تكنولوجيا

الإمارات تدشن أول محطة طاقة نووية في العالم العربي

 


أعلنت الهيئة الاتحادية للرقابة النووية في الإمارات، الاثنين، إصدار رخصة تشغيل للوحدة الأولى من محطة “براكة” للطاقة النووية التي ستكون الأولى في العالم العربي.


وتملك الإمارات احتياطات كبرى من الطاقة. وقامت أيضا باستثمارات كبرى في تطوير مصادر بديلة من الطاقة بينها الطاقة الشمسية.


وقال المندوب الدائم لدولة الإمارات لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية حمد الكعبي في مؤتمر صحافي في العاصمة الإماراتية أبوظبي “اعتمد مجلس ادارة الهيئة الاتحادية للرقابة النووية موافقته على اصدار رخصة تشغيل الوحدة الأولى من محطة الطاقة النووية إلى شركة نواة للطاقة”.


وأكد الكعبي “أنها لحظة تاريخية هامة لدولة الإمارات العربية المتحدة التي أصبحت أول دولة عربية في المنطقة تدير محطة للطاقة النووية”.


وأضاف “يعود تحقيق هذا الإنجاز المتميز إلى الرؤية الحكيمة للدولة وقيادتها لبناء برنامج سلمي للطاقة النووية، بما يكفل تلبية احتياجاتها المستقبلية من الطاقة”.


من جانبه، كتب الشيح محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبو ظبي على تويتر “مرحلة جديدة من الحراك التنموي تشهدها مسيرة نهضتنا مع إصدار رخصة تشغيل أولى محطات براكة للطاقة النووية السلمية”.


وأكد ولي عهد أبوظبي “جهودنا متواصلة استعداداً للخمسين سنة القادمة وخططنا ماضية في تأمين احتياجات الدولة من الطاقة”.


وكانت سلطات أبوظبي أعلنت، في يناير الماضي، أن أول محطة ستبدأ العمل خلال “أشهر قليلة”.


 


– “تنويع الاقتصاد”


وأكد الكعبي أن “تشغيل محطة براكة بشكل كامل في المستقبل القريب سيساهم في جهود الإمارات في ما يتعلق بأهداف التنمية والاستدامة”، بدون تحديد الموعد.


 


وبحسب الكعبي فإن الإعلان يأتي تتويجا لجهود “بذلت طيلة 12 عاما لتطوير هذا البرنامج الواعد”.


وهذا أول اعلان من نوعه في العالم العربي.


وكانت السعودية، أكبر مصدر للنفط الخام في العالم أعلنت نيتها بناء 16 مفاعلا نوويا، ولكن المشروع لم يبدأ حتى الآن.


وكان من المقرر افتتاح أول مفاعل نووي إماراتي وهو “محطة براكة” في أواخر عام 2017، ولكن تم تأخيره عدة مرات.


وتقع محطة “براكة” غرب أبوظبي وتولى كونسورسيوم بقيادة “كيبكو” الكورية بناءه في اتفاق بلغت قيمته نحو 24,4 مليار دولار.


وعند اكتمال تشغيله، فإن مفاعلات الطاقة الأربعة ستؤدي إلى توفير نحو 25% من احتياجات الإمارات من الكهرباء، بحسب مؤسسة الإمارات للطاقة النووية.


تتطلع دولة الامارات الى أن يسهم البرنامج النووي في انتاج الكهرباء، لكنّها تأمل ايضا في أن يعزز هذا البرنامج الطموح موقعها كدولة مؤثرة على الساحتين الاقليمية والدولية.


وقال محلل مختص في شؤون الخليج، طلب عدم الكشف عن اسمه نظرا لحساسية الموضوع، انه “مع اكتمال المفاعل النووي، ستكون الإمارات أول دولة عربية مع برنامج طاقة نووية سلمية متطور”.


وتابع “هذا جزء من مسعى الإمارات لتنويع اقتصادها المعتمد على الطاقة وتقليل اعتمادها على الوقود الأحفوري، وتقديم نفسها كرائد إقليمي في مجال العلوم والتكنولوجيا”.


 


– مخاوف في منطقة الخليج


تبعد محطة براكة نحو 50 كلم عن أقرب حدود مع المملكة السعودية غربا، وحوالى 320 كلم عن سلطنة عمان جنوبا، و350 كلم عن ايران شمالا.


وحاليا، يتلقى السكان الذين يعيشون في دائرة قطرها 50 كلم من المحطة تعليمات حيال كيفية التعامل مع الحوادث.


وفي منطقة تشهد تصعيدا للتوتر بين الولايات المتحدة وإيران، فإن المنشأة النووية قد تشكل هدفا “حساسا”.


وتوتّرت العلاقات بين الإمارات وإيران في السنوات الأخيرة مع تصاعد حدة الخلاف بين طهران والرياض، حليفة أبوظبي، واتهام الولايات المتحدة للجمهورية الاسلامية بمهاجمة ناقلات نفط في مياه الخليج، بينها ناقلة نفط إماراتية في مايو الماضي.


وتعرّضت شركة “ارامكو” السعودية العملاقة للنفط في سبتمبر لضربات صاروخية وبطائرات من دون طيار تبناها المتمردون الحوثيون، وقالت الولايات المتحدة ان إيران تقف خلفها، ما أطاح بنحو نصف انتاج المجموعة.


وبحسب المحلل، فإن “الهجوم في 2019 على أرامكو أظهر هشاشة البنى التحتية للطاقة في الخليج أمام الهجمات الخارجية”.


وأضاف “تزايد التوتر الإقليمي بين ايران من جهة والولايات المتحدة وحلفائها من جهة اخرى، يزيد من خطر تعرض البنية التحتية الجديدة للطاقة إلى احتمال وقوع هجمات مماثلة”.


وردا على سؤال حول ما قامت به السلطات في الإمارات لحماية المنشأة من أي هجمات محتملة، أكد الكعبي لوكالة فرانس برس إنه تم أخذ العديد من المخاوف بالاعتبار خلال تطوير المشروع الذي استغرق 12 عاما.


وقال “هذا لا يشمل فقط تصميم المفاعل من ناحية السلامة، بل أيضا الأمن، بما في ذلك الاجراءات المرتبطة بحالات بالطوارىء، والاجراءات المتعلقة بالاستعداد خلال التشغيل العادي أو خلال الحوادث”.


ودافع الكعبي عن المشروع ردا على سؤال حول إمكان أن يثير توترا في المنطقة خصوصا مع انتقادات وجهتها دول اخرى للمشروع مثل قطر التي وصفت مشروع المحطة النووية بأنه يشكل “تهديدا للأمن والبيئة”.


وقال “أقول للمنتقدين إن كان لديكم اسئلة، يمكنكم أن توجهوها إلي”.


 


 


 

زر الذهاب إلى الأعلى