مصدر حقوقي لـ:
- مداهمات ليلية على منازل مواطنين، وأكثر من 200 معتقل خلال أسبوع، بينهم أطفال
- تم الزج بالمعتقلين في عمارة، ثم تم توزيعهم على سجون سرية قريبة من جبهات القتال مع مليشيا الحوثي
شنت الجهات الأمنية والعسكرية، التابعة لحزب الإصلاح، في مدينة تعز، حملة اعتقالات واسعة في أوساط المواطنين المدنيين، وزجت بالمئات منهم في سجون سرية، بحجة مكافحة “الخلايا النائمة”، التي يعتقد أنها تعمل لصالح مليشيا الحوثي.
سكان محليون قالوا لـ “الشارع”، أمس، إن الأجهزة الأمنية شنت، خلال الخمسة الأيام الماضية، حملات مداهمة واقتحامات لعدد من منازل المواطنين، في كلٍّ من منطقة “الأقروض”، والجحملية، و”الكوثر”، و”باب موسى”، والمدينة القديم، واعتقال المئات من المواطنين.
وأفاد السكان أن قوة أمنية اقتحمت، في وقت متأخر من مساء أمس الأول، حي الجحملية، واعتقلت عشرات المواطنين من منازلهم، ما أثار الرعب في نفوس ساكني الحي، لا سيما الأطفال والنساء.
وقال لـ “الشارع” مصدر حقوقي، طلب عدم كشف اسمه، إن مئات المواطنين تم اعتقالهم، خلال الثلاثة الأيام الماضية، من أحياء “الجحملية”، و”الكوثر”، و”باب موسى”، دون مسوغ قانوني.
وذكر المصدر أنه تم الزج بالمعتقلين في عمارة يملكها تاجر يُدعا “الحربي”، وتقع في خطوط التماس في “حوض الأشرف”، ثم تم نقل المعتقلين وتوزيعهم على عدد من السجون السرية، الواقعة بالقرب من جبهات القتال مع مليشيا الحوثي، في الجبهة الشمالية والشرقية للمدينة.
وأشار المصدر إلى أن قيادياً عسكرياً في القطاع الثاني للواء 22 ميكا يكنى بـ “أبو محمد” يقود حملة المداهمات والاعتقالات في “حي الجحملية”، ويشرف على سجن الاستطلاع الحربي في الحي نفسه.
وأضاف المصدر: “المعلومات الأولية التي حصلنا عليها تفيد باعتقال وإخفاء أكثر من 200 شخصٍ، خلال الـ 6 الأيام الماضية، ومن بين المعتقلين أطفال تتراوح أعمارهم ما بين عمر 13 إلى 15 عاماً”؛ مشيراً إلى أن أغلب عمليات المداهمات والاعتقالات تمت في مساء وصباح أيام السبت والأحد والاثنين.
وذكر المصدر أن العشرات من المواطنين متخوفون من الإبلاغ عن حالات اختطاف واعتقال تعرض لها أقرباؤهم، داعياً المواطنين إلى عدم الصمت عن أي انتهاكات، والقيام فوراً بإبلاغ الجهات الحقوقية عن أي حالات اعتقال وإخفاء قسري.
واعتبر المصدر أعمال الاعتقالات، التي تنفذها الأجهزة الأمنية والعسكرية في تعز، إرهاباً منظماً، يستلزم من الجهات الحكومية والمنظمات الحقوقية المحلية والدولية الضغط لإيقافه في أقرب وقت ممكن.
وأوضح المصدر الحقوقي أن الجهات الأمنية استخرجت مذكرات استدعاء لـ 14 شخصاً من أهالي منطقة الأقروض، في جبل صبر، بينهم 3 أشقاء للزميل الصحفي جميل الصامت، الذي اعتقل مساء الخميس الماضي.
وأوضح المصدر أنه تم، ظهر الأحد الماضي، تسليم مذكرات الاستدعاء تلك لأحد مشائخ “الأقروض”، مع إشعار المذكورين أنه في حال رفضوا تسليم أنفسهم سيتم مداهمة منازلهم.
وكانت الأجهزة العسكرية في مدينة تعز اقتحمت، في وقت متأخر من مساء الخميس الماضي، منطقة “الأقروض”، واعتقلت الصحفي جميل الصامت، والناشط جميل الشجاع، من منزليهما، على خلفية كتابات وآراء ينتقدون فيها جهات عسكرية نافذة في الجيش.
وحصلت “الشارع”، أمس، على معلومات تفيد أن الزميل جميل الصامت محتجز في سجن الأمن السياسي، فيما صديقه جميل الشجاع لا يزال محتجزاً في سجن الشرطة العسكرية.
وينتمي “الصامت” و”الشجاع” إلى التنظيم الوحدوي الشعبي الناصري. ويعتقد أن اعتقالهما تم كنوع من الانتقام من التنظيم الناصري، لا سيما بعد أن شن أمينه العام، عبدالله نعمان، الخميس الماضي، هجوماً شديداً على حزب الإصلاح، واللواء علي محسن الأحمر.
واعتبر ناشطون سياسيون أن اعتقال الشجاع والصامت بمثابة رسالة للتنظيم الناصري، وردة فعل من حزب الإصلاح على ما قاله عبدالله نعمان.