محليات

ممثل ايران الحقيقي في اليمن ؟!!

 


لم تصحُ المليشيات بعد من هول الصدمة التي أصابتها لمقتل صالح الصماد، رئيس مجلسها السياسي، والقيادي الثاني من حيث التراتبية في قائمة المطلوبين لدى التحالف العربي، بعد رأس الهرم في الجماعة المدعومة إيرانياً، عبد الملك الحوثي، وحتى البرهة لم تتح الخيارات للمليشيات سوى العويل المبطن بتهديدات سائحة يرفع به قادتها معنوياتهم المنهارة.


يُنصب مهدي المشاط خلفاً للصماد في تزعم مجلس المليشيات وهم “حزينون جدا” و “غاضبون جدا”. ذلك التنصيب تم أمام برلمانٍ صار مُكرهاً يمضي حسب ما تريده الجماعة، بينما الكدر يعتم على وجوه أنصارها وسط موجات من الاضطرابات تعصف بالأجنحة المتفرقة داخل كيانها المهتز.


ينسلخ الجميع من حول الحوثيين، وتبقى إيران وحزب الله سندها الوحيد، ومنهما جاءت المواساة في مقتل الصماد الذي ورد أنه “الشجاع” حسب توصيف حسن نصر الله زعيم حزب الله اللبناني في رسالة مبكية بعثها لقرينه الحوثي، وهي المناحة ذاتها التي خرج رمضان شريف متحدث الحرس الثوري الايراني مسترسلاً في النعي.


اضطرم مؤخراً صراعٌ عنيف لم يتجلَ للعلن بوضوح وسط الفصائل المتفرعة من جماعة الحوثي، وتوسع هذا الصراع مُستفحلاً منذ مقتل الصماد حول الخلف الذي سيكون بديلاً له، الأمر الذي حدا بالجماعة تأجيل إعلان مقتله لأيام تخوفاً من اضطرابات داخلية كان الجزم فيها أنها ستخلق صراعاً دموياً داخل الجماعة لولا تدخل الأب الناصح لها (طهران) وحسمه الأمور، حتى أن محمد علي الحوثي لا يزال عابساً للقرار الذي استرق من يده وذهب إلى دونه. بحسب مراقبين.


المتابع للبيانات الصادرة عن إيران وكياناتها الطائفية في المنطقة بشأن مقتل الصماد، وكذا الكلمة الأولى لـ “الرئيس الجديد” مهدي المشاط، يرقـُب أن الخطاب الإيران تجلى واضحاً بلسان المشاط، الرجل الذي هدد يوماً بأنه “سيبيد تعز عن بكرة أبيها”، وهو يعلن اليوم بنفس الرتم “الحرب المفتوحة” ضد خصومه، بينما جماعته تتراجع سياسياً وعسكرياً واقتصادياً، وتخسر مؤخراً رموزها الكبار ما يعني أن المشهد العسكري لم يعد للمليشيات فيه باعٌ سوى الخسارة.


اختير المشاط لهذه المهمة متجاوزاً قيادات كانت التوقعات ترى أن الخيار في “الخلافة” سيقع عليها، أمثال محمد علي الحوثي، ويحيى الشامي؛ لكن التوقعات عادةً لا تتوافق مع المعايير الإيرانية في اختيار عملائها بالمنطقة، ولا شك أن الولاء المطلق للمُختار تجاه طهران، والثقة التامة لطهران تجاه من تنصبهم من أهم المعايير التي تعمد إليها في تثبيت دعائم جماعتها الطائفية في المنطقة، بالذات جماعة الحوثي الفاقدة للحاضنة الاجتماعية، ولذا تتفنن إيران في الحفاظ على هذه الجماعة مهما كانت الكُلف.


يشكل المشاط –وهو صهر ومدير مكتب عبد الملك الحوثي، زعيم المليشيات- أحد الأعمدة الأساسية في الجماعة إلى جانب محمد علي الحوثي، وأبو علي الحاكم (عبد الله الحاكم)، وشقيق زعيم المليشيات عبد الكريم الحوثي وربما يحيى الشامي، إلا أنه ليس على وفاقٍ تام مع هؤلاء، بل إن ثمة كيانات تتشكل بصمت من قبل هذه القيادات ضمن السباق الحثيث بينها للتسلط.


وأظهرت المعلومات المكشوفة مؤخراً، أن المشاط التقى قبل فترة ليست بالبعيدة قيادات إيرانية وقيادات أخرى من حزب الله في لبنان، كما أنه اختير من طهران مباشرة بتولي حماية رعاية الخبراء والمسئولين الإيرانيين في اليمن المساهمين في دعم المليشيات الحوثية على الصعيد العسكري والإداري؛ حيث كانت معلومات مؤكدة أفادت سابقاً أن مسئولين إيرانيين يعملون على تنظيم الحركة الإدارية والعسكرية للمليشيات.


والمعلوم قطعاً، أن المشاط يقف في الجناح المتطرف داخل الجماعة، ومعروفٌ عنه أنه من أكثر القادة فشلاً في التفاهم السياسي داخل المليشيات، وهو من القادة الحوثيين المنتهجين للمذهب الإثناعشري الإيراني، وقد قضى وقتاً كبيراً قبيل الحرب في إيران، والتقى بقادة إيرانيين، كما أنه تدرب على يد الحرس الثوري الإيراني لفترة طويلة قبل أن يُعاد إلى اليمن للمهمات الإيرانية.


المحرر السياسي ـ وكالة 2 ديسمبر الإخبارية


 

زر الذهاب إلى الأعلى