التي تنتصر فيها قوات حزب الإصلاح، فهناك معلومات موثقة عن عشرات آلاف الجنود الوهميين، فضلا عن نهب القادة العسكريين لرواتب الجنود الحقيقيين.
والأخطر أن ثمة حديثا متناميا عن ضعف العقيدة القتالية لقوات حزب الإصلاح ضد الحوثيين، فخلال السنوات الماضية تم شحن العناصر الإخوانية بالمشاعر المعادية للسعودية والإمارات ولم تعد مهتمة بقتال الحوثي، بينما اندفعت العام الماضي من مأرب إلى شبوة ومناطق الجنوب، مبدية حماسا شديدا لقتال القوات المحسوبة على المجلس الانتقالي الجنوبي، والتي للمفارقة تعد القوات الوحيدة التي لم تتراجع يوما في مواجهة الحوثيين.
فها هي جبهة الضالع تهزم الحوثيين دون غطاء جوي، وكذلك جبهة الحديدة التي تكبد الحوثيين خسائر فادحة منذ أشهر دون تراجع، مؤكدة قدرتها على ملء فراغ انسحاب القوات الإماراتية.
والواقع أن نفوذ حزب الإصلاح في الجيش اليمني لا يستفيد منه سوى الحوثيون وعلى كل الجبهات.