لماذا تزايد استخدام الزوارق الانتحارية المُسيرة من قبل الحوثيين؟ “
كيليب وايس- لونج وار جورنال
ترجمة: عبدالله قائد
زاد المتمردون الحوثيون في اليمن، على مدى الأسابيع القليلة الماضية، من استخدامهم للقوارب المُسيرة المحملة بالمتفجرات. كما اتسع النطاق الجغرافي لهذا التهديد مع نشر الحوثيين لهذا التكتيك مؤخراً في بحر العرب.
بداية، أفاد التحالف الذي تقوده السعودية، في 23 فبراير، بأن سفنه في البحر الأحمر اعترضت زورقاً مُسيراً محملاً بالمتفجرات (أو قارب “انتحاري” مُسير)، كان يحاول استهداف سفينة، لم يحددها، بالقرب من الحديدة.
وبعد مرور بضعة أسابيع، تحديداً في 3 مارس، أفاد التحالف السعودي باعتراض مجموعة من الزوارق الانتحارية المُسيرة، التي كانت تحاول استهداف ناقلة نفط بالقرب من مدينة نشطون الساحلية في بحر العرب. ومع أن الهجوم فشل، إلا أنه شكل تحولات عديدة في هذا التكتيك.
ويُعد الهجوم الفاشل أول نموذج معلوم حول التكتيك الذي يستخدمه الحوثيون خارج البحر الأحمر. ونظراً لبُعد المسافة عن الأراضي التي يسيطر عليها الحوثيون، بات من غير الواضح مباشرة الموقع الذي انطلقت منه الزوارق.
بالإضافة إلى ذلك، مثلت محاولة الثالث من مارس أول استخدام لتصميم جديد في إطار برنامج القوارب المُسيرة. وكما أشار “سوتن” في موقع (فوربس)، فإن التصميم الجديد يشبه إلى حد كبير زوارق الصيد العادية. وينطوي هذا على تغيير عن الأنواع السابقة التي استخدم فيها الحوثيون زورقاً صغيراً سريع الحركة، يشبه في تصميمه ما يسمى بـ “السمكة المنتفخة”.
ومن بين الزوارق المُسيرة الأربعة التي اقتربت من ناقلة النفط، كان هناك قارب واحد فقط – كما ذُكر- يحتوي على متفجرات. وباستخدام مجموعة من هذه القوارب المُسيرة، متنكرة على هيئة قوارب صيد، فهذا يجعل من كشف وجود الخطر من قبل السفن أمراً صعباً.
وعلاوة على ذلك، فإن إخفاء المتفجرات في زورق واحد مُسير فقط قد يجعل من الصعوبة بمكان تحديد أيهما القارب الذي يشكل الخطر الأكثر!
وفي السابع من مارس، أعلن التحالف السعودي أنه دمر ستة زوارق انتحارية مُسيرة في ميناء الصليف بعدة غارات جوية. كما قال السعوديون إنهم دمروا قوارب مسيرة، ومنشآت لتجميع الألغام البحرية في منطقة مجاورة، وذلك كجزء من عملية أوسع لهم في المنطقة.
وليست هذه هي المرة الأولى التي يعلن فيها السعوديون عن غارات جوية على زوارق للحوثيين في المدينة. ففي يونيو الماضي، أفاد التحالف بأنه دمر تسعة قوارب انتحارية مُسيرة في المياه قبالة الصليف، وعلّق مسؤولون سعوديون حينها بأن القوارب “كانت تنوي استهداف الشحن الدولي”.
الألغام البحرية الحوثية
الزوارق الانتحارية المُسيرة ليست هي وحدها التي يستخدمها الحوثيون في البحر الأحمر، ففي أواخر الشهر الماضي، جرى أيضا اعتراض وتدمير عدة ألغام بحرية. فككت القوات اليمنية، في 11 فبراير، سبعة ألغام بحرية، قبالة سواحل محافظة حجة اليمنية. وفي 23 فبراير، تم تدمير ثلاثة ألغام في مضيق باب المندب.
الألغام البحرية التي زرعها الحوثيون هي تكتيك شائع تستخدمه الجماعة المتمردة في البحر الأحمر. وفي وقت سابق من الشهر الماضي، قُتل ثلاثة صيادين مصريين بانفجار أحد هذه الألغام.
وقد جرى تفكيك ما لا يقل عن 150 لغماً بحرياً في البحر الأحمر، وفقاً للتحالف السعودي لغاية 23 فبراير.
وعلى الرغم من أن الهجمات البحرية التي نفذها الجهاز العسكري للحوثيين أقل تركيزاً، ومع أن المُبلغ عنها في وسائل الإعلام هي أقل مما هي عليه فعلياً، فإن الهجمات البحرية التي تشنها حركة المتمردين تشكل تهديداً حقيقياً للنقل البحري في جنوب البحر الأحمر، وربما الآن في بحر العرب وخليج عدن.