أتالانتا ولايبزيغ يقدمان دروسا في دوري الأبطال
رغم الهلع الذي فرضه فايروس كورونا على معظم المسابقات الرياضية هذا الأسبوع ودفع بمعظمها إلى الإيقاف أو التأجيل، إلا أن ذلك لا يمنع من الوقوف على حقيقة بعض الأمور التي سجلتها أعرق مسابقة في كرة القدم وهي دوري أبطال أوروبا، التي أقيمت هذا الأسبوع وانتهت بخروج ضلعي النهائي فيها الموسم الماضي.
وكانت المفاجأة مدوية بسقوط ليفربول حامل اللقب على أرضه أمام أتلتيكو مدريد الإسباني، وبالمثل غادر الوصيف توتنهام السباق أمام فريق لايبزيغ الألماني الذي بلغ دور ربع النهائي لأول مرة في تاريخه. كما تأهل أيضا إلى هذا الدور فريق أتالانتا الإيطالي الذي يعتبر “الحصان الأسود” لبطولة هذا العام، فيما تجاوز باريس سان جرمان الفرنسي النحس الذي تابعه طيلة مواسم مضت واستطاع أن يفك عقدته بعدما أزاح بوروسيا دورتموند الألماني في مباراة لعبت خلف أبواب موصدة.
أقيمت مسابقة دوري أبطال أوروبا في ظرف متوتر هذا الأسبوع عكسه تزايد المخاوف من تفشي فايروس كورونا والذي دفع إلى تأجيل مقابلتي مانشستر سيتي وريال مدريد ويوفنتوس وليون الأسبوع المقبل بانتظار ما ستسفر عنه قرارات الاتحاد الأوروبي لكرة القدم “ويفا” في قادم الساعات والأيام.
أتالانتا “الحصان الأسود”
بالعودة إلى منافسات هذا الأسبوع فقد أقيمت أربع مباريات ضمن إياب ثمن النهائي أسفرت عن تأهل أربعة فرق هي لايبزيغ وأتالانتا وأتلتيكو مدريد وباريس سان جرمان، وخرج حامل اللقب ليفربول مبكرا بعد مباراة مثيرة خسرها على أرضه 2-3 أمام أتلتيكو مدريد.
ويعتبر فريق أتالانتا الإيطالي “الحصان الأسود” لهذه المسابقة هذا العام بعدما فاجأ الجميع ببلوغه هذا الدور بشهادة خبراء ومحللين. ويقر هؤلاء المحللون بأنه في حال كتب للمسابقة الاستمرار هذا الموسم، فإن أتالانتا الذي يلعب مبارياته الأوروبية في ميلانو سيتطلع إلى إنجاز جديد بعدما بلغ ربع النهائي في مشاركته الأولى.
وعلى ملعب “ميستايا” الخالي من الجمهور قدم أتالانتا عرضا هجوميا جديدا، كان بطله جوسيب إليسيتش الذي أحرز أربعة أهداف، ليقود الفريق الإيطالي إلى الانتصار 4-3، على فريق حاول جاهدا من الناحية الهجومية بيد أنه فشل في تقديم المطلوب منه دفاعيا.
والخلاصة كانت ثمانية أهداف سجلها فريق المدرب جيان بييرو غاسبيريني في مباراتين ويتوجب على خصمه بغض النظر عن هويته في الدور ربع النهائي، الحذر من الأسلحة الهجومية المتنوعة التي يمتلكها الفريق الإيطالي مثل ماريو بازاليتش ودوفان زاباتا وأليخاندرو غوميز.
وعلى الجانب الآخر قدم فريق لايبزيغ الألماني دروسا كبيرة في كرة القدم هذا الأسبوع واستطاع أن يعاند الجميع ويفرض اسمه بين الكبار، بعدما نال شرف بلوغ هذا الدوري لأول مرة في تاريخه.
ويتطلع الفريق الذي تأسّس حديثا (2009) بقيادة مدرب شاب هو يوليان ناغلسمان إلى كتابة التاريخ في المسابقة الأعرق أوروبيا، وربما يكون له ذلك في قادم المراحل إن كتب لهذه المسابقة أن تستأنف نشاطها خلال الأيام أو الأشهر المقبلة.
وينضم إلى هذين الفريقين اللذين سجلا ظهورهما الأول في ربع نهائي المسابقة هذا العام، فريق كبير لكنه عانى طويلا لبلوغ هذا الدور وهو باريس سان جرمان. الأكيد أن المشهد الذي رسمه جمهور الفريق الباريسي خارج ملعب حديقة الأمراء قبل وأثناء وبعد لقاء الفريق الفرنسي أمام بوروسيا دورتموند الأربعاء الماضي، سيظل عالقا بالأذهان لكنه طرح تساؤلات عديدة حول المغزى من إقامة المباريات خلف أبواب موصدة؟
وأقيمت المباراة دون جمهور بسبب فايروس كورونا وانتهت بفوز سان جرمان بهدفين نظيفين ليتخطى الفريق الفرنسي ثمن النهائي للمرة الأولى بعد ثلاث محاولات فاشلة. وقدم الجمهور الباريسي أفضل مساندة ممكنة للاعبين حيث احتشد على جنبات الملعب وهتف بحرارة ما دفع اللاعبين لملاقاتهم والاحتفال معهم عن بعد إثر انتهاء اللقاء.
أسئلة محيّرة
لكن على الجانب الآخر يرى محللون أنه يصعب لوم المدرب جوزيه مورينيو على الأداء الكارثي لتوتنهام في الآونة الأخيرة والذي أدى إلى خروج مهين من مسابقة دوري أبطال أوروبا.
وعانى توتنهام من الغياب المستمر لأهم أسلحته الهجومية هاري كين وسيونغ مين، إضافة إلى لاعب الوسط الفرنسي موسى سيسوكو، فظهر كحمل وديع أمام فريق ألماني متعطش للمضي إلى أبعد نقطة في البطولة.
لكن الغيابات التي عانى منها توتنهام، لا تغطي على الإطلاق الأداء السيء للدفاع الذي يحتوي على مجموعة من أفضل مدافعي العالم، وأبرزهم البلجيكي توبي ألديرفيريلد، كما أن الحارس الفرنسي هوغو لوريس يتحمل جزئيا مسؤولية أول هدفين، ما يعني أن عملا كبيرا ينتظر مورينيو في الفترة المقبلة، إذا ما أراد المنافسة على مكان مؤهل للمسابقات الأوروبية الموسم المقبل.
وقدم ليفربول أفضل أداء ممكن في مباراة أتلتيكو مدريد، وتمكن من تسجيل هدف في مرمى منافسه، ليلجأ إلى التمديد من أجل إضافة هدف ثان وهو ما حدث فعلا، قبل أن يرد أتلتيكو بتسجيل 3 أهداف جرّدت الفريق الأحمر من اللقب.