نصائح ذهبية لتعقيم شامل ضد كورونا
مع تفشي فيروس كورونا المستجد في عدد كبير من الدول، انتشرت تساؤلات كثيرة حوله، نظرًا لقلة المعلومات المتاحة عنه حتى اللحظة، ومن بينها طرق انتقاله والوقاية منه.
أوضحت منظمة الصحة العالمية أنّه ينتقل إما بشكل مباشر عن طريق الرذاذ التنفسي (السعال أو العطاس)، من شخص مصاب لشخص سليم، أو بشكل غير مباشر عن طريق ملامسة الأسطح الملوثة، التي قد يبقى نشطًا عليها من عدة ساعات إلى عدة أيام، فما هي الطرق الآمنة لتعقيم الأشياء التي قد نحتك بها؟
فيما يلي يقدم لكم “العربي الجديد” عدة توصيات لتعقيم الأيدي والأسطح والملابس والغذاء، لتجنب الإصابة بفيروس كورونا:
تعقيم اليدين
توصي منظمة الصحة العالمية بغسل اليدين بشكل مستمر ومتكرر بالماء والصابون لمدة لا تقل عن 20 ثانية، بعد ملامسة أي سطح، أو باستخدام معقمات الأيدي التي لا يقل تركيز الكحول (الإيتانول حصرًا) فيها عن 60%، كبديل عن الغسيل في حال عدم إمكانية ذلك.
وتقول الصيدلانية ريام كريم: “يعتقد العديد من الأشخاص أن بإمكانهم تعقيم أيديهم بأي منتج يحوي على الكحول، بما في ذلك العطور والمشروبات الروحية، إلا أن ذلك غير آمن، إذ لا تصل نسبة الكحول في هذه المنتجات إلى60%، كما لا ينصح باستخدام الكحول المطلق (تركيزه يزيد عن 95%)، لأنه غير فعال أيضًا”.
وتؤكد كريم أنّ فعالية الكحول تقل بوجود العوالق والغبار، لذلك تنصح بغسل اليدين بالماء على الأقل قبل تعقيمهما بالكحول، في حال كانتا متسختين. وتضيف: “انتبهوا عندما تشترون معقم الأيدي، إلى محتواه من الكحول، فهناك معقمات خالية من الكحول تعتمد في تركيبها على مواد أخرى مثل البنز ألكونيوم كلورايد، والكلور هكسيدين، وهي غير فعالة ضد فيروس كورونا المستجد”.
تعقيم الأسطح
تنصح مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها بتنظيف وتعقيم الأسطح بشكل متكرر يوميًا، وبشكل خاص الطاولات ومقابض الأبواب ومفاتيح الإضاءة والصنابير ولوحات المفاتيح والمراحيض وأحواض الاستحمام.
وتقول كريم: “ورد أنّ المعقمات الأكثر فعالية لمكافحة الفيروس على الأسطح، هي محاليل التبييض الحاوية على هيبوكلوريت الصوديوم (الشائع باسم الكلور السائل أو الماء جافيل)، والكحول الطبية بتركيز لا يقل عن 70%، والماء الأكسجيني (هيدروجين بيروكسايد) بتركيز 0.5%، في حين لم تذكر معلومات عن فعالية أي من معقمات الأرضيات المعتمدة على السيترَميد، أو الكلوروزايلينول أو البنز ألكونيوم كلورايد في مكافحة الفيروس”.
وتوضح كريم تعليمات الاستعمال الآمنة لهذه المحاليل على الأسطح: “يطبق محلول الماء الأكسجيني بالتركيز المحدد من دون تمديد، لمدة 5 دقائق، أما الكحول فتترك على السطح حتى تتطاير، في حين تمدد محاليل التبييض التجارية بمزج 4 ملاعق شاي (صغيرة) منها مع ليتر من الماء، وتطبق لمدة 10 دقائق قبل تجفيفها”.
وتشير كريم إلى ضرورة التعامل بحذر مع محاليل التبييض، قائلة: “يجب إضافة الكلور السائل إلى الماء وليس العكس، لتجنب خطر التسمم بأبخرته، وعدم خلطه مع أية مواد أخرى، كالكحول أو الأحماض أو الأمونيا، حتى لا يصل خطر السمية بالأبخرة إلى مرحلة تستوجب الإسعاف الفوري، كما يراعى في المزيج استخدام الماء البارد، لأنّ الماء الساخن يقلل الفعالية، والتخلص منه بعد مضي 24 ساعة على خلطه مع الماء، لأنّ فعاليته تقل بمرور الوقت”.
تعقيم الملابس والمناشف والبياضات
تشير كريم إلى ضرورة التعامل بحذر مع الغسيل الخاص بشخص مصاب أو مشتبه بإصابته، وذلك بـ”استخدام قفازات وحيدة الاستعمال، والتأكد من غسل اليدين وتعقيمهما جيدًا بعد نزع القفازات، وتجنب هز الغسيل قدر الإمكان لتقليل احتمالية انتشار الفيروس، وتعقيم سلة الغسيل بشروط تعقيم الأسطح نفسها، أو استبدالها بحقيبة وحيدة الاستعمال يمكن التخلص منها لاحقًا، أو على الأقل يمكن غسلها”.
وتؤكد على أهمية اتباع إرشادات تعقيم الملابس الصادرة عن منظمة الصحة العالمية، بغسلها بمساحيق التنظيف الملائمة، مع الالتزام بشروط الاستعمال الموضوعة من قبل الشركة المصنعة، وبأعلى درجة حرارة يمكن الغسل بها.
تعقيم الغذاء
لا يوجد دليل حتى الآن على أنّ فيروس كورونا المستجد يتكاثر في الطعام، لأنّ الفيروس يحتاج مضيفًا (حيوانًا أو إنسانًا) ليتكاثر، كما لم تسجل إصابة سابقة من خلال الطعام بفيروسي “سارس” و”ميرس” اللذين ينتميان إلى فصيلة الفيروسات التاجية نفسها، لكنّ ما ينطبق على التقاط العدوى من الأسطح عامة قد ينطبق على أسطح الطعام، كقشور الخضروات والفواكه وأغلفة المواد الغذائية.
وتشير الصيدلانية كريم إلى أنّ الطهي الشامل من المتوقع أن يقتل الفيروس، اعتمادًا على الأبحاث التي تشير إلى أنّ المعاملة الحرارية بـ60 درجة مئوية لمدة لا تقل عن 30 دقيقة كفيلة بالقضاء على السارس. وتقول: “لا يوجد حتى الآن توصيات خاصة من المنظمات العالمية حول طريقة التعامل مع الغذاء فيما يتعلق بالوقاية من فيروس كورونا، لكنّ منظمتي (الصحة العالمية) و(الغذاء والدواء)، شددتا على أهمية الطهي الجيد، وخاصة للحوم، واتباع ممارسات النظافة الصحية من حيث غسل اليدين بالماء والصابون لمدة عشرين ثانية قبل التعامل مع الطعام، وتجنب التلوث الذي قد يحدث للطعام بعد طهيه، من خلال خلطه بطعام غير مطبوخ أو احتكاكه بأيدٍ وأسطح ملوثة”.
أما فيما يتعلق بتعقيم الطعام النيء مثل الخضار والفواكه، فتقول كريم: “تستخدم معظم السيدات الخل لتنظيف الخضروات والفواكه، ولكنه ليس معقمًا معتمدًا في وكالة حماية البيئة، ولا توجد دلائل على أنه فعال بالقضاء على فيروس كورونا المستجد، كما لا توجد معلومات عما إذا كان الفيروس يتأثر بالمحاليل عالية التركيز من الملح”.
وتضيف: “لا يوجد حاليًا وسيلة معروفة لتعقيم الخضار والفواكه من الفيروس، لذلك يمكننا تطبيق ما نعرفه حتى الآن عن تعقيم الأسطح، وذلك بدعكها بالماء الدافئ والصابون لمدة عشرين ثانية، أو نقعها لمدة دقيقة بمحلول ذي تركيز آمن على الغذاء من الكلور، نحضره بإضافة ما يعادل ملعقة كبيرة (نصف كوب في حال الاتساخ الشديد) من مبيض الكلور، إلى 3.7 ليترات من الماء، ثم شطفها جيدًا بالماء”.
كما تنصح كريم بتعقيم أغلفة وعبوات الأغذية، باستخدام محلول كحولي تركيزه 70% على الأقل، وتشير إلى أنّ التبريد غير فعال في مكافحة الفيروس، بل على العكس قد يزيد من مدة وجوده على الأسطح.