واشنطن تكشف عن تفاصيل التصعيد في اليمن ومستجدات المحادثات بين السعودية والحوثيين
قالت صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية، إن ”المحادثات التي استضافتها قاعدة الملك سلطان الجوية بين السعوديين والمتمردين الحوثيين المتحالفين مع إيران واستمرت لأشهر، كانت قد أدت إلى ظهور بوادر حسن نية نادرة بين الخصوم اللدودين وقدمت ما كان يأمل الدبلوماسيون الغربيون في أن يشكل فرصة طال انتظارها لحل حرب مزقت اليمن على مدى ما يقرب من خمس سنوات“.
بيد أن تجدد أعمال العنف على مدى الأسابيع القليلة الماضية في اليمن، أضعف تلك المحادثات، مما يؤكد التحدي المتمثل في نزع فتيل العداوات العميقة في حرب تؤججها قوى خارجية، وفق الصحيفة.
ونقلت الصحيفة الأمريكية، عن أشخاص على اطلاع، أن المحادثات بدأت بجدية بعد الهجوم على المنشآت النفطية السعودية في سبتمبر، رغم تبني مليشيات الحوثي، مسؤولية ضربات الصواريخ وطائرات بدون طيار على المنشآت النفطية، حتى عندما أكد المسؤولون الأمريكيون والسعوديون على أن إيران هي المسؤولة.
وبعد تلك الضربات، زعم الحوثيون أنهم سيوقفون الهجمات على السعودية، وفي الأشهر التي تلت ذلك، انخفض مستوى العنف في اليمن إلى بعض من أدنى مستوياته منذ سنوات.
ومذ ذلك الحين، اتخذ الحوثيون والتحالف العسكري الذي تقوده السعودية عدة تدابير لبناء الثقة، بما في ذلك تبادل الأسرى وقرار سعودي بالسماح برحلات الإجلاء الطبي من المطار الذي يسيطر عليه الحوثيون في العاصمة اليمنية صنعاء.
وقال الجنرال كينيث ماكنزي، الذي يرأس القيادة المركزية الأمريكية، للصحفيين خلال زيارة للرياض الأسبوع الماضي: “في الوقت الذي لم يلمس فيه أي مؤشرات جديدة حول إبرام صفقة من جانب الحكومة السعودية، اعتقد بأن قادة المملكة يشعرون أن الوقت قد حان لمحاولة وضع حد لما يجري في اليمن”.
وأشار وزير الدولة للشؤون الخارجية السعودية، عادل الجبير، قبل أسبوعين، إلى “تراجع قوي للغاية في حدة القتال في اليمن. وقال الجبير في المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس بسويسرا “قد نشهد بعض المناوشات من وقت لآخر، لكن الاتجاه يسير نحو تسوية سياسية”.
وقالت “مجموعة الأزمات الدولية” في تقريرها الأخير بخصوص أعمال العنف، التي تصاعدت بعد أن أصاب صاروخ معسكرا في محافظة مأرب، وأسفر عن مقتل أكثر من 100 من الجنود اليمنيين “إن التحول السريع من حالة الجمود وتراجع التصعيد إلى حرب مباشرة كان مفاجئًا”.
وكتبت المجموعة: “في الوقت الحالي، لا يرغب الحوثيون والسعوديون في التخلي عن المحادثات، لكن عملية التصعيد تتعرض لضغوط شديدة”.
وقالت الصحيفة ”ويعرب قادة مليشيات الحوثي منذ فترة طويلة عن رغبتهم في إجراء مفاوضات، لكن لم يحدث تقدم إلا بعد إعلانهم وقف الهجمات على السعودية. ويرى المحللون أن هذا التنازل يوضح عدم ارتياحهم المحتمل للانجراف أكثر نحو الصراع الإقليمي بين طهران وواشنطن“.
وفي أوائل الشهر الماضي، قام الجيش الأمريكي بمهمة سرية للغاية في اليمن استهدفت قائدا بارزا في قوة القدس الإيرانية، لكنها لم تقتله.
وبحسب الواشنطن بوست، فقد كان لإدارة ترامب مصلحة في تعزيز الحوار بين السعودية والمتمردين الحوثيين. ويشعر المسؤولون الأمريكيون بالقلق من أن اليمن أصبح “جبهة ثانية” متزايدة الخطورة للهجمات الإيرانية على حلفاء الولايات المتحدة الإقليميين. ويعتقد الجيش الأمريكي بأن الصراع يعقد جهود مكافحة الإرهاب في اليمن ويوسع من وصول إيران إلى شبه الجزيرة العربية.
وبينما قال الجنرال كينيث ماكنزي، الذي يرأس القيادة المركزية الأمريكية، إن المواجهات الأخيرة لا تساعد احتمالات السلام في اليمن، فقد وصف دعم إيران للمتمردين الحوثيين بأنه المشكلة الأكبر.
وأضاف إن “من مصلحة الحوثيين على الأرجح التوصل إلى اتفاق سياسي، لافتاً إلى أنه “ليس من مصلحة إيران بالضرورة أن تحدث هذه النتيجة”.
واتهمت الأمم المتحدة الحوثيين بقصف المناطق المدنية المأهولة بالسكان، واستخدام الجنود الأطفال في القتال وسرقة المساعدات الإنسانية.