محليات

لماذا سيُبقي التحالف على بعض قواته حتى إذا انتهت الحرب؟

 


تعمل وحدات رادار عالية التقنية على امتداد رصيف هذا الميناء الصغير (ميناء المخا غربي اليمن) كما جرى بناء تحصينات تحت الماء لصد هجمات القوارب الملغومة بدون ربان.


وقد تحول ميناء المخا، الذي كان يوما ما مركزا مزدهرا لتصدير البن، إلى قاعدة بحرية أمامية شديدة التحصين، تراقب الإمارات من خلالها الخطوط الملاحية وحركة جماعة الحوثي المعادية لها في صراع تسبب في أزمة إنسانية في واحد من أفقر بلدان العالم.


وقال جندي إماراتي، وهو يحشو سلاحا مضادا للطائرات على متن سفينة دورية، إنه لم يعد بوسع الحوثيين الاقتراب من هذا الميناء حيث سيتعرضون لإطلاق النار.


ويمثل فرض السيطرة على الموانئ اليمنية في البحر الأحمر مهما صغر حجمها أهمية شديدة للإمارات، الشريكة الرئيسية في التحالف الذي تقوده السعودية، والتي تشرف على جهود انتزاع الساحل من الحوثيين المتحالفين مع إيران في إطار استراتيجية لمحاصرتهم في العاصمة صنعاء ومحيطها.


وتقع الموانئ على امتداد أحد أهم المسارات التجارية لناقلات النفط المتجهة من الشرق الأوسط إلى أوروبا، وتشكل نقاط دخول حيوية لواردات اليمن من الغذاء إضافة إلى المساعدات، ولذلك فهي أهم من أن يتم إغلاقها.


وقال مسؤولون حكوميون في الخليج مطلعون على الفكر الإماراتي والسعودي إن السيطرة على الساحل ستقطع خطوط إمداد الحوثيين وتدفعهم للجلوس إلى مائدة المفاوضات.


وأضافوا أن الاحتفاظ بذلك الوجود العسكري سيكون شرطا رئيسيا لأي تسوية سياسية للصراع.


وقال مسؤول يمني طلب عدم نشر اسمه نظرا لحساسية الموقف إن السعودية والإمارات تشعران بقلق شديد من نفوذ إيران لذا فهما تسعيان للإبقاء على بعض الوجود العسكري على السواحل اليمنية حتى إذا انتهت الحرب الأهلية.


ولم يرد متحدث باسم التحالف على طلب من رويترز للتعليق.


قامت دولة الإمارات العربية المتحدة بتدريب ودفع رواتب آلاف المقاتلين من المحافظات الجنوبية الذين سيطروا على ميناء المكلا الجنوبي من مقاتلي القاعدة ومدينة عدن الساحلية من الحوثيين. ويسيطر هؤلاء المقاتلون أيضا على ميناء حوالف في جزيرة سقطرى وعلى جزيرة بريم الاستراتيجية.


ويريدون الآن السيطرة على ميناء الحديدة الذي يستقبل معظم واردات اليمن بما يشمل الوقود والأدوية والمساعدات قائلين إن الحوثيين يستخدمون الميناء لتهريب السلاح من إيران الخصم اللدود للائتلاف.


وينفي الحوثيون أن إيران تساعدهم. وفق ما نشرته وكالة رويترز في تقريرها.


وقال أدم بارون خبير الشؤون اليمنية في المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية ”معاقل الحوثيين تقع إلى حد بعيد في مناطق تغلب عليها الطبيعة الجبلية، ومثلما يقول لنا التاريخ، السيطرة على السواحل اليمنية أيسر بكثير من السيطرة على المركز“.


وامتنع قائد في التحالف عن التعليق على التقدم نحو الحديدة لأنه لا يريد التحدث عن الاستراتيجية العسكرية.


وتقترب القوات التي تدعمها الإمارات من الحديدة من الجنوب مع قيام الإمارات بالإشراف على التقدم من المخا الواقعة على بعد نحو 75 كيلومترا شمالي مضيق باب المندب بوابة البحر الأحمر من خليج عدن.


ووصل القتال إلى منطقة الجراحي الواقعة على بعد نحو 100 كيلومتر من الحديدة.


وبدأت حملة أخرى من الشمال بمحاذاة الحدود الساحلية مع السعودية في محافظة حجة لتطويق الحوثيين وقطع المسارات التجارية البحرية.


وخلال زيارة للمخا في الآونة الأخيرة، قامت مجموعة من المقاتلين اليمنيين الشبان بمضغ القات والتقاط صور ذاتية (سلفي) أمام عربات مدرعة حديثة تستخدمها قوات دولة الإمارات.


وتناثرت شعاب مرجانية ميتة على رصيف الميناء الخاوي بعد أن جرفتها أمواج عاتية.


وقال مقاتل يمني بفخر “نحن القوات الخاصة”.


 

زر الذهاب إلى الأعلى