وزير الصحة: الحوثيون سرقوا الإغاثات الطبية وباعوها في السوق السوداء

 


حملنا الكثير من المشكلات فى الواقع الصحى إلى وزير الصحة اليمنى الدكتور ناصر باعوم.. وكان لنا معه الحوار التالى..


نريد أن نطلع منكم على واقع القطاع الصحى فى اليمن حاليا؟


– الحقيقة أن الحوثيين دمروا المنشآت الصحية بعد أن نهبوا محتوياتها، كما تسببت الحرب فى تهريب عدد من الكوادر الصحية داخل وخارج اليمن، ونتج عنها انقطاع التيار الكهربائى فى مراكز غسيل الكلى وبنوك الدم والمستشفيات، مما نجم عنه فساد الخدمات الصحية المقدمة للمواطنين، مضيفا أنه تعذر على المواطن الوصول لمياه صحية للشرب، مما ضاعف من الإصابة بالأوبئة والأمراض، بالإضافة لعدم توفر بيئة آمنة لعمل الأطباء فى هذا القطاع.


وماذا عن البنية التحتية الطبية؟


-الحوثيون دمروا البنية التحتية الطبية، ولا ننكر أن لدينا حوالى 50% من المنشآت الصحية معطل فى اليمن سواء جزئيا أو كليا منذ الحرب، ولدينا 16 مليون نسمة يحتاجون دعما صحيا، ومليونا و500 ألف طفل يعانون من سوء تغذية حاد متمركزين فى الحديدة، بينهم حالات وفيات، كما أن هناك ضعفا فى الإمكانات والكادر البشرى ونقص المستلزمات الطبية وبعض الأدوية الضرورية لإنقاذ الحياة مثل التخدير ومحاليل غسيل الكلى ومستلزمات عمل المختبرات ومحاليل نقل الدم لجرحى الجبهات وأدوية الأمراض المزمنة مثل السرطان، ونحن: لدينا على سبيل المثال 22 ألف حالة إصابة بالسرطان منهم 5700 طفل مصاب بأمراض سرطانية، و10000 مصاب بعيوب خلقية فى القلب، ولكن كل ما سعينا إليه الحفاظ على المنظومة الصحية للدولة من الانهيار وتحسين الأوضاع فى 11 محافظة تحت سيطرة السلطة الشرعية هى: مأرب وعدن وأبين والجوف والضالع ولحج وتعز وشبوه وحضرموت والمهرة وسوقطرة على الرغم من معاناتنا الكبيرة لتوفير الأدوية وبعض المستلزمات الطبية، لكن لدينا الآن فى عدن 3 مستشفيات مدنية و2 مستشفى عسكرى ومركزان للجراحة بطاقة استيعابية 1500 سرير، لكن المشكلة فى الإمكانات والكادر البشرى.


وماذا عن الأوضاع الصحية فى المناطق التى لا تزال فى قبضة الحوثيين؟


-الحوثيون يمنعون دخول الإغاثات الطبية والأدوية إلى المناطق المحتاجة، مضيفًا أنهم سرقوا المعونات الطبية المقدمة للمواطنين وأغلقوا مراكز منظمة أطباء بلا حدود فى محافظة أب، وسرقوا الإغاثات الخاصة بالكوليرا فى الحديدة وباعوها فى السوق السوداء، وهم يقومون بتوقيف ممثلى المنظمات الدولية ومنعهم عن عملهم دون رد فعل من الأمم المتحدة وهذه المنظمات.


وما حقيقة ما تردد عن انتشار وباء الكوليرا؟


-بلا شك الحروب تخلف ظروفًا وبيئة مناسبة لانتشار الأوبئة ومنها الإسهالات المائية الحادة والكوليرا، وحمى الضنك والملايا والدفتريا، لكننا استطعنا التحكم فى تلك الجائحات، حتى فى المناطق الخاضعة للحوثيين، والحالات محدودة الآن تتركز بشكل أساسى فى الحديدة وأب وصنعاء، وإجمالى الحالات التى سجلت للكوليرا فى اليمن عامة 900 حالة، من إجمالى 900 ألف حالة إسهالات مائية حادة سجلت منذ أبريل 2017 ونتج عنها 2200 حالة وفاة، والتدخل الحكومى فى تحسين البنى الأساسية والخدمات العامة أسهم فى القضاء على الوباء، حتى وصلت نسبة الشفاء 99.9 %، ولدينا الآن 40 حالة كوليرا فقط فى اليمن.


اشتكى إلينا مديرو المستشفيات من مبالغة المنظمات الدولية فى إحصائيات الأوبئة.. ما ردكم؟


-نعم حدثت مبالغات وأرقام ليست صحيحة من قبل بعض المنظمات العاملة فى اليمن، خاصة الكوليرا ونحن لا ننفى إمكانية عودة الجائحة خاصة مع قدوم موسم الأمطار فى أبريل، وبعض المنظمات تفعل ذلك كى يمكنهم الحصول على دعم كبير من الجهات المانحة، وبعضها يكيل بمكيالين ولديه أجندة سياسية. ووجه وزير الصحة الشكر لدول التحالف العربى لما تقدمه من مساعدات إغاثية، ونحن لدينا 40 ألف جريح منذ بداية الحرب مع الحوثى، بمعدل يومى 80 حالة، وهذا عبء كبير جدا ونشكر دول التحالف الذين قدموا الكثير على الصعيد الصحى، ونحن نجد دورًا كبيرًا وفعالا لمركز الملك سلمان للمساعدات الإنسانية، الذى يقدم الأدوية الأساسية، وأيضًا أشقاؤنا فى الإمارات من خلال الهلال الأحمر الإماراتى والكويت من خلال اللجنة العليا للإغاثة وصندوق دعم المرضى بالكويت ومصر وعدد من الدول الأجنبية، كما أن مصر قدمت لليمن طائرتين إغاثيتين فى القطاع الصحى، كما تم الاتفاق مع وزير الصحة المصرى على دعم آخر قريبًا عبارة عن أمصال للتسمم وغيرها وأدوية لعلاج أمراض تكسرات الدم، هذا إلى جانب التعاون عبر شركات الأدوية فحوالى 50% من الأدوية التى تصل اليمن هى عبر شركات أدوية مصرية ويوجد تعاون فى مجال تدريب الكوادر الطبية، كما أن هناك أطباء مصريين يعملون فى اليمن.


 


المصدر : جريدة اليوم السابع –القاهرة


 

Exit mobile version